مقالات

ليل الكهرباء الطويل…!؟

ليل الكهرباء الطويل…!؟

 

لم يكن ليل الجمعة الماضية الطويل ليلاً عادياً كباقي الأيام أبداً، بعد التعتيم الكهربائي الشامل والظلام الدامس الذي لم تشهد له البلاد مثيلاً في أصعب وأقسى الظروف لا في السلم ولا في الحرب دام لساعات طويلة مع تفاوت عودته بين منطقة وأخرى كانت أشبه بكابوس لا يصدق…!؟

ليل الكهرباء الطويل…!؟

هكذا فجأة وبلا مقدمات توقفت محطة الزارة لتوليد الكهرباء بشكل كامل لنفاذ الفيول كما أشيع وروج…!!

لتتداعى بعدها وتلحق بها سلسلة محطات توليد بانياس وتشرين وجندر والتيم الواحدة تلو الأخرى متسببة بهبوط التردد لدرجة كبيرة، وإحداث فصل عام أدخل الجغرافيا والمدن السورية في ظلام لم يشهده أحد مذ دخلت الكهرباء قبل مئة عام!!؟
رغم أن الأجواء المناخية صيفية معتدلة والسماء صافية و”العصافير تزقزق” مجازا”…!!؟”

والغريب أن مسؤولاً كهربائياً رفيعاً استبعد في تصريحات إعلامية متداولة سبقت “التعتيم” بأيام أن هناك ما بشبه الاستحالة وأننا بعيدون تماما عن التعتيم التام…!!؟

ليل الكهرباء الطويل…!؟

بغض النظر ورغم التبريرات التي سيقت والغرق في شرح “تكنيك” التعتيم وحيثياته وتفاصيله وكيفية إعادة ما انقطع، والذهاب لتحميل قلة الفيول والتوريدات النفطية مسؤولية ما جرى، وأن إعادة الكهرباء في مثل هذه الحالات أمر أصعب بكثير مما نتصور ومعقد وفق تصريح مدير عام المؤسسة العامة للنقل والتوزيع فواز الظاهر للفضائية السورية في تلك الليلة، وأن التعتيم العام هو أصعب نقطة وهي حالات خطيرة ولها تأثير سلبي كبير على الشبكة وهناك صعوبة في إعادة التيار الذي يحتاج لوقت وأي خطأ بسيط قد يؤدي لتعتيم ثاني وثالث…

كما أن الأمر يحتاج لتواصل وتنسيق دقيق مع كافة محطات التوليد وكل المفاصل وتزامن التشغيل والإقلاع فيما بينها حتى عودة الكهرباء…

ليل الكهرباء الطويل…!؟

لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا نضطر للوصول إلى هذه المواصيل، وإلى متى سيظل (فيول) الأصدقاء والحلفاء متذبذباً وخارج نطاق التحكم والسيطرة، لدرجة أننا عجزنا حقاً عن تأمين تواتر منتظم للتوريدات بلا انقطاع..!؟

أم أن قدم واهتراء محطاتنا واستهلاك الفيول المضاعف بفعل أوامر التشغيل القسري بعيداً عن برامج الصيانة الدورية بدواعي الضرورة، وزيادة تكاليف التشغيل المقرون بتدني انتاجنا الطاقوي يتحمل جزءاً من المسؤولية…!؟

ليل الكهرباء الطويل…!؟

إن ما جرى يحتاج لوقفة متأملة ومتأنية ومراجعة صارمة تعيد حساباتنا غير المدروسة ومغامراتنا غير المحمودة بعيداً عن مشجب الحصار والحرب وسرقة نفطنا، وإلا فإن أحداً لن يستطيع منع تكرار ما حدث ولا تجنبه لندخل في ليل كهربائي آخر طويل وهنا الطامة الكبرى…!؟

من يدري..!؟

وائل علي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى