خدميمجتمعمحلي

الانقطاع الطويل للكهرباء يعيدنا إلى حقبة الأجداد

الانقطاع الطويل للكهرباء يعيدنا إلى حقبة الأجداد

 

فجأة ودون سابق إنذار توقفت الغسالة في منزل “زياد” عن الدوران، الأمر الذي أدى إلى الاستعانة بمصلح الغسالات، ليشرح له أن سبب العطل هو احتراق المحرك جراء قوة التيار، وبعد أخذ ورد ومشاحنات تبين أن الغسالة تحتاج إلى نصف مليون ليرة ثمن المحرك إضافة إلى صيانة عامة.

يشرح “زياد” خلال حديثه لـ كليك نيوز، أن “أجرة إصلاح الغسالة ستكلفني راتبي لمدة خمسة أشهر لذلك قررت إيقافها لحين توفر المبلغ المطلوب”

هذا الحال يعد من أكثر المتاعب التي يعانيها المواطن، فانقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 10 ساعات متواصلة مقابل ساعة وصل وفي أفضل الأحوال ساعة ونصف، أمراً أثقل كاهل الأسر وخاصة أرباب المنازل الذين باتوا يتكبدون خسائر كبيرة حين تتعطل أدواتهم.

وبالعودة إلى زوجة “زياد” المستاءة من تعطل الغسالة، فهي تصفها بأنها كل شي في المنزل؛ إلا أنها مضطرة إلى الاستعانة بالبدائل المتمثلة بغسيل الملابس يدوياً، وفي حال كانت وجبة الغسيل بيضاء فهي مضطرة إلى وضعها في سخانة وغليها على بابور الكاز وغسلها وتبريدها.

إلى “هالة” (موظفة) وليست أفضل حالاً من “زياد وزوجته” فهي الأخرى تعطلت غسالتها منذ خمس سنوات، ولم تتمكن من إصلاحها بسبب ضيق الحال، فما كان منها إلا أن حولتها إلى طاولة لتضع عليها الصحون والأطباق في المطبخ، مشيرة إلى أن أي وجبة غسيل تحتاج يومين إلا أنها يدوياً تحتاج إلى ساعة عمل فقط.

وتضيف، أنها تعودت على هذا الوضع فمنذ سنوات استغنيت عن الغسالة واستعانت بهذه البدائل وبالرغم من قسوتها إلا أنه “ليس باليد حيله”.

اقرأ أيضاً: المسطحات الخضراء ملاذ الفقراء وبديل دخول المطاعم في ظل ارتفاع الأسعار

بدوره “أبو محمد” الذي يعمل في صيانة وإصلاح الأجهزة الكهربائية قال، معظم الناس تعطلت أجهزتهم الكهربائية وعندما يصلحونها لا يصلحون سوى الغسالة لأن معظم السيدات لا يتقبلن فكرة الغسيل على اليد.

وبحسب “أبو محمد” فإنه ليس عيباً الغسيل على اليد فالظروف فرضت نفسها، ولكن في فصل الشتاء الأمر صعب لأن الملابس في حال غسلت على اليد فهي تحتاج لعدة أيام كي تجف.

وعن أسباب تعطل الأجهزة أوضح، هناك ضعف شديد في التيار الكهربائي بسبب قدم المحولات التي تؤدي إلى تعطل الأجهزة.

أما “أبو فارس” وهو الآخر يملك ورشة لتصليح الأجهزة الكهربائية، فيعترف أن لديه عشرات المحركات التي تأتيه يومياً وخاصة للغسالات والبرادات التي تعطب يومياً وبالرغم من أنه يصلحها كما يقول، إلا أن أصحابها لا يأتون لاستلامها إلا بعد عدة أسابيع لأنهم لا يملكون الأجرة.

الانقطاع الطويل للكهرباء يعيدنا إلى حقبة الأجداد

ويشير إلى أن الأسعار متفاوتة حسب العطل والتصليحة، فالمحرك مع تركيبه بـ 500 ألف، والحوض بـ 400 ألف، وتعبئة غاز البراد يبدأ من 200 ألف حسب حجم البراد؛ ونحن مضطرون لمجاراة ومراعاة كل الناس في ظل ظروف الغلاء هذه.

إلى أهل الاختصاص، فقد أوضح المهندس الكهربائي “أحمد محمود” في رده عن سبب تعطل الأدوات الكهربائية فأجاب، الموضوع بكل بساطة بات مفهوماً وواضحاً للعيان فعندما تأتي الكهرباء يقوم الجميع بتشغيل كل الأدوات من مروحة ومكيف وغسالة وبراد، وإذا كان الشتاء تشغل المدافئ؛ لذلك يزيد الضغط على الشبكة فتضعف من 250 فولط إلى140 فولط، وأحياناً 100 فولط فتعطب الدارات الكهربائية لتلك الأجهزة.

وينصح المهندس الكهربائي المواطنين بعدم تشغيل كل أدواتهم دفعة واحدة وتركيب منظمات على الغسالة والبراد بشكل خاص، لأنها عندما تنضرب تحترق المنظمات وليس الأدوات الكهربائية.

دينا عبد – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى