مقالات

موسكو تستضيف اجتماعاً سورياً تركياً بمشاركة طهران

موسكو تستضيف اجتماعاً سورياً تركياً بمشاركة طهران

 

بعد أن حققت موسكو خرقاً لرأب العلاقات السورية – التركية المتأزمة منذ أحد عشر عاماً وجمعت وزراء دفاع الدولتين بحضور وزير الدفاع الروسي قبل نهاية العام الماضي، يجري الحديث اليوم عن التحضير لعقد اجتماع سياسي رباعي على مستوى نواب وزراء الخارجية في المستقبل القريب تستضيفه موسكو بمشاركة إيرانية.

فبعد أن كان الحديث عن عقد لقاء على مستوى وزراء الخارجية تمهيداً للقاء قمة على مستوى الرؤساء، ظهرت تعقيدات شتى في الملفات المطروحة للنقاش وخصوصاً أن سورية أعلنت أنها ليست في وارد عقد لقاءات مجانية تهدي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أوراقاً يصرفها في الانتخابات الرئاسية بدون الحصول على ضمانات فيما يخص وقف أنقرة دعم التنظيمات الإرهابية في إدلب وشمال حلب والتعهد بالانسحاب من الأراضي السورية.

في أخر زيارة لمبعوث الرئيس الروسي الخاص ألكسندر لافرنتييف إلى دمشق منتصف شهر كانون الثاني الماضي سمع من الرئيس بشار الأسد شروط سورية لمواصلة اللقاءات مع الجانب التركي المتمثلة بــ “الأهداف والنتائج التي تريدها سورية” المبنية على “إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب.”

الحراك الروسي المكثف على خط تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة تعثر قليلاً مع تعرض البلدين الجارين لزلزال مدمر في السادس من شباط الماضي وأودى بحياة عشرات الآلاف على طرفي الحدود وانشغال الدولتين بتداعيات الزلزال على السكان وعلى مختلف مناحي الحياة.

لكن كارثة الزلزال التي جمعت بين البلدين قد تقنع الطرفين بأن الجغرافيا التي تفرض نفسها بقوة على الجارين، تحتم عليهما أيضاً معالجة الخلافات السياسية انطلاقاً مما تحمله تلك الجغرافيا من تهديدات مشتركة ومصالح مترابطة.

الجديد في اللقاء السياسي المرتقب انضمام إيران إلى الاجتماع، والجديد أيضاً أن موسكو التي كانت تراهن على عقد مباحثات على مستوى وزراء الخارجية، تتحدث اليوم عن لقاء على مستوى نواب وزراء الخارجية ودون أن تحدد موعداً دقيقاً له بانتظار رد كل من دمشق وطهران بحسب ما نقل عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.

بوغدانوف الذي كان يتحدث لوكالة تاس الروسية قال، إن موسكو وأنقرة تنتظران رداً من دمشق وطهران على اقتراح عقد اجتماع تمهيدي لتطبيع العلاقات بين سورية وتركيا.

واصفاً اللقاء بأنه “اجتماع فني” سيعقد على مستوى نواب وزراء خارجية الدول الأربع للتحضير لاجتماع وزراء خارجيتها.

وزير الخارجية التركي مولود جاوييش أوغلو من جهته أعلن الأربعاء الماضي عقب استقباله وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنّ اجتماعاً رباعياً يضم تركيا وروسيا وسورية وإيران، سيعقد في موسكو الأسبوع المقبل، إلاّ أنه لم يكشف عن مستوى اللقاء.

ومن أنقرة طار وزير الخارجية الإيراني إلى دمشق وأجرى مباحثات مع الرئيس الأسد الذي رحب بانضمام إيران إلى الاجتماعات المعنية ببناء الحوار بين دمشق وأنقرة وأكد ضرورة التحضير الجيد للمحادثات للوصول إلى مُخرجات محددة وواضحة.

ولطالما عبرت طهران عن دعمها لمسار التقارب السوري التركي وتطبيع العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح الجانبين، وأكدت دعمها لدمشق في كل ما تتخذه من قرارات ولاسيما الحوار مع النظام التركي وهي ترى أن أي حوار بين سورية وتركيا إذا كان جاداً فهو خطوة إيجابية لمصلحة البلدين والمنطقة.

لا شك أن الحراك الإيراني بين دمشق وأنقرة يشكل عاملاً مساعداً للمساعي الروسية في حلحلة القضايا الشائكة بين البلدين ويساهم في تقريب وجهات النظر في إطار الجهود المبذولة لحل الأزمة السورية التي قاربت دخول عامها الثالث عشر.

عبد الرحيم أحمد – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: الانفتاح على دمشق والهجوم على طهران

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى