قمة الرياض.. هل تكون قمة المصالحة مع سورية؟
قمة الرياض.. هل تكون قمة المصالحة مع سورية؟
لم يتوقف الحراك العربي إلى دمشق ومنها إلى العواصم العربية منذ بداية العام الجاري، وقد ساهمت كارثة الزلزال الذي ضرب شمال غرب البلاد في السادس من شباط الماضي في تسريع وتيرة الاتصالات والزيارات العربية إلى العاصمة السورية تعبيراً عن الدعم الإنساني، ورغبة في طي صفحة السنوات العجاف التي شهدتها العلاقات العربية مع سورية منذ عام 2011.
وبالرغم من هذا الحراك الإيجابي الذي توّج مؤخراً بزيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى القاهرة، مازال الجميع يترقب الموقف النهائي للرياض تجاه دمشق بعد التصريحات الإيجابية التي أدلى بها وزير خارجيتها فيصل بن فرحان وبعد الإعلان الرسمي السعودي عن فتح قنوات حوار لإعادة تقديم الخدمات القنصلية بين البلدين.
فالموقف السعودي أياً يكن، سيكون له أثراً بالغاً، إما في تسريع وتيرة الانفتاح العربي على سورية وبالتالي حضور الرئيس بشار الأسد القمة العربية التي ستعقد في الرياض في 19 أيار المقبل، وهذا المتوقع، وإما إبقاء خطى العودة إلى سورية دونما أثر حقيقي على الأوضاع فيها لحين نضوج الحل الذي يتم الإعداد له عربياً ودولياً.
اقرأ أيضاً: السعودية.. سورية تحول حقيقي أم خطوة تكتيكية؟
لقد فاجأت السعودية العالم بمواقفها الأخيرة سواء ما يتعلق منها بالولايات المتحدة الأمريكية، أم ما يتعلق بالاتفاق مع إيران لاستعادة العلاقات الثنائية بين البلدين برعاية صينية بعد انقطاع سبع سنوات.
وقيادة المملكة اليوم تتخذ خطوات جريئة تتعلق بخفض إنتاج النفط في إطار منظمة (أوبك) الأمر الذي يغضب بلا شك الإدارة الأمريكية التي جاهدت لرفع سقف الإنتاج لتعويض النفط الروسي الذي يخضع للعقوبات الغربية.
الخطوات السعودية الأخيرة التي تعبّر عن سياسة خارجية جديدة توحي بأن الرياض تريد أن تخط لنفسها سياسة مستقلة عن الهيمنة الأمريكية، وقد برز ذلك جلياً في موقفها من الحرب في أوكرانيا، وهذا يقود إلى استنتاج أن المملكة تسير في طريق الإعلان عن موقف جديد حيال سورية قد يشكل صدمة لدى الرأي العام العالمي ويتمثل بتوجيه دعوة رسمية إلى الرئيس الأسد لحضور القمة العربية في الرياض، لتكون القمة، قمة المصالحة العربية.
إن قيام السعودية بهذه الخطوة الإيجابية سوف يرفع بلا شك من رصيد المملكة عربياً وإقليمياً، وسوف يشكل قاعدة قوية للدعم العربي لسورية لتجاوز آثار الحرب من جهة، ومواجهة الأطماع والتدخلات التركية التي تشكل أكبر عائق أمام استعادة سورية سيطرتها على كامل الجغرافيا السورية واستعادة أمنها واستقرارها، من جهة ثانية.
فهل تكون قمة الرياض، قمة المصالحة العربية مع دمشق وبداية دعم عربي اقتصادي وسياسي لسورية للخروج من دوامة الحرب التي أرهقت كاهلها على مدى 12 عاماً؟
عبد الرحيم أحمد – كليك نيوز