منوعات

تربية الحيوانات الأليفة افتقار للصداقة أم هرب من الوحدة؟

تربية الحيوانات الأليفة افتقار للصداقة أم هرب من الوحدة؟

 

يهوى كثير من الناس تربية الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب، ويعتبرها أقرب ما لديه في الحياة ويتعايش معها طوال اليوم ولا يفارقها إلا عند النوم، بل يصل الأمر إلى أن البعض يضعها على سريره، ما يجعلهم يشعرون أن هذه الحيوانات أحد أفراد أسرهم في المكانة والمنزلة، بحيث تعيش وتأكل وتلعب مثل أطفالهم.

أكثر وفاءً

 

ولأن ما يعيشه الانسان من تجارب يومية وعلاقات متغيرة مع محيطه تؤثر حتماً في سلوكه وانطباعاته عن بني البشر، أرجع الكثير من محبِّي هذه الحيوانات ميولهم لتواجدها ضمن منازلهم أمثال الشاب “غيث محمود” كأسلوب للرد على التجارب غير الناجحة مع أصدقائهم، و من ثم إسقاط أحكامهم عليها باعتبار الكلاب التي تحمل رمز الوفاء والإخلاص أفضل شريك مقارنةً بالأصدقاء.

في حين شكلت “السلاحف” حاجة ضرورية لدى “مايا العلي” لاعتيادها على اللعب معها منذ الطفولة، واعتبارها نوعاً من جلب الرزق للعائلة والمنزل على حد تعبيرها، على عكس القطط والكلاب التي لم تلقَ استحسانها نهائياً.

تربية الحيوانات الأليفة افتقار للصداقة أم هرب من الوحدة؟
تربية الحيوانات الأليفة افتقار للصداقة أم هرب من الوحدة؟

ميول نفسية

 

كما يلجأ البعض لجلب هذه الحيوانات للاستئناس بها والتعويض عن فقدان الحياة الأسرية لديهم، حيث لم يكن للستيني “سامي محمد” ملجأ إلا القطط التي لازمته حتى في السرير أثناء النوم، معتبراً أنها المؤنس الوحيد له بعد انشغال أبنائه عنه.

ويضيف “سامي”: “أشعر بأنها إحدى أفراد عائلتي أو طفل يخصني، أقدم لها الطعام والرعاية الصحية بشكل دوري، وذلك بناءً على إشراف طبيب مختص”.

والغريب ما نلحظه اليوم من اختصار لمفهوم الانسانية بالعناية بالحيوان فقط حسب تعبير الموظفة “رجاء محمود”، نافيةً هذا المبدأ لجهة حاجة الكثير من الأطفال للرعاية والاهتمام ضمن البيوت، على خلاف حاجة الحيوان لهذا الفعل، لكونه خُلق بطبيعته للعيش ضمن أسلوب حياة معين في الطبيعة.

تربية الحيوانات الأليفة افتقار للصداقة أم هرب من الوحدة؟
تربية الحيوانات الأليفة افتقار للصداقة أم هرب من الوحدة؟

دوافع وأسباب

 

بينما شكلت فكرة الهروب من الواقع والإحساس بالوحدة والافتقار للصداقات الحقيقية أو العلاقات العاطفية غير الناجحة، إضافة للشعور بالراحة نتيجة هذا الاهتمام أهم الأسباب والدوافع الكامنة وراء الاهتمام بتربية الحيوانات برأي المرشدة النفسية ورئيس دائرة البحوث “هدى الحسن”، كما أن تعويض النقص العاطفي باقتناء حيوان أليف أو الشعور بضعف الثقة بالنفس وانخفاض تقدير الذات، تجعل من الفرد أكثر ميلاً للاهتمام بالحيوانات على حد تعبيرها.

تربية الحيوانات الأليفة افتقار للصداقة أم هرب من الوحدة؟
تربية الحيوانات الأليفة افتقار للصداقة أم هرب من الوحدة؟

ما يجهله البعض من المنعكسات النفسية لهذه الظاهرة هو انخفاض مستوى هرمون “الكورتيزول” المسؤول عن القلق والتوتر، لكن في بعض الأحيان يُعتبر إشارة لإصابة الشخص “بالاكتئاب” أيضاً حسب توصيف “الحسن”.

وفي النظر لمثل هذه السلوكيات التي تُعد عادية في حال لم تصل لدرجة التعلق بها فهي أمر طبيعي، وبإمكاننا الاعتماد عليها كوسيلة لتدريب الطفل على الإحساس بالمسؤولية، أو لتعزيز فكرة معينة لديه حول الاختلاف عند الكائنات الحية، والتقليل من فرط النشاط المرتبط بمتابعة الحيوانات، والذي يسهم بزيادة انتباه الطفل أيضاً.

تربية الحيوانات الأليفة افتقار للصداقة أم هرب من الوحدة؟
تربية الحيوانات الأليفة افتقار للصداقة أم هرب من الوحدة؟

كما دعت المرشدة النفسية ورئيس دائرة البحوث “هدى الحسن” إلى توفير بيئة داعمة في المجتمع، والإصغاء الدائم إلى الأشخاص لمتابعة المشكلات أو الصعوبات الموجودة لديهم، والعمل لتخفيف الضغوط النفسية عن طريق إقامة علاقات اجتماعية، واللجوء للتثقيف النفسي والتوعية بالأضرار الممكن حدوثها نتيجة هذا التصرف.

بارعة جمعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى