تضرر أكثر من 40 موقعاً.. الآثار والمتاحف: 7 مليارات ليرة قيمة الأضرار التي تعرضت لها الآثار نتيجة الزلزال
قدّرت مديرية الآثار والمتاحف في سورية، قيمة الأضرار التي تعرضت لها الآثار في اللاذقية وحماة وحلب وحمص، بأكثر من 7 مليارات ليرة سورية.
وكشف مدير عام الآثار والمتاحف في سورية نظير العوض، أن الرقم قابل للزيادة بسبب المتغيرات التي تطرأ على أسعار مواد الترميم، وخاصة أن هذا النوع من الأعمال يحتاج وقتاً يتعلق بدراسة الحالة وتأمين التكاليف.
وبيّن “العوض” لصحيفة “الوطن “المحلية، أن الزلزال أثر في المباني الحديثة والأثرية في المدن والقلاع والتحصينات في كامل الساحل السوري وفي حماة وحمص وحلب بشدّات مختلفة، ويصل عددها إلى أكثر من 40 موقعاً أكثرها ضرراً في حلب القديمة التي أثر الزلزال فيها على أكثر من 350 بيتاً ومبنى أثرياً.
وأضاف، كما تعرّضت قلعة صلاح الدين لعدة انهيارات في الأجزاء الداخلية، بمستوى متوسط وكثير من التصدعات والانزياحات، كذلك الأمر بالنسبة لقلعة الحصن وبقية القلاع القديمة في الساحل.
وبيّن “العوض”، أن مبالغ الترميم ليست قليلة ويتم العمل على تأمينها بدعم حكومي وبالتعاون مع المنظمات والبعثات أن أمكن، وكذلك تحتاج وقتاً إلى حين دراسة كل موقع وتقييم حالته، إضافة إلى التأكد من وضع الهزات الارتدادية ومدى استمراريتها وتأثيرها.
اقرأ أيضاً: كلفة ترميمها أكثر من عشر مليارات.. 44 موقعاً أثرياً تضرر بفعل الزلزال في حماة
وأشار إلى أن المديرية العامة للآثار والمتاحف، تشرف على أعمال الترميم في المواقع التي تقع ضمن اختصاصها، حيث تصرف مبالغ مالية لتدعيمها، مثل أعمال الترميم في “قلعة صلاح الدين والحصن وحلب وشيزر وبعض المباني داخل مدينة حلب القديمة وقلاع الساحل كقلعة المهالبة”.
أما بقية المباني كأسوار مدينة حلب ومبانٍ أخرى فهي تقع ضمن اختصاص جهات مسؤولة عن ترميمها كمسؤولية المحافظة هناك ومسؤولية المواطنين عن بيوتهم المتضررة.
وكشف مدير عام الآثار والمتاحف في سورية، عن مشروعين إسعافيين سيتم البدء بهما خلال أيام في مدخل قلعة حلب والمئذنة الأيوبية لجامع قلعة حلب وفي بعض مكونات القلعة ثم لاحقاً في متحف حلب.
وأضاف أن “الآثار والمتاحف”، تراقب أعمال الترميم لجهة تحقيق المعايير اللازمة من دون إضافات أو استخدام مواد حديثة للحيلولة دون الإضرار بهذه المباني وبالتالي تغيير شكلها أو معالمها أو استخدام مواد ضارة، مؤكداً أن تركيز المديريات ليس محصوراً في حلب وإنما في الأماكن التي تحتاج حلولاً إسعافية سريعة.
واعتبر “العوض”، أن الحراك الدولي الحالي حول سورية مهم جداً لجهة الدعم سواء من المنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية كاليونيسكو والإيكوموس، مشيراً إلى الدعم المهم الذي تقدمه “اليونسكو” لوجستياً ومالياً ضمن المتاح.
وأشار إلى أن “اليونيسكو”، قدّمت مبالغ مالية لترميم موقعين، أولاً 75 ألف دولار للترميم في واحد من أبراج المدينة القديمة في حلب وأيضاً 48 ألف دولار لأعمال الترميم في قلعة الحصن وقلعة صلاح الدين، منوّهاً في الوقت ذاته إلى أن هذه المبالغ لا تكفي لإجراء أعمال واسعة لكنها قد تؤدي الغرض لإجراء بعض العمليات الإسعافية.
وقال “العوض” يجب أن نعلم أن اليونيسكو لا تقدم أكثر من هذه المبالغ ونحن نحصل دائماً على الدعم وعلاقتنا جيدة معها لأننا دولة فيها آثار مهمة وعضو مؤسس في منظمة اليونيسكو التي تعطي شأناً كبيراً لسورية، ومن المتوقع أن نحصل على مبالغ أخرى لمتابعة أعمال الترميم حسب جدول الأولويات.
ولفت “العوض”، إلى التعاون المهم مع إيطاليا وهنغاريا في أعمال التنقيب والترميم، في إيبلا وقلعة الحصن وقلعة المرقب ومتحف معرة النعمان في إدلب، مبشرا بأن الأيام القادمة ستشهد أخباراً سارة عن مؤسسات دخلت على خط التعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف للمشاركة في عمليات الترميم.
وكانت محافظة حماة، كشفت أن 44 موقعاً أثرياً في المحافظة تضرر بسبب كارثة الزلزال الذي ضرب البلاد في السادس من شباط ومن الهزات الارتدادية التي تبعته.
وقدّر البنك الدولي، حجم الأضرار بعد الزلزال في سورية، بـ 3.7 مليار دولار أمريكي، بينما بلغت الخسائر الاقتصادية ملياراً ونصف المليار دولار، وإجمالي الخسائر 5.2 مليار دولار.
وأضاف البنك أنّ احتياجات التعافي المبكر وإعادة الإعمار في سورية، تُقدّر بنحو 7.9 مليار دولار أميركي، لإنفاقها على مدار 3 سنوات.
وبحسب تقرير البنك، جاءت محافظة حلب على رأس قائمة المحافظات الأكثر تضرراً من مجموع الأضرار العامة، بما نسبته 60%، تليها اللاذقية بنسبة 12%، ثم مدينة أعزاز شمال حلب.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع
