ما حقيقة تعرّض السدود شرق سورية لتهديدات بسبب الزلزال؟
ما حقيقة تعرّض السدود شرق سورية لتهديدات بسبب الزلزال؟
ضجّت الوسائل الإعلامية خلال الأيام الماضية بالأحاديث حول السدود المبنية في تركيا، والتي كانت حسب قولهم، أحد أسباب الزلزال المدمّر الذي ضرب البلاد.
وبالتزامن مع الحديث عن فتح تركيا للسدود المقامة على أراضيها، أشارت تلك الوسائل إلى تهديدات تتعرّض لها السدود النهرية شرق وشمال شرقي سورية نتيجة للزلزال، لا سيما سدود نهر الفرات وأنهار الخابور وجغجغ وجرجب وزركان في الحسكة.
وحول ذلك، أكد المهندس “عبد العزي أمين” مدير الموارد المائية في الحسكة، لموقع “أثر برس” المحلي، أن ارتفاع مناسيب المياه في تلك الأنهار جاء نتيجة السيول المُتشكلة عُقب الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة، بالإضافة إلى الثلوج المتساقطة في الجانب التركي، بعد ثلاثة مواسم من الجفاف وشح المواسم المطرية.
وطمأن “العزي” في حديثه، أنه لا مخاطر تُذكر على أوضاع السدود في المحافظة، سواء أكان ذلك فيما يخص سد الحسكة الجنوبي أو السدود المقامة في محيط مدينة المالكية أقصى الشمال الشرقي، مضيفاً أنه على الرغم من أن مواقعها جميعها تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، فإنه تبيّن من الكشف الذي أجرته عناصر المديرية مبدئيا أنّ وضع السدود مُطمئن.
بدوره، أشار مدير الموارد المائية بدير الزور المهندس “محمد الرجب”، إلى أن منسوب نهر الفرات ضمن مساره الطبيعي ولا تغيّر بتدفقه.
وطلب المدير العام لسد الفرات المهندس “غياث اليوسف”، عدم الانجرار خلف الشائعات التي تُطلق من هنا وهناك، مبيّناً أن المرجع المخول بالحديث حول هذه الأوضاع هو المكتب الإعلامي بوزارة الموارد المائية فقط، مُطمئناً أن الأمور طبيعيّة.
من جهته، شدد رئيس الجمعية الفلكية السورية “محمد العصيري”، على عدم الانجرار وراء الشائعات غير المستندة علمياً وكثرة الحديث عن توقعات ووضع تواريخ محددة لزلزال قادمة، مؤكداً لصحيفة “البعث”، أن “كل ما يقال غير دقيق ولا يمكن تحديد زمان ومكان وقوع الزلزال رغم تقدم الدراسات التكنولوجية”، مشيراً إلى أن “هكذا زلازل لا يحدث إلا كل 200 إلى 300 عام وفق المؤشرات والدراسات العلمية.”
وحول تأثير السدود التي بنتها تركيا على حدوث الزلازل، اعتبر العصيري، أن” بناء حوالي ألفي سد ولاسيما سد أتأتورك الذي يخزن 48 مليار متر مكعب من نهر الفرات قد تسبب بعامل تحريضي وشكل نشاطاً زلزالياً في المنطقة، محذراً من انهيار تلك السدود وتدمير القرى في سورية والعراق.”
وأشار إلى أنه من “الناحية العلمية ما تحصره هذه السدود من مياه لا يشكل مسبباً للزلزال، بل عاملاً مؤثراً في شدة الزلزال، لافتاً إلى أن “ضعف القشرة في أماكن السدود ينذر بقلق حقيقي فيما لو أثر على تلك السدود وسبب تصدعات فيها.”
وكانت عدد من مواقع التواصل الاجتماعي، تحدّثت بأن تركيا بدأت تفتح بوابات السدود لديها، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق عدة في الجنوب التركي، وذكرت أن الزلزال أدى إلى تشققات في بعض السدود وهو ما دفع تركيا، إلى فتح البوابات لخفض كميات المياه المحجوزة في السدود، وبهدف خفض الضغط على أجسام السدود، الأمر الذي أثار مخاوف المواطنين في سورية وزادها اشتعالاً “التحليلات الفيسبوكية”، التي غزت أغلب الصفحات.
اقرأ أيضاً: “زائر الفجر” يسرق نوم أطفالنا.. أصوات تصدح حول العالم: ارفعوا الحصار عن سورية