“سقيا رحمة”.. مبادرة مجتمعية لتحسين الواقع الخدمي في الشيخ مسكين بدرعا
أطلق أهالي الشيخ مسكين في محافظة درعا مبادرة لتحسين الواقع الخدمي الذي تضرر كثيراً جراء الحرب على سورية، تشمل خصوصاً قطاع المياه.
وشهدت مدينة الشيخ مسكين كمعظم مدن وبلدات محافظة درعا مبادرات شعبية، لجمع مبالغ مالية تحت مسمى “سقيا رحمة” لإعادة تأهيل وإصلاح آبار المياه في المدينة، وتشغيلها بالطاقة البديلة.
وأوضحت الحاجة “وداد الخصواني” في حديثها لموقع “كليك نيوز”، أنها تبرعت بمبلغ ٢٢ مليون ليرة سورية لدعم مبادرة “سقيا رحمة” التي انطلقت في مدينة الشيخ مسكين، وهي البلدة التي تنحدر منها “الخصواني”.
وقالت “الخصواني” إنّها “تبرعت بهذا المبلغ كونها تعيش معاناة سكان بلدتها من شح المياه، وأردت أن أساهم أيضاً في تخفيف المعاناة عن أهلي وأحفادي لذا قدمت هذا المبلغ الذي سيساهم بتغير حال المياه في مدينتنا”.
ويشرف على المبادرة لجان شعبيّة تشكلت من أبناء البلدة، بالتعاون مع مجلس المدينة، وأوضح رئيس مجلس مدينة الشيخ مسكين “شادي الحسين” في حديثه لـ “كليك نيوز”، “أن المبادرة ستغطي جوانب الحياة التي يحتاجونها بشكل أساسي في المدينة وأهمها ترميم آبار المياه وإصلاحها وتركيب طاقة بديلة لها، حيث يصل عدد الآبار بالمدينة 8 آبار”.
وأضاف “الحسين” أن “المبادرة شهدت تفاعل المجتمع المحلي بأبهى صور التشاركية، وتقاسم وتحمل المسؤولية مع الجهات العامة، لذلك شكل لإدارة المبادرة لجنة مجتمعية تشرف على صرف هذه الأموال لتحقيق أهدافها.”
كما “سيجري العمل على إنفاق المبالغ التي يتم جمعها في المدينة من قبل أهلها لتأمين مياه الشرب للسكان حسب حديث “زهير اليعقوب” أحد وجهاء المدينة، ويضيف سيتم “تأمين التغذية بالطاقة البديلة لآبار مياه الشرب، وتعزيزها وتجهيزها بجميع الأعمال الميكانيكية الخاصة فيها عبر لجان وورشات مختصة بأقرب وقت لحل مشكلة عدم توفر المياه وشرحها.”
ورأى “عبد الغفار الحسين” عميد متقاعد وأحد وجهاء المدينة وعضو لجنة الإشراف على المبادرة أن “إطلاق المبادرة يشكل حافزاً للحفاظ على البنى التحتية في المدينة من المجتمع المحلي، والحدّ من التعديات الحاصلة عليها من بعض ضعاف النفوس، لكون الجميع ساهم في تحمل تكاليف تلك البنى بغرض تحسين أدائها.”
وبحسب “الغفار” سيتم “تركيب طاقة شمسية كاملة لكل بئر، لضمان عمله لساعات أطول، لكي يغذِّي أكبر عدد من سكان البلدة، في ظلّ ساعات التقنين الطويلة للكهرباء، وتتجاوز تكاليف كل بئر 200 مليون ليرة سورية.”
وتعاني معظم مدن وبلدات المحافظة من مشاكل وأعطال في شبكات المياه والتمديدات الصحية بسبب قِدَمها أو تضررها نتيجة الأزمة التي مرت على البلاد، إضافة لقلة ساعات تشغيل التيار الكهربائي المطلوب لتشغيل مضخّات المياه إلى منازل الأهالي.
يشار إلى أن ما تشهده اليوم محافظة درعا من مبادرات، ينمّ عن وعي مجتمعي بأهمية تحمل المسؤولية، وتقاسمها مع الجهات المعنية للنهوض بالواقع الخدمي الذي فيه مصلحة أبناء المجتمع نفسه أولاً وأخيراً.
هيثم علي – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: نائب في البرلمان يطالب وزير الكهرباء بالاستقالة حتى يتساوى مع الشعب ويعيش تقنين الـ 10 دقائق