خدميمجتمعمحلي

سعر القمح يُغضب المزارعين ويثير تساؤلاتهم.. من يسعى لتدمير الإنتاج الزراعي؟

سعر القمح يُغضب المزارعين ويثير تساؤلاتهم.. من يسعى لتدمير الإنتاج الزراعي؟

 

أوضح مزارعون في محافظة حماة أن سعر شراء محصول القمح بواقع 2300 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، والذي تم تحديده للموسم الزراعي 2023 هو “سعر مُخزي ومُخيب للآمال”، بحسب وصفهم.

واستغرب العديد منهم آلية الحساب التي وُصفت “بالدقيقة لتكلفة الإنتاج الحقيقية”، والذي حُدد السعر على أثرها، نافيين أن يكون فعلاً تم احتساب الإنتاج الحقيقي للدونم وما يضمنه من هامش ربح للفلاح بنسبة 35 بالمئة لكل كيلو غرام. لأن وسطي الإنتاج للأعوام العشر الماضية، كان قليل جداً ولم يخرج بأكثر من 200 – 250 كيلو للدونم بحدها الأقصى.

تساؤلات عدة طرحها المزارعون خلال حديثهم لـ “كليك نيوز”، قالوا فيها “هل نحن مجبرون على زراعة شيء بدون مقابل؟ وهل لا يحق لنا أن نضع فوائد تشغيل على أموالنا وتعبنا؟ ومن الذي يُدمر انتاجنا الزراعي؟”.

بدوره، “مخول أبو حامضة” (وزير دولة سابق)، أشار في حديثه لـ “كليك نيوز”، إلى أنه “عندما كان كيس السماد في العام الماضي بـ 70000 ألف ل.س كان سعر القمح 2000 ل.س، واليوم أصبح كيس السماد في المصارف بـ 150000 ل.س وسعر كغ القمح حُدد فقط بـ 2300 ل.س وهذا لا يربح الفلاح نسبة 35%.”

وأكد “أبو حامضه” أن رغيف الخبز أهم من كل شيء، راغباً لسماع أو قراءة رأي السيد وزير الزراعة حول هذا القرار، وتَساءَلَ.. هل اتحاد الفلاحين وافق على التسعيرة؟.

اقرأ أيضاً: وزارة الزراعة توقف توزيع الدفعة الأولى من السماد في حماة.. المزارعون: قرار لتنشيط السوق السوداء

وقال “أبو حامضة” يجب “أن لا يقل السعر عن 3500 ل.س متمنياً أن تتراجع اللجنة الاقتصادية عن هذا القرار وتعدله بما يتناسب مع تكاليف الإنتاج الحالي.”

وأشار الخبير في مجال التنمية “أكرم عفيف” إلى أن تكلفة الدونم الواحد تصل إلى مليون ليرة إذا اعتبرنا أن قسم كبير من المزارعين قام بضمان أرض ليزرعها دون حساب تكاليف أجور البنزين للدراجة النارية التي يستخدمها المزارع في متابعة أمور المحصول من لحظة الفلاحة حتى الحصاد، حيث تراوح سعر الليتر بين 10 – 17 ألف ليرة سورية في السوق السوداء.

ورأى المزارع “مطانيوس” أن الزيادة الحالية لا تُغطي الزيادة في تكاليف الإنتاج لهذا العام، مُتسائلاً أين دور اتحاد الفلاحين؟.

أما المزارع “ياسر” فتمنى إعادة النظر في التسعيرة التي تم تحديدها لأن سعر 2300 هو سعر قليل جداً بالنسبة للتكلفة، ويجب أن يكون هناك سعر تشجيعي من أجل توسع زراعة المحصول في الأعوام المُقبلة إذا ما قورن بالنسبة للمحاصيل الأخرى كـ “الجلبان” الذي يبلغ سعر للكيلو غرام الواحد منه 4000 ل.س والحمص 8000 ل.س والكمون 25000 ل.س والبصل 6000 ل.س.

اقرأ أيضاً: موظفون في حماة يشتكون توقف الصرافات التجارية.. مسؤول يوضّح

من جانبه المزارع “عماد” تَساءَلَ أين الحساب الدقيق للتكلفة حسبما قالت رئاسة الحكومة، فالكميات من البذار والسماد والمازوت لم تكن كافية مما أجبر الفلاح على شرائها من السوق السوداء بضعف السعر ونحن حتى اللحظة لا نعلم كم ستكون أجور الحصاد ونقل المحصول التي تحدد من قبل المحافظة كل عام ولا أحد يتقيد بها.

وأكد المزارع “نادر ونوس” وهو يعمل في تربية المواشي أن هذا القرار أتى لصالح الأبقار كون القسم الكبير من المحصول سيذهب علف لها، والسعر الذي تم تحديده مُجحف وغير عادل وسيؤدي إلى عدم تسليمنا المحصول لمراكز الحبوب، لأننا لم نعد نملك القدرة على تحمل كل هذه الخسائر.

وطالب المزارع “أيمن زيود” بإقامة ندوة حقيقية يُشارك الفلاح بها لدراسة التكاليف الحقيقية كون الدراسة التي تم اعتمادها بعيدة عن الواقع وفيها ظلم للمزارعين ومحاربة حقيقية لهم.

التكاليف على حقيقتها

 

بالورقة والقلم هذه تكاليف الدونم الواحد حسب العديد من المزارعين الذين التقتاهم “كليك نيوز”، (ضمان دونم الأرض وصل إلى 300 ألف، فلاحة الدونم على السكة 75 ألف. فلاحة الدونم على الكلفتور 50 ألف، مسلفة 30 ألف ل.س للدونم الواحد، زراعة البذار 15 ألف للدونم الواحد، رش السماد 15 ألف للدونم الواحد. مسلفة مرة ثانية 30 ألف للدونم الواحد، تفجير الأرض لسقايتها 30 ألف للدونم الواحد، سعر البذار يحتاج الدونم إلى 35 كيلو تساوي أكثر من 100 ألف مع الفوائد، تحتاج الأرض لسقيتين وكل دونم يحتاج 5 ليترات أي 10 ليترات. حصل المزارع على 2 ليتر منها بالسعر المدعوم واشترى 8 ليترات بسعر 56 ألف، أجور سقاية الدونم للعامل مع المضخة تعادل 15 ألف للدونم، قيمة السماد الآزوتي الذي لم يستلم المزارع إلّا دفعة واحدة منه بلغت أكثر من 300 ألف).

وأوضح المزارعون أن هذه التكاليف لم يحسب معها أجار الحصاد ونقل المحصول إلى مراكز الحبوب لأنه حتى اللحظة لم تصدر التسعيرة، ومن المبكر الحديث عنها لكنها ستكون مرتفعة مقارنة بأسعار العام الماضي.

منوهين إلى أنه لا أحد من أصحاب الحصادات والجرارات يتقيد بتسعيرة المحافظة التي تصدر كل عام قبل موسم الحصاد، علماً في العام الماضي بلغت سعر النقلة الواحدة 175 ألف ل س والحصاد بين 50 – 60 ألف ل.س للدونم الواحد.

أوس سليمان – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى