“النصرة” تواصل تمددها في الشمال السوري طمعاً بإيرادات المعابر
“النصرة” تواصل تمددها في الشمال السوري طمعاً بإيرادات المعابر
في سياق الفوضى الأمنية في الشمال السوري والاقتتال بين الفصائل المسلحة، تتواصل لليوم السابع على التوالي، المعارك العنيفة في مناطق ريف حلب الشمالي بين فصائل قوات الاحتلال التركي و”هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة سابقا”، للسيطرة على المعابر.
وذكرت مصادر محلية، أن رقعة المعارك اتسعت بين الفصائل المتحالفة مع “تحرير الشام”، وفصائل مايسمى “الفيلق الثاني” الموالي لقوات الاحتلال التركي، حيث وصلت إلى ريف منطقة أعزاز في الشمال الغربي، بعد أن كانت منحصرة ضمن ريف حلب الشرقي، بريفي الباب وجرابلس.
وبحسب المصادر، نفّذ “أحرار الشام – القاطع الشرقي” المتحالف مع “تحرير الشام”، هجمات عنيفة نحو مواقع “الفيلق الثاني” في قرية دابق وبلدة صوران بريف أعزاز في الجهة الغربية، وسيطرت عليها على الرغم من الدعم الكبير الذي وصل لـ “الفيلق” من قوات الاحتلال التركي.
ووفق المصادر، سيطرت “تحرير الشام” والمجموعات المتحالفة معها أيضا على “البورانية – شعينة – الصابونية” بريف جرابلس، كما تمددت لتسيطر على قرى “طنوزة – حج كوسا – الظاهرية بريف الباب”، بالإضافة إلى فرض سيطرتها على قرى في الريف الشمالي كـ “احتيملات- شدود”.
اقرأ أيضاً: لزيادة مواردها المالية.. عين “النصرة” على معابر الشمال
وأوضحت المصادر، أن المعارك الدائرة بين الطرفين شمال غربي حلب، تزامنت مع تحليق مكثف من الطائرات المسيّرة والمروحيات التركية، التي اكتفت بعمليات الرصد والمتابعة، بينما فشلت كل المحاولات التي أجرتها قيادة القوات التركية لوقف الاقتتال، في ظل إصرار “تحرير الشام”، بقيادة زعيمها المدعو “أبو محمد الجولاني”، على مواصلة التقدم لحين إجبار “الفيلق” على تسليمها معبر “الحمران”.
ووفق المصادر، فإنه ورغم الحديث عن التوصل إلى اتفاق ينهي القتال بين “الفصائل” المتناحرة، فإن الطرفين نقضوا الاتفاق، وقامت “الهيئة” بإرسال تعزيزات عسكرية من مدينة عفرين إلى مناطق التوتر.
وأَضافت المصادر، أن مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي، شهدت استنفاراً للقوات التركية التي زجت بدبابات وأليات عسكرية باتجاه معبر الغزاوية ودير بلوط لمنع وصول أي أرتال عسكرية “لهيئة تحرير الشام من إدلب”، كما نصبت حواجز في منطقة كفرجنة وعززت المنطقة بالدبابات قرب إعزاز.
وذكرت المصادر، أنه ونتيجة الاشتباكات العنيفة والتي استخدمت الأسلحة المتوسطة والثقيلة، قتل مدني وأصيب آخرون بجروح، في بلدة دابق بريف حلب الشمالي، كما تسببت الاشتباكات أيضاً في دمار واسع في المنازل، وأسفرت إلى قطع كافة الطرقات في شمال حلب، وإغلاق كامل لكافة الدوائر الرسمية والمدارس والمحلات التجارية.
وأفادت المصادر، بأنه تم تسجيل حركة نزوح كبيرة من قرى وبلدات “صوران، احتيملات، دابق، أرشاف ودويبق” بعد سيطرة “تجمع الشهباء” الموالي “لتحرير الشام” عليها، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة تشهدها القرى المجاورة.
يذكر أن الشمال السوري يعاني من انفلات أمني ومحاولة الفصائل العاملة فيه فرض سلطتها بقوة السلاح، وتدور بينها خلافات مستمرة على المعابر التجارية والمناطق الخاضعة لسيطرة كل منها.
وكانت بدأت الاشتباكات بين فصائل موالية لـ “تحرير الشام” والفصائل الموالية لأنقرة، في 20 أيلول الجاري، للسيطرة على معبر الحمران الواصل بين مناطق “قسد” ومناطق النفوذ التركي بريف حلب الشمالي الشرقي، وتسببت الاشتباكات حتى الآن بمقتل 16 عنصراً من الفصائل المتحاربة للطرفين.
ويشهد معبر حمران، صراعاً مستمراً بين “الفصائل”، بهدف السيطرة عليه والاستفادة من موارده المالية الكبيرة، حيث تقدر حصيلة الدخل الشهرية فيه بـ 2 مليون دولار أميركي.
وتسعى “تحرير الشام”، التي تسيطر على إدلب وأجزاء من أرياف حماة وحلب واللاذقية، منذ أشهر، عبر حلفائها لا سيما “فصيل أحرار عولان”، للسيطرة على المعابر الاستراتيجية في الشمال، وزيادة مواردها المالية، عبر توسيع مناطق نفوذها في مناطق شمالي حلب التي تسيطر عليها “فصائل أنقرة”، مستغلة الأحداث الأخيرة التي شهدتها أرياف دير الزور.
وتشهد “حركة أحرار الشام”، خلافات وانقسامات لطرفين، الأول يرأسه المدعو “أبو حيدر مسكنة” الذي التحق بصفوف قوات الاحتلال التركي، بينما يرأس الطرف الآخر المدعو “أبو الدحداح منبج” (أحرار عولان)، المرتبط بشكل مباشر مع “تحرير الشام”، وقيادة “حركة أحرار الشام” في إدلب التي يمثلها المدعو “عامر الشيخ”.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع