الانتقال من المواجهة الشاملة إلى العمليات الأمنية في درعا.. ما تفاصيل العملية التي بدأت فجر الجمعة؟
الانتقال من المواجهة الشاملة إلى العمليات الأمنية في درعا.. ما تفاصيل العملية التي بدأت فجر الجمعة؟
أثمر الانتقال من المواجهات العسكرية الشاملة إلى العمليات الأمنية المحدودة مقتل وأسر العشرات من تنظيم داعش الإرهابي في مدينة جاسم.
حيث قادت المعلومات الاستخباراتية إلى خلايا للتنظيم تتخذ من الحي الشمالي للمدينة مقرات لها مستغلة بعده عن مركز المدينة ومن هناك شكلت هذه الخلايا من الحي منطلقا لهجماتها المتكررة ضد المدنيين وعناصر الجيش والشرطة متسببة بوقوع ضحايا لم يكن ليعرف السكان من الفاعل والبقاء في دوامة المجهول إلا من توقيع خلايا التنظيم وبصماته المعروفة للقاصي والداني.
ولأن المزاج الشعبي في المحافظة بات بموقف واضح رافض للإرهاب والتطرف فقد انضم العشرات من أبناء المحافظة من ريفها الغربي والشرقي إضافة لأبناء مدينة جاسم للعملية الأمنية وكانوا في مقدمة المقاتلين إلى جانب الجيش والأجهزة الأمنية.
وفي تفاصيل العملية التي بدأت فجر الجمعة وانتهت مساء السبت فإن وحدات من الجيش التي تحاصر عدة مواقع في محيط جاسم منذ نحو شهر ونصف مدعومة بالأجهزة الأمنية والمجموعات المحلية قد فرضت حظر تجوال في جاسم حفاظا على حياة المدنيين وطلبت من الجميع الالتزام بمنازلهم وبدأت بمداهمة الحي الشمالي من المدينة.
وقد نتج عن العملية مقتل عدد من متزعمي التنظيم منهم “عبد الرحمن العراقي” الملقب بـ “سيف بغداد” و “أبو مهند اللبناني” و “أبو لؤي القلموني” و “أيوب فاضل جباوي” الملقب بـ “أبو مجاهد برقة” و “أيهم فيصل الحلقي”
من هو “عبد الرحمن العراقي” أبرز قتلى داعش؟
يعدّ العراقي، الأمير العام لتنظيم داعش في المنطقة الجنوبية، المعروف باسم “سيف بغداد”، وهو عراقي الجنسية، ومتزعم عمليات التنظيم، والمشرف على مد نفوذه باتجاه الأراضي الأردنية والعراقية والسورية.
وهو المسؤول الأول عن مخطط عمليات الاغتيال التي تُدار في المنطقة الشمالية من محافظة درعا عبر تشكيل مجموعة أذرع له، يقوم عملها على مبدأ الفتوى ضمن ما يشبه محكمة قصاص تم إنشاؤها في إحدى مزارع مدينة جاسم في ريف درعا الشمالي.
وبحسب مصادر أمنية كان “عبد الرحمن العراقي” يُدير عمليات الاغتيال من خلال مجموعة قياديين في التنظيم، إذ تمكنت القوى الأمنية بمساندة المجموعات المحلية الرديفة من القضاء على عدد منهم في وقتٍ سابق، ومن بينهم المدعو “أبو سالم العراقي”، الذي قُتل بعد فراره من مدينة طفس وملاحقته من قِبل عناصر القوى الأمنية الذين اشتبكوا معه قبل أن يفجّر نفسه.
يشار إلى أن “أبو سالم العراقي” أو كما يُعرف بين مسلّحي التنظيم بـ “أبو سالم الجبوري” كان أمير منطقة يعقوبة في العراق، قبل أن ينتقل برفقة “أبو هاشم الجعثوني” الملقب بـ “أبو خالد الخابوري” إلى الحجر الاسود جنوب دمشق، إذ استقر لمدة من الزمن في منطقة الحجر الأسود قبل أن ينتقل إلى منطقة حوض اليرموك بريف درعا ومن ثم إلى مواقع أخرى في درعا البلد والريف الشرقي وصولاً إلى منطقة طفس التي كانت آخر مواقعه.
وكان “أبو سالم العراقي” يعتمد على التنقل السري ومحاولة استقطاب أخطر المطلوبين للعمل معه ومبايعته مستغلاً انضمام بعضهم للتسوية التي طرحتها الدولة السورية خلال السنوات الماضية.
وأشارت المصادر الأمنية إلى أن المواجهات مع التنظيم أسفرت عن أسر العشرات ومقتل نحو ١٥ من عناصر الخلايا التي كانت تنشط في جاسم وغيرها من المناطق فيما استشهد 3 مقاتلين من المجموعات المحلية اثنان من مدينة جاسم والثالث من مدينة طفس.
وبينت أن التنظيم لم يتوان عن استخدام أساليبه المعروفة من خلال توظيف الانتحاريين لإعاقة العملية الأمنية، إلا أن ذلك لم يثن الجيش والمجموعات المحلية عن استكمال العملية.
مشيرة إلى أن إرهابياً مجهول الهوية فجر نفسه أمس بعد محاصرته في أحد مستودعات السلاح الخاصة بداعش في الحي الشمالي.
وأضافت المصادر أن المعلومات الدقيقة التي كانت بحوزة الجيش أسفرت عن استهداف منزل يتحصن به عدد مما يعرفون بأمراء التنظيم ما أدى لمقتلهم ومن معهم من المجموعات التي يتزعمونها.
وأكدت مصادر محلية أن مشاركة المجموعات المحلية في العملية يؤكد رفض أبناء درعا للإرهاب وداعش.
مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تشارك مجموعات من أبناء درعا في مواجهة داعش إذ أسفرت عمليات سابقة عن مقتل متزعمين لداعش في طفس وغيرها من مناطق الريف الغربي.
اقرأ أيضاً: مزاج شعبي رافض.. من المستفيد من الفوضى في درعا؟