خدميمجتمعمحلي

بعد ارتفاع أسعار الدواء.. محلات العطارة “قبلة” أهالي الحسكة لمعالجة آلامهم

بعد ارتفاع أسعار الدواء.. محلات العطارة “قبلة” أهالي الحسكة لمعالجة آلامهم

 

لم يجد الكثير من أهالي محافظة الحسكة بداً من البحث عن بدائل تأمين شراء الأدوية بعد الارتفاع الكبير والمتتالي في أسعارها، حيث كانت محلات العطارة الوجهة الأفضل لتأمين بعض الأعشاب والخلطات التي تساعدهم للاستشفاء من العديد من الأمراض بأسعار منخفضة نسبياً مقارنة مع أسعار الأدوية.

ويشير “أبو فاضل” الرجل الخمسيني الذي يعاني من أمراض السكر والضغط في حديثه لـ كليك نيوز، إلى أنه لم يعد قادراً على تأمين ثمن الدواء بعد الارتفاع الكبير في أسعاره واضطراره إلى شراء الدواء بشكل مستمر، حيث توجّه إلى أحد محلات العطارة التي تبيع خلطات أعشاب كبديل عن أدوية هذين المرضيين وبسعر لا يتجاوز 25 ألف ليرة سورية تكفي لمدة شهر.

ويؤكد “أبو فاضل” أن اللجوء إلى محلات العطارة ليس بالحل الأسلم والأمثل لاسيما ممن يعانون من بعض الأمراض التي تحتاج إلى عناية خاصة ومقادير دوائية محددة، ولكن الحاجة وعدم المقدرة المالية على شرائها تضطر الإنسان إلى البحث عن بدائل.

لافتاً إلى أن رحلة علاجه مع خلطات الأعشاب التي بدأها بعد الارتفاع الأخير في أسعار الأدوية والتي توفرها بعض محلات العطارة تبقى خياراً أخيراً يجب تقبله بخيره وشره.

أما الشاب “طلال سليمان” الذي لجأ إلى أحد هذه المحال للبحث عن علاج لأمراض الكريب والرشح والتخفيف من آثارها، بيّن أن هذه الأمراض من الأمراض التي تنتشر كثيراً في فصل الشتاء ويصاب بها الأشخاص أكثر من مرة كونها سريعة العدوى والانتشار، إلا أنه بعد الارتفاع الكبير في أسعار الأدوية مؤخراً جعل من الصعوبة تأمين ثمن دوائها الذي قارب 150 ألف ليرة سورية.

اقرأ أيضاً: متأثراً بارتفاع أسعار الفروج والقمح.. عيد “البربارة” لهذا العام مختلف عما مضى

مضيفاً أن حبوب الالتهاب “أوغمانتين” تباع في الصيدليات بسعر 60 ألف ليرة وشراب السعال “بروسبان ” بسعر 40 ألف ليرة وشرابات خافض الحرارة ومسكن الألم بسعر 20 ألف ليرة وشراب المقشع بسعر مماثل له.

ويوضح “سليمان” أن محلات العطارة توفر الخلطات البديلة عن ذلك وهي أكثر أمناً كونها أعشاباً طبيعية تضم بعض الزهور البرية والأعشاب ذات التأثير المسكن أو المقشع التي تشرب.

بالإضافة إلى بعض عصائر الليمون والبرتقال وكلها لا يبلغ سعرها ثلث سعر الأدوية الخاصة بالعلاج، مشيراً إلى أن الزيادات المتتالية بأسعار الأدوية لا تتوافق مع الدخل المالي للأهالي والمستوى المعيشي لهم فأقل وصفة طبيبة للأمراض العادية مع سعر المعاينة الطبية أصبحت تعادل راتب شهر.

أما “أحمد الخليل” صاحب أحد محال العطارة في مدينة الحسكة، فيوضح لـ كليك نيوز، أن هذه المهنة تحتاج إلى الخبرة والدراية في معرفة المنتجات الطبيعية والأعشاب البرية وأسباب استخدامها ومقادير الاستخدام، وكيفية خلطها مع أصناف أخرى.

اقرأ أيضاً: هواجس ومخاوف بسببها.. وزير التربية لـ “كليك نيوز”: القرارات الأخيرة لم تكن ارتجالية ومبنية على مجهود العشرات من الاختصاصيين

وفي الوقت ذاته يجب أن يكون لدى البائع الضمير لمن يقصده لطلب النصح أو شراء، مشيراً إلى أن هناك في مدينة الحسكة محالاً للعطارة يعمل فيها أشخاص توارثوها أباً عن جد ولديهم الخبرة الطويلة، كما أن هناك بعض المحال لأشخاص تعدوا على المهنة وليست لديهم الخبرة الكافية بذلك.

ولفت “الخليل” إلى أن حركة مبيع ما توفره محلات العطارة كانت جيدة على العموم، ولكن مع ارتفاع أسعار الأدوية زادت وأصبح الأهالي يلجؤون إليها بحثاً عن بديل رخيص مقارنة بأسعار الأدوية.

موضحاً أن بعض الأمراض يمكن علاجها عن طريق خلطات الأعشاب والخلطات الخاصة بها مع بعض النصائح العلاجية للمراجعين، إلا أن هناك أمراضاً لا يمكن علاجها إلا بالأدوية المخصصة لها، وهنا يأتي دور البائع صاحب الضمير الذي يجب عليه نصح من يراجعه وألا يغلب مصلحته الشخصية في بيع المواد على صحة من يطلب منه النصح.

اقرأ أيضاً: رحلة البحث عن حليب الأطفال تتجدد.. الصحة المتهم الأول بفقدانه والأسعار تكوي جيوب الأهالي

 

وأشار “الخليل” إلى أن الواقع الصحي في المحافظة ليس بالجيد بعد خروج غالبية المشافي والمراكز الصحية عن الخدمة خلال السنوات الماضية ولا توجد مشفى عامة أو مركز صحي يوفر العناية الطبية، أو بعض أصناف الأدوية المجانية للأهالي الذين يضطرون إلى دفع مبالغ كبيرة لعيادات الأطباء الخاصة والصيدليات وانخفاض مستوى المعيشة نتيجة الغلاء، وبالتالي لا يجد الأهالي بداً للبحث عن أي بديل وإن لم يكونوا مقتنعين به وبنتائجه بشكل تام.

يذكر أن وزارة الصحة أعلنت عن رفع أسعار الأدوية بنسبة تراوحت بين الـ 70 و 100% للمرة الثالثة خلال العام الجاري، الأمر الذي أدى إلى انعدام قدرة النسبة الأكبر من المواطنين على معالجة أوجاعهم في ظل الواقع الاقتصادي الراهن.

الحسكة – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى