برغم الأضرار والمخاطر .. الكاز والحطب بديلا الكهرباء
أدت الانقطاعات الكهربائية لساعات طويلة إلى اللجوء لاستخدام وسائل أخرى سواءً للطهو أو للإنارة المنزلية لدى العديد من الناس، والوسيلة الأبرز الآن استخدام الشموع والفوانيس التي تشتعل فتائلها باستخدام الكاز للإضاءة وبابور الكاز ومواقد الحطب والفحم للطهو، كما أصبحت تستخدم الأدوات التي تعتمد على الكحول الزرقاء بغرض تحضير الشاي أو القهوة أو المتة من مبدأ التوفير لمادة الغاز.
غير إن هذه الأدوات التي تعتمد على مختلف أنواع الوقود يمكن أن تؤدي إلى أضرار سواء من الناحية المادية بسبب إمكانية حدوث حريق وخاصةً مع وجود الأطفال أو من الناحية الصحية لإمكانية الأضرار على الرئتين على المدى الطويل إثر استنشاق الكاز أو الناتج عن احتراق الفحم والحطب.
أم محمود قالت، إنها في أحد الأيام غفلت عن إطفاء الشمعة قبل النوم وطفلها الصغير كان يلهو بها ما أدى إلى سقوطها مسببة حريقاً, وإن كان طفيفاً إلا أنه كان من الممكن أن يصبح كبيراً لولا صراخ الطفل حينها، أما مروة فذكرت أن خصلة من شعرها احترقت بسبب شمعة!.
ويبقى الأخطر هو فانوس الكاز الذي انتشر مؤخراً بشكلٍ لافت فإحدى الحوادث أشار إليها أبو أحمد، أنه منذ نحو شهر كان منزله سيحترق بالكامل إثر وقوع فانوس الكاز على الأرض مؤدياً إلى اشتعال كبير في المكان وتم إطفاء الحريق بمساعدة الجيران.
وبالنسبة للأضرار الصحية من استخدام مختلف أنواع الوقود بقصد الطبخ أو غيره بيّنت رئيسة الرابطة السورية لطب وجراحة الصدر الدكتورة لبنى حويجة، أن الآثار على الجهاز التنفسي للملوثات الناجمة عن احتراق أنواع مختلفة من الوقود الداخلي تُعَد مشكلة صحية عامة ورئيسة في العالم.
ولفتت حويجة إلى أن استخدام الوقود الصلب مثل: الحطب بقصد الطهو أكثر خطورة من غيره لأنه يعتمد على مواقد غير فعالة ومتسربة تعمل في ظروف سيئة التهوية وهي مرغوبة لأنها غير مكلفة، مبينةً أن الدخان المنبعث من الوقود الصلب الداخلي يحتوي على خليط معقد من عدد كبير من الملوثات تشتمل على الجسيمات القابلة للتنفس، وأول أكسيد الكربون، وأكاسيد النيتروجين والكبريت، والبنزين، والفورمالدهيد، وبوتادين، والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، والجذور الحرة، والألدهيدات، والمركبات العضوية المتطايرة، والديوكسينات المكلورة، والمواد العضوية المؤكسدة والكلور.
وبيّنت حويجة أن الأمراض المصاحبة للدخان المنبعث من استخدام الوقود الصلب على الجهاز التنفسي مرتبطة بقوة بمرض الانسداد الرئوي المزمن “انتفاخ الرئة”، التهاب الشعب الهوائية المزمن، التهابات الجهاز التنفسي الحادة، الالتهاب الرئوي، وسرطان الرئة إثر دخان الفحم، أما النتائج غير الرئوية فيمكن أن تكون اعتمام عدسة العين، المضاعفات المرتبطة بالحمل، سرطان البلعوم الأنفي، مرض القلب الإقفاري، قلب رئوي.
أما بالنسبة للكاز أو الكيروسين فبينت حويجة أنه يصنَّف من الوقود النظيف غير أنه يمكن أن يؤدي إلى أضرار على الجهاز التنفسي على المدى الطويل بصورة نسبية.
تشرين