“الكليجة” حاضرة على سفر الضيافة في الحسكة
تتبدل أشكال وأنواع الضيافة التي يقدمها أهالي محافظة الحسكة لضيوفهم في مختلف المناسبات والأعياد إلا أن هناك صنفا ثابتا يبقى حاضرا على سفرهم إلا وهو الكليجة الحلوة لذيذة الطعم رخيصة التكاليف.
وخلال سنوات ما قبل الحرب كان تحضير الكليجة من الطقوس المرافقة لاقتراب الأعياد حيث تجتمع نساء وفتيات العائلة في المنزل لتحضير كميات كبيرة منها تتجاوز الحاجة لما بعد فترة العيد ومن يمر بين الحارات والشوارع تشده الروائح الزكية الخاصة بتتبيلة الكليـجة أو ما يطلق عليه الأهالي /حوايج الكليجة/ وهي خليط من عدة أصناف من البهارات تضاف إلى عجينة الكليجة التي تتألف أصلا من الطحين والسكر والزيت.
هذا الطقس الجميل لصناعة الكليـجة المنزلية اندثر نتيجة الحرب وتراجع الواقع الخدمي لاسيما انقطاع التيار الكهربائي وفقدان الغاز المنزلي الذي كان يستخدمه الأهالي في تشغيل الأفران لتزدهر نتيجة ذلك صناعة الكلـيجة الجاهزة من قبل ورشات التصنيع الصغير ومحال بيع الحلويات في الأسواق.
البائع “محمد سمكو” صاحب ورشة تصنيع معجنات وحلويات في مدينة الحسكة أوضح أن الورشات ومحال بيع وإنتاج الحلويات تعمل على تصنيع مادة الكليـجة الشبيهة بما كان يصنعه الأهالي، سعيا لكسب ثقتهم حيث تنتج المادة بأشكال وأحجام مختلفة مع الحرص على الجودة والسعر المقبول فتتراوح أسعار مبيع الكيلوغرام ما بين 6000 – 7000 ليرة سورية ومنها ما هو سادة ومنها ما هو محشو بعجوة التمر وهناك بعض الزبائن ما يطلب إضافات أخرى كإضافة المكسرات والسمن العربي ما يزيد من سعر تكلفتها.
وتشير السيدة “عفراء حسين” إلى أن الكلـيجة التي تصنع في المنزل تبقى أفضل وألذ وأكثر موثوقية من التي تصنع في المحال ولكن نتيجة الظروف الراهنة لم يعد الأهالي قادرين على صناعتها في منازلهم حيث لجؤوا إلى شرائها من الأسواق ومن بعض المحال التي تخصصت في تصنيعها وحازت ثقة الزبائن بالحفاظ على مستوى الجودة والسعر المقبول.
أما السيدة “صباح الخضر” فتشير إلى أنها لا تستغني عن مادة الكليـجة في جميع المناسبات حيث تقدم للضيوف مع فنجان القهوة كنوع من الضيافة الاقتصادية الرخيصة نسبيا ولذيذة الطعم بعد أن تخلى الأهالي عن شراء كثير من أصناف السكاكر والكراميل والشوكولا نظرا للارتفاع الكبير في أسعارها.
الحسكة – كليك نيوز