“لا بد منها ويصعب علينا تأمينها “.. المستلزمات المدرسية معضلة يسعى الأهالي لحلها في ظل الغلاء الفاحش

ما إن أعلنت وزارة التربية عن تحديد اليوم الثالث من أيلول موعداً لبدء العام الدراسي، حتى انتاب شعور الخوف العديد من الأُسر التي يقع على عاتقها مسؤولية تأمين المستلزمات المدرسية لأبنائهم، ولا شك أن هذا الأمر أصبح هاجساً حقيقياً يؤرق العائلة، خاصة وأنه يتزامن مع موسم المونة الشتوية.

يقول مواطنون التقاهم كليك نيوز، إن هناك ارتفاعاً كبيراً في كافة المستلزمات المدرسية مقارنة بالعام الماضي والذي قبله، وأشاروا إلى تحديات كبيرة تواجههم وصعوبة في شراء كل المستلزمات المدرسية بعد ارتفاع أسعارها.

تحدثت السيدة “ريم” أنهم كانوا سابقاً وبقليل من الحيلة على الواقع المرير تدبير أمورهم في تأمين المستلزمات المدرسية لأبنائهم، أمّا اليوم وفي ظل الغلاء الفاحش الذي ضرب كافة المواد والسلع، بات من الصعب أن يتم التحايل على هذا الواقع، ولدى هذه السيدة طفلان على مقاعد الدراسة الابتدائية وطفل ثالث في الإعدادية، وأشارت إلى أن راتب زوجها المتواضع لا يكفي إلّا لشراء بعض المواد الغذائية التي تنتهي عند منتصف الشهر، “ربما يقترض مبلغاً نستطيع من خلاله تأمين ما يلزمنا للأولاد”.

فيما قالت سيدة أخرى تدعى “حنان” أنه “يُمكن أن أُعيد تدوير مستلزمات ابنتي الكبيرة لأختها الأصغر وأحصر ما ينقصهم لنتمكن من تأمين احتياجاتهم”.

ولفتت إلى أنه لا “مجال لترتيب الأولويات في ظل هذا الغلاء الذي لم يترك لنا منفذ واحد نستطيع من خلاله التكيّف مع هذا الوضع، خاصة وأنه ككل عام يتزامن موعد بدء المدارس والتحضير لها مع موسم المونة الأمر الذي يرهق جيوبنا في ظل الوضع المعيشي الصعب”.

اقرأ أيضاً: “إعادة تدويرها أفضل الخيارات المتاحة”.. أسعار المستلزمات المدرسية تكوي جيب الأهالي

أمّا “أحمد” وهو مواطن من ريف محافظة حماة يعمل في مجال الزراعة، قال خلال حديثه لـ كليك نيوز “إن اعتمادنا في تدبير أمور حياتنا اليومية كان على ما نجنيه من مواسمنا الزراعية، لكن الخسائر المُتتالية التي تكبدناها بسبب سياسة التسعير وارتفاع تكاليف العملية الإنتاجية حالت دون أن نتمكن من ذلك، فكيف سنستطيع تأمين المستلزمات المدرسية التي تضاعفت أسعارها بشكل جنوني” في شرود مطول، يقطعه تنهيدة تُعبر عن حيرة، يمضي “أحمد” وقته بالتفكير، في محاولة لحل معادلة تأمين المستلزمات المدرسية لأبنائه.

“أحمد” كغيره من أرباب أُسر عديدة في محافظة حماة، يجدون في كل عام صعوبة في تأمين مستلزمات أبنائهم المدرسية، على أن هذا العام قد يبدو أصعب بعد ارتفاع متوال على أسعار كافة المستلزمات ومنها مستلزمات الدراسة.

أمّا “أيوب” قال إن حاجيات ولوازم المدرسة يجب أن تكون عن طريق صالات البيع وبأسعار رمزية جداً، لجعل بداية هذا العام الدراسي تمر بيسر وسهولة على المواطن، وطلب من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك توجيه الدعم الحالي ضمن هذا الشهر لتأمين احتياجات المدرسة من قرطاسية ولباس وغيره، وذلك بالتعاون بينها وبين وزارة التربية، عبر طرح كل لوازم الطلاب من لباس وغيره في صالات السورية للتجارة وبأسعار رمزية.

من جانبه صاحب “مكتبة” فضل عدم ذكر اسمه قال لـ كليك نيوز “إن هناك عائلات تبكي، ولا تملك ثمن تأمين المستلزمات المدرسية التي ارتفعت أسعارها 100% وأكثر”.

وأشار إلى أن أسعار الحقائب المدرسية يتراوح بين 75 – 175 ألف ل.س، أمّا الدفاتر والأقلام بين الـ 5000 – 30000 ل.س، وبالتالي فإن كل طالب يُكلف الأهل بين 500 ألف والمليون لباس مع القرطاسية، إذا لم يكن هناك مستلزمات مدرسية من الأعوام السابقة يمكن تدويرها وإعادة استخدامها”.

وأثقل ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية كاهل الأُسر في محافظة حماة خاصة من لديها أكثر من 3 و4 أطفال على مقاعد الدراسة.

ولم يتوقف ارتفاع الأسعار على المستلزمات المدرسية فقط، فالأسواق في محافظة حماة كانت تشهد حالة من الفوضى وتفاقمت بعد القرارات الأخيرة التي تتعلق برفع سعر المشتقات النفطية.

ويبقى سؤال المواطن حول أثر الضبوط التموينية على ارتفاع الأسعار وضبط السوق، هاجساً لو نصل إلى جواب، خصوصاً أنه يومياً هناك جولات وضبوط وغرامات وسجن للمخالفين بموجب القانون رقم 8 والوضع لايزال على حاله، وأصحاب المحال التجارية يسعرون المواد حسب سعر الصرف بالسوق السوداء وليس حسب سعره بالمركزي.

أوس سليمان – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

الوسوم