أما آن لهذا الصوت أن يصل..؟!
نتساءل كغيرنا عن مصير سيل الكتابات والأقلام الصحفية اليومية الجارفة التي تجتاح السوشيال ميديا والصفحات الشخصية والمواقع الالكترونية للصحف الرسمية والخاصة التي انتقلت من الحبر الأسود إلى الحبر الإلكتروني بعد قرار “توقيف” الصحف الورقية – لتفادي عدوى الكورونا – كما جرى الترويج والتسويق له قبل عامين…!!
إلى جانب ما تبثه المحليات والفضائيات المرئية والمسموعة من تقارير واستطلاعات وحوارات ولقاءات ووثائقيات وبرامج وغيرها والكل يحكي الألم والأمل والوجع بطريقته وأسلوبه ويقدمه على أمل أن يصل الصوت...
لكننا نسأل أما آن لهذا الصوت أن يصل بعد، وأين تذهب هذه الأصوات التي لا تخبو ولا تنطفئ وما هو مصيرها ولماذا لا نلمس تفاعلا بحجم هذه الأصوات لنشعر أن هناك من يسمعنا ويشعر فينا ويصارحنا ويعمل على معالجتها…!؟
أم أن الصوت لم ولن ولا يصل أم أنه يصل مبحوحاً مثلاً أو مشكوكاً بوثوقيته وصحته أم أن من بيده العلاج غير مبال أو مكترث، أم أن الحلول غير ممكنة راهنا أم أن كل الحلول مؤجلة حتى إشعار آخر بدواعي الأوضاع العامة السائدة الضاغطة والأولويات التي تفرض نفسها، أم أن هناك ما لا نعرفه ولا يجب أن نعرفه على قاعدة الضرورات تبيح المحظورات…!!؟
ومهما يكن من أمر فإن حجم المعاناة التي يتقلب السوريون بأغلب شرائحهم وسوياتهم على نار وطيسها الحامية ودرب أصوات آلامهم المدوية لابد أن تصل وتسمع وتعالج…
وإن كانت أصواتنا تصل ولا تسمع فهذه مصيبة ولا شك، وإن كانت لاتصل حقيقة أو أنها تصل مفلترة وخالية من “الدسم” فالمصيبة حينها أكبر بكثير مما نظن ونعتقد، وهنا مكمن الخطورة واللامبالاة وعدم الاكتراث والتطنيش…!!؟
وائل علي