أهالي المحافظات الشرقية: “قسد” تنفذ مشاريع وهمية في ظل واقع خدمي سيء

أهالي المحافظات الشرقية: “قسد” تنفذ مشاريع وهمية في ظل واقع خدمي سيء

يعتقد المتابع لشؤون المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا “قسد”، وقيامها من وقت لآخر بافتتاح حدائق عامة وإقامة نصب وتماثيل مختلفة فيها وفي الساحات العامة، أن الواقع الخدمي للأهالي في مناطق سيطرتها بالمحافظات الشرقية الثلاث “الحسكة ودير الزور والرقة” هو الأفضل، وبأن الميليشيا تؤمن كل ما يحتاجه السكان من خدمات أساسية لتنتقل إلى جانب الترفيه والمتعة.

“مشاريع وهمية بأرقام تنفيذ فلكية لا تغني ولا تسمن من جوع”، هكذا وصف غالبية الأهالي ما تقوم به ما تسمى بـ “الإدارة الذاتية” التابعة للميلشيا، وهي تنفذ من وقت لآخر حدائق في مداخل المدن الكبيرة لا يستطيع الأهالي الوصول إليها نظراً لبعدها عنهم، وفي الوقت الذي تحرموهم من أبسط الخدمات في محافظات تعوم على بحار من النفط والغاز واردتها كانت تكفي الشعب السوري بأكمله.

وتشير المصادر الأهلية خلال حديثها لـ كليك نيوز، إلى أن الهدف من إقامة هذه المشاريع الوهمية هو الاستفادة والسرقة، كونها مشاريع سريعة التنفيذ ولا تحتاج إلى متابعة لاسيما من يقوم بها هم المتنفذون القريبون من قادة “قسد”، في الوقت الذي كان من الأولى تخصيص ميزانيات هذه المشاريع للأمور الخدمية الأساسية والمباشرة التي تخفف من معاناة الأهالي.

اقرأ أيضاً: هوس اقتناءها يرفع أسعارها.. طيور الزينة يصل سعرها إلى 20 مليون في الحسكة

وتتساءل المصادر الأهلية، لماذا لا يتم تخصيص مبالغ هذه المشاريع لاستكمال مشروع المياه الذي أعلنت عن تنفيذه الميليشيا العام الماضي، لجر مياه منطقة عامودا إلى الحسكة، ولم ينفذ حتى الآن والذي يحل مشكلة أكثر من مليون مواطن في مدينة الحسكة وريفها الغربي والذين يعانون من انقطاع مصدر المياه الوحيد إليهم منذ أربع سنوات بعد توقف محطة مياه علوك عن العمل .

ولفتت المصادر إلى أهمية استخدام هذه الأموال في صيانة قطاع الكهرباء الذي خرجت مختلف محطاته عن العمل، نتيجة استهداف الاحتلال التركي لها، وتراجعت ساعات التغذية الكهربائية بشكل كبير، أو لتعزيز الواقع الصحي الذي تفتقر العديد من المناطق للمراكز الصحية والمشافي التخصصية التي خرجت عن الخدمة طيلة السنوات الماضي حيث يعاني الأهالي من الإهمال الصحي وانتشار الأمراض.

وأشارت المصادر إلى أن باقي القطاعات ليست بالأفضل، فواقع المخابز سيء، وما تنتجه من خبز لا يفي بالحاجة، وكذلك واقع الطرق وشبكات الصرف الصحي التي تعاني من الانسدادات وانتشار الحفر والمستنقعات في الطرق ضمن المدن والأحياء، كما يمكن استخدام هذه الأموال في إقامة مشاريع تفيد الواقع الزراعي والاقتصادي في المنطقة، وتؤمن فرص عمل للشباب الذي أصبح حلمه الهروب من مناطق “قسد”.

هذه التساؤلات الكثيرة وغيرها يطرحها الشارع في المحافظات الثلاث حول جدوى هذه المشاريع الوهمية، وإن كان لها أي فائدة مرجوة مقارنة بالواقع الخدمي المتردي في مختلف القطاعات وأن ترتيبها بسلم أولويات تنفيذ المشاريع يجب أن يكون أخيراً، مطالبين برفع سطوة “قسد” عنهم.

الحسكة – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع