لا نريد “نواطير صحرا”…!!
لا نريد “نواطير صحرا”…!!
حقيقة نحن لا نريد محافظين أن يكونوا مجرد “نواطير صحرا”، ولا موظفين من الصف الأول ينعمون بوجاهة الكرسي ومكاسبه، أو أن يكونوا مجرد مخاتير للتوقيع ومهر الأختام…
إننا نريدهم فاعلين ومتفاعلين وسبّاقين في خدمة الشأن العام والمصلحة العامة، ومبادرين في تذليل العقبات والصعوبات ومعالجة المشكلات وتيسير أمور الناس واجتراح الحلول وابتداعها.
وبارعين في البحث عن الزوايا المعتمة والمطارح النائمة والغائبة أو المغيبة والتنقيب عنها وإبرازها إلى الضوء في سياق هارموني منسجم يجمع ويوائم بين قدرات وسلطات الإدارة المحلية والمجتمع الأهلي والمحلي والرسمي لتكون في خدمة المجتمع…
باختصار إننا نريد محافظين يعملون على أن يكون الجزء في خدمة الكل والكل في خدمة الكل…
وهذا لن يتحقق إلا في شخصية القائد الإداري الفذ الخبير المطلع القادر على تسخير الصلاحيات الواسعة والهوامش الكبيرة التي بين يديه لتساعده على العمل والنجاح -إن أراد – وتوظيفها وتحويلها لطاقة إيجابية نستفيد منها إنماءً وتطويراً ومشروعاتٍ صغيرةٍ ومتوسطة…
بالأمس وكما بات معلوماً فقد أصدر السيد الرئيس بشار الأسد عدداً من المراسيم التي قضت بإنهاء عمل محافظي دمشق والحسكة وتعيين محافظين جديدين لحماة والحسكة.
ونقل محافظي طرطوس إلى ريف دمشق والقنيطرة إلى طرطوس وريف دمشق إلى القنيطرة وحمص إلى السويداء والسويداء إلى حمص…
وهذا بلا شك له أسبابه ومعطياته ومقوماته ودلالاته التي يتوجب على المحافظين قبل غيرهم التمعن بها وقراءتها وفق المسار الذي أُريدَ لها , ليكونوا عند الثقة التي منحت لهم أولاً…
وثانياً تكريس طاقاتهم وقدراتهم وإمكاناتهم والصلاحيات الممنوحة لهم وفق القوانين والأنظمة المعمول بها لإنجاح العمل في المحافظات التي يتربعون على رأس هرمها الإداري بعيداً عن المبررات والأعذار والظروف والأزمة الراهنة والإمكانات المتاحة…
وعليه فإننا نسأل هل نجح وينجح المحافظون حقاً في المهام التي تناط بهم وإلى أي حد، وهل تمكنوا من إحداث تلك النقلة النوعية المنتظرة والبصمة المأمولة.
أم أن البعض منهم لم يتمكنوا أن يكونوا أكثر من مُسيْرِيّْ بريد ومسوقين لنشاطاتهم عبر بروباغاندا إعلامية توظف وتسخر لحرف وتذويق وزركشة الصورة عن الحقيقة التي غالباً ما تنجح وتبرع في نسجها وتسويقها إلى حدٍ كبير…
وبغض النظر فإننا اليوم نحتاج حقيقة لشخصية المحافظ التي يجب أن ترتقي لمرتبة رجل الدولة بامتياز فتنبش نقاط القوة للاتكاء عليها ونقاط الضعف لتقويتها وتصويبها، وفتح الملفات العالقة والذهاب لمعالجتها إلى أبعد الحدود محلياً ومركزياً بنداً بنداً، بعيداً عن المراسلات الورقية والاجتماعات الروتينية وانتظار الجولات الوزارية الروتينية..!!
وحينها فقط يكون عمل المحافظ بحجم الثقة والمسؤولية الملقاة على عاتقه وأكبر بكثير من أن يكون مجرد “ناطور صحرا” وفي ذلك مصلحة للدولة والمجتمع والمواطن وللمحافظ ذاته وفي كل الاتجاهات والمعاني…!!
وائل علي
اقرأ أيضاً: بحر غازنا المنتظر ..!؟