“ليلة العمر” تساوي “تحويشته”.. تكلفة حجز صالة العرس لـ 200 شخص تتجاوز 25 مليون ليرة
في الوقت الذي بات فيه أكثر من 90% من الشعب السوري، تحت مستوى خط الفقر، فإن المواطنين تخلوا عن كل عاداتهم، سواء تلك التي تتعلق بنمط معيشتهم وغذائهم، أو التي تتعلق بعادات وتقاليد الزواج لديهم، والتي أصبحت ضرباً من الأحلام نتيجة ارتفاع تكاليفها.
وروى العديد من الشباب، معاناتهم نتيجة تكاليف الزواج الباهظة، والتي دفعتهم إلى العزوف عن الزواج، مشيرين إلى أن ليلة العمر تكلّف تحويشة العمر.
يقول أحد الشباب، أصبح عمري 36 عاماً، وإلى الآن لم أستطيع أن أتزوج بسبب التكاليف المرتفعة للزواج، مضيفاً، الأمر لا يتوقف فقط عند حفل الزفاف الذي أصبح “خربان بيت بالمعنى الحرفي”، بل أيضاً في المهر، فهناك قسم كبير من الأهل لم تعد تشترط المهر نقوداً بل ذهباً، في حين أن راتب أي موظف سواء كان مهندساً أو طبيباً أو غير ذلك لا يتجاوز 150 ألف ليرة.
فيما قالت فتاة مقبلة على تنظيم حفل زفافها، إنها لاتزال تبحث عن صالة بسيطة وبأسعار معقولة، مشيرة إلى أنها تبدأ من 500 ألف وصولاً إلى مليون ونصف ليرة، عدا تكاليف العشاء والضيافة والتصوير، مضيفة أن سيارة العروس والسيارات المزينة بالورود، ألغيت من حسابات أغلب العرسان، نظراً لتكلفتها المرتفعة، مشيرة إلى أن توصيلة العروسين لأقرب مكان بعد نهاية العرس، تصل لـ 250 ألف ليرة.
اقرأ أيضاً: فاتورته تقصم الظهر.. الزواج في سورية “لمن استطاع إليه سبيلا”
وقال صاحب صالة أفراح في إحدى ضواحي دمشق لموقع “أثر برس” المحلي، إن أجرة الصالة في الليلة الواحدة والتي كانت قبل سنوات قليلة بحدود 150 ألف ليرة متضمنة الضيافة، يفوق أجارها اليوم 5 مليون، مشيراً إلى أن الأسعار تختلف وتتراوح من صالة إلى أخرى حسب المستوى والخدمات التي تقدمها.
وأضاف، تتراوح تكلفة الشخص الواحد بين 50 ــ 55 ألف ليرة بدون مطرب، أما في حال كان هناك ميديا أو تتضمن “دي جي”، وتصوير فيديو وفوتوغرافي وشاشة عرض، تختلف أيضاً من صالة إلى أخرى بدءاً من 150 ألف ليرة لتتجاوز 250 ألف ليرة للشخص الواحد.
وقال صاحب الصالة، بهذه الأسعار التقريبية تكون كلفة العرس للعائلة المتوسطة الدخل، في صالة تتسع لـ 400 شخص، نحو 7 أو 8 مليون ليرة، وأحياناً تصل لـ 12 مليون حسب زيادة الخدمات والأشخاص وفتح الطاولات.
وأضاف، إذا قرر العروسان أن يقيما حفل زفاف في أحد الفنادق، فإن الأسعار ستتضاعف كثيراً، حيث تتراوح تكلفة الشخص الواحد بين 150 ألف إلى 250 ألف ليرة سورية حسب الوجبة المقدمة إن كانت دجاج أو لحوم أو حتى بوفيه مفتوح، وتكلفة العرس لـ 200 شخص فقط، نحو 25 مليون ليرة سورية.
وأمام هذا الواقع، بات الزواج في سورية اليوم، كغيره من أبسط مقومات الحياة وضرورياتها، رفاهية عالية، ابتعدت عن أولويات معظم الشباب، وباتت خارج مخططاتهم لسنوات قادمة وربما لعقود، في حال استمرت الأوضاع الاقتصادية على حالها، ولن يستطيع الحظي بها إلا القلّة المستطيعة من ميسوري الحال.
وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، قرعت ناقوس الخطر، العام الفائت 2022، حيث كشفت عن بيانات تؤكد تصاعد نسبة “العنوسة” في سورية، والتي اقتربت من 70%، مع وجود قرابة ثلاثة ملايين فتاة سورية عازبة تجاوزن سن الـ 30 سنة.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع