تراثثقافة

كنيسة أم الزنار عمق تاريخي ومدلول حضاري للعالم المسيحي في حمص

كنيسة أم الزنار عمق تاريخي ومدلول حضاري للعالم المسيحي في حمص

 

تتموضع الكنيسة الأصلية تحت الأرض على شكل مغارة مخفية بسبب الاضطهاد الوثني، تعود لتاريخ ٥٩م، واستمرت للقرن السادس الميلادي، تتسع لما يقارب 30 شخصاً.

لطقوس العبادة داخلها طابعاً سرياً، حيث كانوا يجتمعون ويعلنون التبشير، مستخدمين إشارات وتعابير تدل على المسيحية ليتعرفوا على بعضهم من خلالها.

كنيسة أم الزنار عمق تاريخي ومدلول حضاري للعالم المسيحي في حمص
كنيسة أم الزنار عمق تاريخي ومدلول حضاري للعالم المسيحي في حمص

اكتشف زنار السيدة العذراء عن طريق بعض المخطوطات الورقية، وعلى أثره تم بناء مزار خاص له ضمن حرم الكنيسة، حيث تم بناء الكنيسة الحالية فوقها، باستخدام الحجارة البازلتية والبركانية التي تشتهر بها حمص، والتي تعود لعام 1852م، تتألف من قناطر وقباب مبنية بشكل هندسي جميل وتحمل أطناناً من الأوزان فوقها، ما جعلها صامدة أمام الحروب والغزوات التي مرت بها عبر التاريخ.

أهمية دينية

 

تقع وسط حمص القديمة، وتحيط بها الأبنية وجامع من مختلف الجهات، كما احتفظت الكنيسة بمكانتها التاريخية والدينية والأثرية منذ الأزل.

تعتبر كنيسة أم الزنار من أهم المعالم الدينية في العالم، يقصدها الناس لزيارتها من كل بقاع العالم، ليتباركوا بها بنية الشفاء والسلامة، لاسيَّما في مهرجان (عيد السيدة) الموافق لـ 14 آب من كل عام.

كنيسة أم الزنار عمق تاريخي ومدلول حضاري للعالم المسيحي في حمص
كنيسة أم الزنار عمق تاريخي ومدلول حضاري للعالم المسيحي في حمص

وبالرغم من وجود كنائس عدة في مدينة حمص، إلا أن مكانتها خاصة عند أهالي حمص، ممن يقصدون زيارتها من كافة أنحاء المدينة والريف.

تحتوي نبع ماء مقدس يصل لعمق 20متراً، كما يلحق بها مزار خاص، يُعرَض فيه زنار السيدة العذراء.

رواية تاريخية

 

أرجع الباحثون في الدين المسيحي أهمية هذه الكنيسة لقصة تم تناقلها عبر التاريخ، حيث أنه وبعد وفاة السيدة العذراء بثلاثة أيام، حمل الملائكة جسدها الطاهر إلى السماء، وأثناء صعودهم رآهم القديس توما الرسول، الذي كان يبشر الناس في الهند، فطلب علامة يبرهن بها لأخوته التلاميذ حقيقة صعودها بالجسد إلى السماء، فأعطته الملائكة الزنار المقدس، أخذ القديس توما الزنار المقدس معه واصطحبه في الأماكن التي تواجد فيها حتى وفاته، حفظ الزنار مع رفاته طوال أربعة قرون، ليتم نقله بعدها من الهند إلى أبرها مع رفاته، ومن ثم نقل وحده إلى حمص ليبقى فيها حتى يومنا هذا.

يعرف الزنار بأنه مصنوع من خيطان الكتان والصوف وخيوط من الذهب بطول 74 سم وعرض 5سم.

تم اخفاؤه عندما تعرضت المدينة لهجوم من قبل الإرهابيين، ولكن سيتم عرضه في عيد السيدة الموافق لـ 14 آب 2022م حسب رواية الأب الراعي للكنيسة.

استهداف المقدسات

 

في الوقت الذي احتدم به القتال بين الجيش العربي السوري والإرهابيين في مدينة حمص القديمة، تم نقل زنار السيدة العذراء والمخطوطات المسيحية وبعض الصور والأيقونات إلى خارج الكنيسة، وعند سيطرة الإرهابيين على حمص القديمة في عام ٢٠١٢م، جعلوا من الكنيسة مقراً لهم قرابة عامين، ومن ثم قاموا بنهب بقية محتوياتها، ليتم فيما بعد تدميرها وإحراقها بالكامل من قِبل الإرهابيين قبل خروجهم منها، بالتزامن مع دخول الجيش السوري لها.

كنيسة أم الزنار عمق تاريخي ومدلول حضاري للعالم المسيحي في حمص
كنيسة أم الزنار عمق تاريخي ومدلول حضاري للعالم المسيحي في حمص

لحق الدمار الجزء الغربي من الكنيسة بشكل كامل وبمختلف أقسامها (جدران أبنية أسقف خشبيات)، أما بقية الأقسام فكانت شبه مدمرة.

أضرار متلاحقة

 

إلا أن الدمار لم يقف عند حدود الكنيسة فحسب، بل تعدى ذلك وصولاً لمبنى رعاية الأيتام الموجود ضمنها، حيث تم إفراغه بالكامل ونقل الأيتام إلى مكان أكثر أماناً.

إلا أنه وبسبب الدمار الذي طال الكنيسة، لم يتمكنوا من إعادتهم إليه، في حين تقوم الكنيسة حالياً ببناء ميتم جديد لرعايتهم في قرية زيدل، بحيث يكون مخدم بالكامل للعناية بهم.

كنيسة أم الزنار عمق تاريخي ومدلول حضاري للعالم المسيحي في حمص

بينما يتم استخدام مبنى الأيتام القديم بعد ترميمه كبناء إداري للمطرانية، لكونها تضررت أيضاً بفعل الإرهاب، ولم يعد هناك مكان لهم، وباعتبارها أشهر كنائس السريان الأرثوذكس لمدن (حمص وحماه وطرطوس) ومن الواجب توفير مكان للمطرانية داخل الكنيسة.

ونتيجة تعرض الكنيسة لأضرار كبيرة وحرق من قبل الإرهابيين، قامت ورشات مجتهدة ذات خبرة ومعرفة بعمليات الترميم، باستبدال كل الخشبيات الحالية الموجودة داخل الكنيسة بما يشابهها ولكنها جديدة بالكامل، واستمرت عمليات الترميم 4 سنوات متواصلة، ولاتزال أقسام من الكنيسة قيد الترميم حتى الآن .

كنيسة أم الزنار عمق تاريخي ومدلول حضاري للعالم المسيحي في حمص
كنيسة أم الزنار عمق تاريخي ومدلول حضاري للعالم المسيحي في حمص
كنيسة أم الزنار عمق تاريخي ومدلول حضاري للعالم المسيحي في حمص
كنيسة أم الزنار عمق تاريخي ومدلول حضاري للعالم المسيحي في حمص
كنيسة أم الزنار عمق تاريخي ومدلول حضاري للعالم المسيحي في حمص
كنيسة أم الزنار عمق تاريخي ومدلول حضاري للعالم المسيحي في حمص
كنيسة أم الزنار عمق تاريخي ومدلول حضاري للعالم المسيحي في حمص
كنيسة أم الزنار عمق تاريخي ومدلول حضاري للعالم المسيحي في حمص

ربى العلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى