اقتصاد

“صارت من الماضي”.. السوريون يعزفون عن تحضير مونة الشتاء

“صارت من الماضي”.. السوريون يعزفون عن تحضير مونة الشتاء

 

يبدو أن عادة تحضير المونة الشتوية في سورية، بدأت تتحول إلى شيء من الماضي، ونوع من الكماليات، حيث امتنع أغلب السوريين هذا العام عن إعداد “مونة الفول الأخضر والبازلاء والثوم والبصل وورق العنب”، بسبب عجزهم عن شرائها، نتيجة ارتفاع أسعارها مقارنة مع رواتبهم.

ففي سوقي الشيخ سعد وسوق ضاحية قدسيا، بلغ سعر كيلو البازلاء والفول بقشره بين 4500 – 5000 ليرة، والمقشر بين 15000 – 20000 ليرة.

أما كيلو الثوم الأخضر بين 3000 – 5000 ليرة، واليابس بين 7000 – 8000 ليرة نخب أول، والبصل بين 2000 – 3000 ليرة، وورق العنب بين 8000 و 10000 ليرة، مع الإشارة إلى أن هذه الأسعار تختلف بين أسواق العاصمة ومحلاتها.

وأكدت إحدى ربات المنازل، أنها وكثيرون مثلها عزفوا عن إعداد المؤونة هذا الموسم، وسيكتفون بتناول المواد خلال موسمها، بسبب عدم المقدرة المادية على شراء المؤونة وعدم توفر جو حفظها حتى لو توفر ثمنها، موضحة أن المؤونة تتحول شيئاً فشيئاً إلى تراث سوري ككثير من الأمور الأخرى.

اقرأ أيضاً: أكثر من 40 ألفاً كلفة وجبة الفطور “الفقيرة “.. العطلة الصيفية تزيد أعباء الأهالي

كما أوضح عدد من الباعة، أن أسعار مواد المؤونة انخفضت بنسبة تجاوزت الـ 20 بالمئة عن العام الفائت، إلا أن هذا الانخفاض لم يحرك السوق نهائياً، مؤكدين أن الإقبال ضعيف وهناك انخفاض كبير بالطلب، وذلك بسبب انخفاض القدرة الشرائية وعدم اعتماد كثير من المستهلكين على تفريز المؤونة بسبب انقطاع الكهرباء الطويل.

وحول التفاوت في أسعار المواد بين سوق وآخر، أكد الباعة أن السبب يعود لنوع الصنف وجودته، وفرق وزن الكيلو بين المقشر وغير المقشر، إضافة لأجور وتكاليف النقل بحسب قرب أسواق الخضر من المزارع الخاصة.

وعن دور التجارة الداخلية في ضبط هذا الفرق بين الأسواق وعدم استغلال مواسم المؤونة من التجار، أكد مدير التموين في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك “تمام العقدة”، لصحيفة “الوطن”، أن الأسعار تحدد وفق عدة معايير منها الصنف بين أول وثانٍ، مشيراً إلى أن هناك طلباً على المؤونة حالياً، وزيادة الطلب نوعاً ما تحرك السعر، حسب قوله.

يذكر أن البلاد تعاني ومنذ عام 2011 تردياً كبيرا في الواقع الكهربائي، وسط تقنين قاسي، حيث تجاوزت ساعات القطع في بعض المحافظات أكثر من 20 ساعة.

كما تشهد أسعار معظم أنواع السلع والمواد الغذائية، من الخضراوات واللحوم وغيرها ارتفاعات يومية، في ظل عجز “السواد الأعظم من الشعب السوري”، عن تأمين احتياجاتهم، بسبب تدني الرواتب والأجور والتي باتت أشبه “بمصروف جيب”، بعد أن تجاوز الحد الأدنى للمعيشة شهريا 3 ملايين ليرة.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى