“حلويات للفقراء والدراويش” تنتشر على البسطات.. حماية المستهلك: كلها غير صحيّة ويلجأ لها المواطن تحت ضغط الحاجة
تزدحم الأسواق والشوارع هذه الأيام، ببسطات بيع الحلويات، التي ورغم افتقادها إلى أدنى الشروط الصحية، إلا أنها تشهد إقبالا من المواطنين، لرخص ثمنها، إذا ما قوبلت بمحال بيع الحلويات الفاخرة، التي تجاوز سعر الكيلو فيها نصف مليون ليرة، فيما تباع على البسطات بسعر 40 ألف ليرة.
وفي هذا السياق، كشف أمين سر جمعية حماية المستهلك “عبد الرزاق حبزة”، أن الحلويات المقلدة الخاصة بالفقراء والدراويش، المباعة بأسعار منخفضة في الأسواق، تستعمل فيها مواد أقل جودة كالسمن المهدرج أو بعض أنواع الزيوت كزيت النخيل، إضافة إلى أن الحشوات الداخلة فيها المضاف لها البازلاء أو فستق العبيد المصبوغ باللون الأخضر، كما أنها لا تكون “ناشفة” بل “معجنَّة”، مشيراً إلى أن هذا كله غير صحي بالمطلق ويلجأ إليه المواطن تحت ضغط الحاجة وخاصة في المناسبات.
اقرأ أيضاً: سورية والعراق تبحثان التعاون في مجال الكهرباء.. بغداد: سنزوّد دمشق بالطاقة عند “توافر فائض لدينا”
بدوره، أكد مدير حماية المستهلك في دمشق “محمد ماهر بيضة”، أنه وفي فترة الأعياد تتابع كل المواد الغذائية المطروحة إن كان فيها أصبغة أو ملونات أو زيوت غير مسموحة وأغذية الأطفال وكل ما له علاقة بالصحة العامة.
وأشار المسؤول بحماية المستهلك، لصحيفة “تشرين” الرسمية، إلى أن أي مادة يشك في سلامتها وأثرها على المستهلك يسحب منها عينات فوراً وتحلل مخبرياً وتنظم الضبوط أصولاً وتصادر في حال كانت مخالفة.
اقرأ أيضاً: بالرغم من عدم قانونيتها.. محاولات لشرعنة عمل الأمبيرات في ريف دمشق
وبذلك باتت الحلويات “كغيرها”، تستقطب فقط الأثرياء والأغنياء، بسبب ارتفاع أسعارها الخيالي، وتراجع القدرة الشرائية إلى الحضيض، حتى باتوا ينظرون إليها “مجرد نظر” وهي معروضة في واجهات المحلات، بعد أن كانت “حاضرة وبقوّة” على موائدهم لا سيما في المناسبات والأعياد، لتكون قبلتهم الأنواع الرديئة منها، وحتى هذه باتت خارج المتناول لأن الأسر بالكاد تسعى لتأمين وجبة طعام لأطفالها، ونسيت جميع الرفاهيات الأخرى من المكسرات والحلويات وغيرها منذ زمن بعيد.
اقرأ أيضاً: الطقس مستقر حتى نهاية 2023.. الأرصاد الجوية: شتاؤنا سيكون خريفياً في معظم الأوقات
هذا ولم يقتصر الأمر على الحلويات، بل نجد أن هناك العديد من المواد الغذائية وغير الغذائية الأخرى التي تنتشر على البسطات بالأسواق، منها اللبنة والطحينة والزيوت واللحوم ورب البندورة والسمنة، والمخللات والبهارات والمعروك والمنظفات وغيرها.
وسط غياب تام للرقابة التموينية والصحية، رغم إقبال السوريين عليها “حتّى مع معرفتهم بأنها مغشوشة”، غير أنها تتماشى مع قدرتهم الشرائية، ما يجعلهم مضطرين لشرائها.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع