برعاية أمريكية.. “قسد” تكثّف محاولاتها لإفشال التقارب السوري التركي
برعاية أمريكية.. “قسد” تكثّف محاولاتها لإفشال التقارب السوري التركي
تواصل واشنطن محاولاتها لإفشال التقارب السوري التركي، والتي ترى أنه سيؤثّر على وجودها في المنطقة، عبر ميليشيا “قسد” والتي تعد الذراع العسكرية والأمنية الموجودة في المنطقة، حيث تعمل الأخيرة على تكثيف محاولاتها للوقوف بوجه هذا التطبيع.
وفي هذا الإطار، بدأت القيادات الكردية في “قسد” و”مسد”، اتّخاذ إجراءات لترجمة مضمون بيانها، والذي دعَت فيه “قوى المعارضة” إلى التوحّد في وجه هذا التقارب.
وأعلنت “مسد” عن لقائها قيادة “التحالف السوري” الذي يتّخذ من العاصمة الأميركية واشنطن مقرّاً له في القامشلي، تمهيداً لإعلان ائتلاف سياسي معه، كأولى الخطوات لنسج تحالفات سياسية مماثلة مع قوى المعارضة.
ونقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، عن مصادر مطلعة على ما يجري، قولها: “يبدو أن اللقاء بين الطرفَين جرى بترتيبات ونصائح أميركية، وذلك ضمن خطوات واشنطن لعرقلة التطبيع السوري – التركي، ولعلّ الولايات المتحدة تريد من جملة تحرّكاتها الأخيرة في سورية، سواءً المتعلّقة بالتحضير للعودة إلى قواعد عسكرية سابقة في الرقة”.
أو “بدفع القيادات الكردية إلى التحالف مع قوى المعارضة، إيصال رسائل مباشرة إلى الأتراك بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي حيال اختيار أنقرة التقارب مع دمشق، فيما تسعى القوى الكردية لإثبات جدّيتها أمام الجانبَين السوري الحكومي والروسي، في التوجّه نحو خيار التحالف مع أطراف المعارضة الرافضة للاستدارة التركية”.
وأضافت المصادر، “تتطلّع واشنطن إلى إعادة إحياء مسار التفاوض بين الأتراك والقيادات الكردية في سورية، ليكون موازياً ومُعاكساً لمسار التقارب السوري التركي، عسى أن يتمكّن من التشويش عليه وعرقلته، ويبدو أن واشنطن بدأت بالفعل العمل على تنشيط تلك المفاوضات، حيث جرى تداول أنباء عن وصول شخصيات ديبلوماسية أميركية إلى العاصمة التركية، للوقوف على مدى استعداد أنقرة للمضيّ في حوار كهذا”.
كما أكدت مصادر كردية للصحيفة، وجود مبادرة أميركية جديدة للتمهيد لحوار بين الأتراك و”قسد”، في محاولة لاستيلاد مشتركات رئيسة بين الطرفين، تؤسّس لمصالحة بينهما برعايتها.
ولفتت المصادر، إلى أن الجهود الأميركية تهدف إلى إبعاد الأتراك عن التوجّهات الروسية في سورية، معتبرة أن قيادة “قسد” ستكون منفتحة حتماً على هذه المبادرة، كونها صرحت سابقاً أنها تريد أفضل العلاقات مع الجارة تركيا، على قاعدة الاحترام المتبادل، وإزالة كلّ أسباب العدائية غير المبرّرة من الأتراك تجاهها، ورأت المصادر بأن الكُرة هي بالدرجة الأولى في ملعب الأتراك، لإفشال أو إنجاح هذه الجهود.
وكان “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) أصدر في أواخر العام الفائت بياناً عقب الاجتماع السوري التركي في موسكو، قال فيه: “إن يدنا ممدودة وعقولنا منفتحة وأراضينا مرحبة بكل سوري حر”.
وأضاف البيان، “إننا ننظر بعين الشك والريبة إلى الاجتماع بين وزيري دفاع الحكومة التركية والسورية وبرعاية روسية”، ودعا إلى “مواجهة هذا التحالف وإسقاطه، وإلى توحيد ما أسماها قوى الثورة والمعارضة”.
يذكر أن الاجتماع الثلاثي بين وزراء دفاع روسيا وتركيا وسورية، انعقد في موسكو أواخر العام الفائت، حيث أشار البيان الختامي للقاء إلى الطبيعة البنّاءة للحوار بينهم وضرورة استمراره.
كما تجري ترتيبات سريعة ومحاولات من قبل أنقرة لعقد اجتماع على مستوى وزراء خارجية الدول الثلاث وسط ترجيحات لحضور الإمارات، حيث يأمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يمهّد ذلك للقاء الرئيس بشار الأسد.
اقرأ أيضاً: “قسد” تبحث عن تكرار المشهد بريف دير الزور