“الدفع الالكتروني”.. خدمات مشلولة قبل أن تولد!!
“الدفع الالكتروني”.. خدمات مشلولة قبل أن تولد!!
عملية “الدفع الالكتروني في سورية”.. عنوان كبير نسمع عنه يومياً في معظم الوسائل الإعلامية المرئية المسموعة والمقروءة.. مشروع قيل أنه من أهم الخطوات الداعمة للاقتصاد السوري في المرحلة القادمة.
المواطن هو الهدف الأول لخدمات الدفع الالكتروني كما قيل، ومن المنتظر أن تحقق شفافية واسعة وتوفر مجمل الخدمات للمواطنين بأقل جهد ووقت وتكلفة، حيث سيكون الجميع قادراً على دفع الرسوم والفواتير والاشتراكات والأقساط الكترونياً أينما كان وفي أي وقت.
في الشكل العام، هذا الكلام إن تحقق فهو في قمة الأهمية، لكن آلاف التساؤلات تدور حول إمكانية تطبيق ذلك وتحويل الأموال بشكل الكتروني، فبعد أكثر من عقد على الحرب، نجد أنه في الحقيقة لا يوجد أرضية قوية يمكن الاستناد عليها لتفعيل خدمات الدفع الإلكتروني في سورية إلى المستوى المطلوب، بعد تضرر تقنيات الانترنت والاتصالات بشكل كبير.
وقد يكون السير نحو حكومة الكترونية حلم بعيد المنال، كما أن العمل به وتطبيقه يكاد يكون مستحيلًا لعدم وجود بنية تحتية مناسبة، نتيجة الأزمة التي أنهكت الاقتصاد ودمّرته، وأجبرت الحكومة على اعتماد الحلول الإسعافية في كافة القطاعات.
فكيف لنا أن نفكر بهكذا مشروع وعماده الأساسي الكهرباء بات كابوساً يؤرقنا جميعاً بعد أن اعتدنا الظلمة؟
وكيف يمكن أن نقنع المواطن بهكذا خدمة في الوقت الذي يقضي فيه كل شهر سيراناً يمتد لأيام نتيجة عدم وجود صرافات حتى يقبض قروش راتبه التي لا تغني ولا تثمر؟
وهل راتب الموظف يكفي لدفع قسط منزل أو حتى شراء أبسط قطعة كهربائية أو أدوات منزلية؟؟
ومن من المواطنين قادر اليوم على اقتناء جهاز موبايل حديث بعد أو صلت أسعار أقل نوع لما يعادل راتبه لسنوات؟
كيف يمكن أن تتحقق تلك الخدمات في الوقت الذي تنقطع فيه الاتصالات والانترنت مع غياب الكهرباء؟
كيف يمكن السير نحو خدمات الحكومة الالكترونية، في الوقت الذي عندما تدخل فيه لأي مؤسسة حكومية تجد عشرات المواطنين يصطفون بانتظار الحصول على خدماتهم، وإن فكرت بسؤال الموظف عن وقت انتهاء خدمته يعلو صياحه “شو بعملك ما في شبكة”؟!!
والأمر لا يتوقف فقط عند هذا الحد وعند تطبيق هاتف أو موقع الكتروني، بل السؤال الأهم: هل بالفعل نحن قادرون على تأمين تجهيزات وبرمجيات وخبرات وكوادر بشرية للقيام بمهام خدمات الدفع الالكتروني بعد أن استنزفت الحرب اقتصادنا ومعيشتنا؟؟
بالتأكيد.. جميعنا نكون سعداء عند تطبيق عملية تنمية شاملة كهذه.. لكن ورغم كل الترويج الحكومي لهذه الخدمة إلا أنها ولدت مشلولة، حتى أن وقت الحديث عنها كان غير مناسبا وخاصة اليوم بعد أن وصل المواطن لزمن صعب عليه تأمين قوت يومه إلاّ بشق الأنفس؟!
اقرأ أيضاً: المواطن السوري بين فكي كماشة.. استلام حوالته سواء عبر الوسطاء أو الجهات الرسمية تؤرقه!!