بعد انعقاد القمة العربية.. وزير الخارجية يتحدّث عن كافة القضايا التي تخصّ سورية
بعد انعقاد القمة العربية.. وزير الخارجية يتحدّث عن كافة القضايا التي تخصّ سورية
بعد أيام على انعقاد القمة العربية في دورتها الثانية والثلاثين، بحضور سورية، لأول مرة منذ عام 2011، أشاد وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد، بالعواطف التي وجدوها خلال القمة العربية بجدة.
وقال المقداد في حوار مع قناة “روسيا اليوم” هي عواطف دائمة ومستمرة تجاه الشعب السوري والقيادة في سورية، مضيفاً، أنهم شعورا ومازالوا يشعرون أن الدول العربية قادة وشعوبا تبادلهم المحبة لأن دمشق ملتزمة بأهداف الأمة العربية وأكثر من يضحي بالغالي والنفيس من أجل الأمة العربية.
وأضاف وزير الخارجية والمغتربين، إن اللقاء بين السيد الرئيس بشار الأسد والأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية كان حاراً جداً ومعبراً عن العلاقات التاريخية التي ربطت بين البلدين، وشعرنا من الكلام الهام جداً الذي قاله ولي العهد بأن المستقبل واعد وبأن العلاقات قد عادت إلى طبيعتها، فعلى مختلف المستويات وخلال الفترات الماضية لم تصل العلاقات إلى حد القطيعة.
وتابع المقداد، إن المملكة أحاطتنا بكل المحبة التي يتوقعها المواطن السوري من أخيه وشقيقه سواء في القيادة السعودية أو بين المواطنين، ففي كل المملكة سادت الفرحة بوجود سورية في هذه القمة كما هي فرحة المواطن السوري في دمشق، فاللقاء كان على مستوى المسؤولية والطموحات التي يعلقها أبناء الشعبين العربيين في المملكة وفي سورية.
وحول العلاقة مع قطر قال المقداد، يجب علينا ألا نعود إلى الماضي، فنحن كما أكد الرئيس الأسد أبناء الحاضر ويجب أن نتطلع إلى المستقبل، وقد تكون هنالك ملاحظات وتقييم مختلف للأوضاع التي تمر بها أمتنا العربية والعلاقات بين الدول العربية، ولكن نأمل أن تزول كما زالت هذه الغيمة من أجوائنا العربية.
اقرأ أيضاً: في ختام القمة العربية.. لجنة خماسية معنية بالشأن السوري والسعودية تؤكد دعمها لمشروعات التعافي الاقتصادي
وأضاف المقداد، نسعى إلى الحل السياسي الذي يستلزم القضاء على الإرهاب وإعادة إنعاش الأوضاع الاقتصادية وإزالة العقوبات غير الأخلاقية وغير المبررة المفروضة من الدول الغربية.
وقال، لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تعاقب 22 دولة عربية، ومن يمكن أن يعاقب الولايات المتحدة وغيرها ممن يدعو للعقوبات على سورية هي الـ 22 دولة عربية، ولذلك نحن متفائلون بموقف عربي يعاقب الولايات المتحدة إذا أرادت الاستمرار بهذه العقوبات.
وشدد المقداد على أن الدول الغربية هي السبب في عدم وجود البيئة أو الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين، كما أنها تتحمل مسؤولية تدمير البنى التحتية والمصانع والأحياء والمؤسسات الاقتصادية في سورية من خلال دعمها وتسليحها للإرهابيين.
وشدد وزير الخارجية والمغتربين، على أن سورية لن تطبع علاقاتها مع بلد يحتل أرضها مثل تركيا وهي تقوم بالتشاور وعقد بعض الاجتماعات للوصول إلى إنهاء الوضع الشاذ على الأرض السورية، مؤكدا أن لقاء الرئيس الأسد مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان مرهون بخروج القوات التركية من أراضي سورية.
وقال المقداد، نحن نقدر عالياً الجهد الذي بذله الأصدقاء الروس ونقدر كذلك انضمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى المحادثات التي تمت على المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية، ونحن متفائلون دائماً إذ يجب على الاحتلال أن ينتهي سواء كان في الشمال الغربي في إدلب وفي كل المنطقة الواقعة بين سورية وتركيا، كما يجب أن ينتهي الوجود الأميركي في الشمال الشرقي وفي قاعدة الركبان.
ولفت المقداد، إلى أن العالم الجديد بدأ يتشكل وهناك قوى جديدة على الساحة العالمية ستسعى وستبذل الجهد الممكن من أجل أن يكون عالم اليوم وعالم الغد متعدد الأقطاب لا تتحكم به إسرائيل والولايات المتحدة والبعض ممن ما زالوا يحلمون ويعيشون في العصور الوسطى للسيطرة والهيمنة على كل أنحاء العالم.
وبشأن اللاجئين السوريين، شدد وزير الخارجية على أن ما يقال من طرف الدول الشقيقة والصديقة إن سورية لم تستقبل أبناءها، أقول لهم، إن هذا الكلام المباح لا يمت للواقع بصلة، مبيناً أن دمشق عقدت عدة مؤتمرات لعودة اللاجئين إلى سورية، مضيفاً، الظروف في سورية مناسبة، والمواطن السوري لا يحتاج إلى بطاقة عودة للرجوع إلى وطنه.
ووجه المقداد رسالة للاجئين السوريين في لبنان أو المنطقة الشمالية أو الأردن، قائلاً، عودوا إلى بلدكم، لقد اتخذت قرارت ومراسيم تضمن لكم الحياة الكريمة، أهلا بكم وسورية مستعدة لاستقبال كل أبناءها.
وحول الاعتداءات الإسرائيلية على سورية، قال المقداد، إن حجج القصف الإسرائيلي لسورية هي كذب وأوهام، محذراً تل أبيب من الذهاب بعيداً في ممارساتها وجرائمها العدوانية، مؤكداً بأن دمشق تعول على وقوف الدول العربية إلى جانب سورية في هذا الجانب.
وكانت الجامعة العربية أعلنت، استئناف مشاركة وفود سورية في اجتماعات مجلس الجامعة والأجهزة والمنظمات التابعة لها، في 7 أيار الجاري، بعد أن تم تعليق مشاركتها منذ تشرين الثاني عام 2011.
وشاركت سورية، للمرة الأول منذ 12 عاماً، في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية في دورتها العادية الثانية والثلاثين، في 14 أيار، حيث ناقشت أهم القضايا التي سيطرحها القادة في اجتماعهم، المقرر يوم غد الجمعة 19 أيار، في العاصمة السعودية الرياض.
وترأس السيد الرئيس بشار الأسد، وفد سورية للقمة العربية التي عقدت في 19 أيار الجاري، حيث تحدّث خلال كلمته في اجتماع القمة، بشفافية ووضوح بخصوص كافة القضايا، كما شكر كلّ الدول التي رحبت بعودة سورية للجامعة العربية.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع