العيد يطرق الأبواب.. العادات والطقوس المعتادة تختفي في سورية
اقترب عيد الفطر في سورية، عسى أن يعيده الله علينا بحال أفضل، ولكن بأي حال عدت يا عيد!..
فلطالما تميز العيد بطقوسه العديدة التي تسعد الكبار والصغار، من لمات الأهل والأصدقاء، وصنع الحلويات وشراء الملابس والذهاب للملاهي والحدائق والمنتزهات والمطاعم، و”العيدية”، غير أن كل تلك الطقوس اختفت عند السواد الأعظم من السوريين، الذين يعيش أكثر من 90% منهم تحت خط الفقر.
وأحد أجمل طقوس العيد، التي اعتادها الأهالي، “العيدية”، والتي تعتبر أهم طقوس العيد لدى الأطفال، وأهم مظاهر فرحتهم بالعيد، وينتظرونها بفارغ الصبر، حيث يحصلون على مبلغ مادي من أهلهم والأقرباء، يشترون فيها السكاكر والشوكولاتة والكثير من الأشياء التي يحبونها.
يقول أحد المواطنين لـ “كليك نيوز”، أن فرحة العيد باتت منسية، وأغلب العادات الجميلة التي اعتدنا عليها منذ سنوات، اختفت بسبب الأوضاع التي نمر بها، مؤكداً أنه غير قادر هذا العام أن يقدم “عيديات” إلى أطفاله الثلاثة، فهو بالكاد يؤمن قوتهم اليومي.
اقرأ أيضاً: لا ملابس ولا حلويات.. “فقر الحال” يسرق فرحة العيد من السوريين
ويقول مواطن آخر، بتنا نقول “كل عام وأنتم بخير”، بغصة، ودون أي شعور بها، حتى أننا في أيام العيد ننسى أننا في العيد، لأنه لم يتغير شيء في حياتنا، ونواصل عملنا طوال النهار لنطعم أطفالنا، فالظروف المعيشية تزداد سوءاً والأحوال الاقتصادية متردية لأدنى حدودها، وطقوس وعادات العيد باتت من المنسيات، لأنها تتطلب تكاليف مادية خارج قدرة الجميع على تحملها.
فيما روت لنا إحدى السيدات وبحسرة، أنهم ولطالما اعتادوا خلال الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان، التحضير لاستقبال عيد الفطر، غير أن هذا العام ليسوا بوارد الاستعداد لأي شيء، مؤكدة أنهم لا يستطيعوا تهيئة حلويات عيد الفطر، بسبب ارتفاع أسعار المواد بشكل كبير.
وكذلك ملابس العيد فلن يشتروا لأبنائهم، وكل العادات التي اعتادوها لم يعد بإمكانهم فعل أي شيء منها، مؤكدة أن الغلاء الذي اكتسح الأسواق في كل مجالات الحياة، “سرق بهجة العيد” وألغى جميع العادات الاجتماعية.
أحد الذين التقيناهم، قال عبارة تختصر كلّ قول.. “كل مابدي انوي فرّح ابني بشغلة الأسعار بتغلا.. لا تسألونا عن العيد.. والله مافي عيد.. وصرنا نخبي وجهنا من ولادنا ماعد فينا نعملن شي وحتى الأكل ما عد شبعوه”.
هذه الكلمات تلخّص حجم سوء الحال الذي وصلناه.. ويبقى السؤال: ماذا ينتظرنا بعد؟ وإلى متى سيبقى التجاهل الحكومي لأحوالنا سيّد الموقف؟!.
أمور كثيرة وعادات عديدة، باتت ذكريات، “وللأسف فقط نقف على أطلالها”، وسط عجز عن إحياء أي منها، ومعظم السوريين اليوم عاجزون.. فهل تعود تلك الأيام التي ننتظر فيها أن يطرق العيد أبوابه وتضج منازلنا بفرح عامر يغمر الكبار والصغار؟.
فطر مبارك.. وكلّ عام والجميع بخير.. وبلادنا بخير وتحت رعاية الله.. وعسى أن يعود العيد بأجواء تغمرها المحبة.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع