الرئيس الإيراني يبدأ حديثه خلال لقاء الرئيس الأسد بكلمات دافئة.. توقيع اتفاقيات عديدها منها التعاون الاستراتيجي الشامل
الرئيس الإيراني يبدأ حديثه خلال لقاء الرئيس الأسد بكلمات دافئة.. توقيع اتفاقيات عديدها منها التعاون الاستراتيجي الشامل
“سعيد جدّاً، أنني أحضر في بلد سورية الشقيق والصديق”، بهذه الكلمات الدافئة، افتتح الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي، كلمته خلال لقاء الرئيس بشار الأسد اليوم.
وأضاف الرئيس الإيراني “إنني سعيد جدّاً، أنني أحضر اليوم إلى جانب السلطات العليا في البلاد، وسعيد أيضاً أنني إلى جانبكم فخامة الرئيس، وأرى أنه يلزم عليّ أن أبارك لكم وأهنئكم بكل إخلاص، هذه الانتصارات الكبيرة التي حققتموها كسورية، حكومة وشعباً”.
وأكد الرئيس رئيسي، أن “سورية حكومة وشعباً قد اجتازت مصاعب كبيرة وتحملت هذه المصاعب، مضيفاً “اليوم نستطيع القول ويجب أن نقول بأنكم قد عبرتم واجتزتم كل هذه المشاكل، واليوم قد حققتم هذا الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم، لكنكم قاومتم ووقفتم ضد كل ذلك، فيجب أن أهنئ سورية حكومة وشعباً وأهنئ فخامتكم، لهذه المقاومة وهذا الوقوف”.
وتابع الرئيس الإيراني “إن العالم بأجمعه بالتأكيد يشيد بهذه المقاومة التي أظهرتموها، طبعاً من المؤكد أن الكل لا يذكر ذلك على لسانه، لكن عملياً فالجميع يشيد بمقاومة سورية”.
وأضاف رئيسي إن “العلاقات بين سورية حكومة وشعباً وبين إيران حكومة وشعباً، هي علاقات عريقة ونابعة من القلب، هذه العلاقات نشأت منذ انتصار الثورة الإسلامية وشهدنا أنه يوماً بعد يوم قد تطورت هذه العلاقات، ورغم التغييرات والتطورات التي حدثت في العالم لكن هذه العلاقات بقيت كما هي، ولم تشهد أي تغيير، بل شهدنا يوماً بعد يوم أن هذه العلاقات قد ارتقت”.
وقال رئيسي “نحن نشهد حالياً أن التطورات والتغييرات السياسية في المنطقة وفي العالم كثيرة، لكن العلاقات بين البلدين لم ولن تتأثر بهذه التغييرات والتطورات، وأعتقد أن الظروف الآتية والقادمة ستكون أيضا كذلك، وهذه العلاقات لن تتأثر بالتغييرات والظروف في العالم والمنطقة”.
وأضاف الرئيس الإيراني “إن حقانية مكانة إيران وسورية وعقلانية هذا المسار وهذا الطريق وإن المقاومة، أتت بثمارها، ويوم أمس ربما البعض كان يتردد بالموقف، وفي الموقع السياسي لإيران وسورية، لكن اليوم الجميع يعتقد ويؤمن أن هذا الموقف وهذا المسار مسار الحق والعدل”.
اقرأ أيضاً: زيارة تاريخية.. الرئيس الإيراني يحطّ في دمشق والرئيس الأسد يجري مراسم استقباله
وتابع رئيسي “إن الظروف كانت صعبة لكن في النهاية شهدنا أن المقاومة أثبتت واتضح للجميع أن الطريق المنتصر هو طريق المقاومة”.
وقال الرئيس رئيسي “الاستسلام بالتأكيد له أثمان، وثمن كبير، وبالتأكيد سيكون ثمنه أكبر من ثمن المقاومة، والبعض الذين كانوا يتصورون أنه بالاستسلام للعدو سيدفعون ثمناً أقل، فاتضح للجميع أن هذه النظرة هي نظره خاطئة”.
وأضاف الرئيس الإيراني “نحن لطالما أعلنا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم جبهة المقاومة، ومنذ انتصار الثورة الإسلامية، نحن أعلنا عن دعمنا لجبهات المقاومة، ونؤكد الآن أيضاً بأننا نحن ندعم ونقف إلى جانب جبهة المقاومة”.
وتابع الرئيس الإيراني إن “تحليلنا بالنسبة لظروف اليوم الذي يعيشه النظام العالمي، نحن نعتقد بأن النظام الراهن قد تغير، واختلف مع الظروف الماضية، نحن نؤمن ونعتقد بأن النظام الحالي هو يصب لصالح جبهة المقاومة ويضر بالأعداء”.
وأكد الرئيس الإيراني أن “هذه العلاقات بين البلدين وهذا التواصل بين سورية وإيران حكومة وشعباً قد امتزج بالدماء وأن رمز هذه العلاقات هو هذا الأمر، الاختلاط بالدماء، وبالتأكيد لا يمكن إحداث أي شرخ في هذا الامتزاج بالدماء بين البلدين، خلال فترة الحرب التكفيرية التي شنها داعمو الجماعات التكفيرية وكانوا يريدون أن يغيروا نظام المنطقة والحكومة السورية والحكومة العراقية، لكن نحن أعلنا وقوفنا إلى جانب الشعوب في سورية والعراق ونحن أصدقاء الأيام الصعبة والمستعصية لكلا البلدين”.
وتابع الرئيس الإيراني بالتأكيد “أنتم اجتزتم الأيام الصعبة والمستعصية، وآمل أن نشهد الأيام المليئة بالفرح والنجاح والتوفيق لهذا البلد، نحن خلال فترة الحرب وقفنا لجانبكم وأيضاً سنقف لجانبكم خلال هذه الفترة، وهي فترة إعادة الإعمار، ونؤكد على توسيع العلاقات بين البلدين من الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية وأي مستوى آخر”.
وقال الرئيس رئيسي “ليس لدينا أدنى شك أنه بأياديكم بإمكانكم أن تزيلوا آثار الحرب وتعيدوا إعمار الدمار الذي شهدته سورية، وسنشهد عودة الشعب السوري والمهجرين إلى هذا البلد، وبالتأكيد أن الظروف ستصب في مصلحة سورية حكومة وشعباً أيضاً لصالح المنطقة”.
اقرأ أيضاً: تمتد لأكثر من أربعة عقود.. زيارة الرئيس الإيراني إلى دمشق تترجم عمق العلاقات بين البلدين وتجذّرها
وأضاف الرئيس رئيسي “سعداء بأن نكون اليوم هنا في سورية، في بيتنا الثاني سورية، مبيناً أن الزيارة لبحث سبل تطوير التعاون مع فخامة الرئيس الأسد والحكومة السورية”.
وختم الرئيس الإيراني حديثه بالقول “أترحم على أرواح شهداء محور المقاومة، وشهداء سورية، وأتمنى الصحة والشفاء العاجل لمصابي الحرب، كما أود أن أستحضر ذكرى الشهيد الحاج الفريق قاسم سليماني وشهداء المنطقة والذين نسميهم بشهداء القدس”.
وعقب المحادثات، وقع الرئيسان الأسد ورئيسي، مذكرة تفاهم لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد بين البلدين.
وشملت الاتفاقيات الموقعة بين سورية وإيران، مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الزراعي بين البلدين، ومذكرة تفاهم بشأن الاعتراف المتبادل بالشهادات البحرية، ومحضر اجتماع للتعاون في مجال السكك الحديدية، ومحضر اجتماع للطيران المدني، ومذكرة تفاهم في مجال المناطق الحرة، ومذكرة تفاهم بين المركز الوطني للزلازل في سورية والمعهد الدولي للهندسة الزلزالية في إيران، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الاتصالات وتقانة المعلومات، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال النفط بين البلدين.
وقال الرئيس الأسد عقب توقيع الاتفاقيات “كان هناك حيز هام للعلاقات الاقتصادية في نقاش اليوم، ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها، والمشاريع التي تمت مناقشتها، وهي كثيرة وعديدة ستعطي دفعاً كبيراً لهذه العلاقات عبر تطوير آليات ترفع مستوى التبادل التجاري والاستثمار بين البلدين وتخفف من آثار العقـوبات المفروضة علينا مستفيدين من تغير الخارطة الاقتصادية للعالم وانتقال التوازن تدريجياً باتجاه الشرق والذي من شأنه أن يحرر الاقتصادات الدولية من هيمنة الغرب ويفقد الحصار مفاعيله تدريجياً”.
من جهته قال الرئيس الايراني “بحثنا تطوير العلاقات في كافة المجالات، ونحن عازمون على تطوير العلاقات بيننا وبين دول المنطقة، كما أن كافة مذكرات التفاهم خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية يمكن أن تصب في صالح البلدين وفي توسيع العلاقات بينهما”.
وكان الرئيس الإيراني، السيد إبراهيم رئيسي، وصل في وقت سابق اليوم، إلى دمشق، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 13 عاما، وجاءت تلبية لدعوة رسمية من الرئيس بشار الأسد.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع