مع اقتراب موسمها.. ماذا تعرف عن أكلة “اللوف” الساحلية؟
مع اقتراب موسمها.. ماذا تعرف عن أكلة “اللوف” الساحلية؟
تنتشر في الأراضي السورية الجبلية، السهلية، والبادية عشرات النباتات التي تنمو بشكلٍ طبيعي، والتي يقوم السوريون بقطافها وتناولها في السلطات أو تُطهى على الغداء أو كمقبّلات، مثل الخبيزة، الدردار، والقرص عنّي، وجميعها تستخدم بمجرّد غسلها بالماء بشكلٍ جيد.
باستثناء عشبة شهيرة تنمو في الأرياف السورية، وخاصةً في الجبال الساحلية، تسمّى “اللوف” أو “سم الحية”، بعض السكان قد لا يتناولونها أبداً لخوفهم من سميتها، والبعض الآخر يتحدّث عنها وعن فوائدها الصحية بكثير من اللذة والحب، كما يقول العم رضوان (58 عاماً)، من ريف محافظة طرطوس (الشيخ بدر)،
وتابع العم “رضوان”: “هي بالفعل نبتة سامة، عندما تكون خضراء في الحقول والأراضي، وقد تؤدّي إلى تحسس الجلد في حال لمسها بشكلٍ مباشر بحالتها البرية، لكنها مفيدة كترياق الأفعى (الترياق له قدرات شفائية عالية لكثير من الأمراض بحسب باحثين)، ولذيذة المذاق عند طهيها بطريقة خاصة، ومن هنا أتت تسميتها الشعبية (سم الحية)”.
وأوضح العم “رضوان” في حديثه لـ “كليك نيوز”، أنه: “حتى يصل اللوف إلى مرحلة الطهي الكامل، يحتاج إلى ساعات طويلة من الغلي على النار، وطريقة مميزة بالطبخ، مع إضافة زيت الزيتون والسمّاق إليه بكثرة، لذلك يعتبر من الأكلات السورية المكلفة بالوقت والجهد، كما أنها مكلفة جداً مالياً، وخاصةً في الظروف المعيشية الحالية”.
وحول طريقة تحضيره، قالت أم مازن (62 عاماً)، من قرى الشيخ بدر – طرطوس، لـ “كليك نيوز”: “تحتاج عملية طهي اللوف ل 5 ساعات على الأقل حتى يصبح جاهزاً، ويحتاج تقريباً إلى التفرّغ يوم كامل لتحضيره، كونه يمر بعدة مراحل، بعد تنقيته من الأوساخ مع لبس القفازات الواقية حتى لا يتحسس الجلد، يُغسل بالماء الغزير، ويصفّى حتى ينشف تماماً”.
وتابعت “أم مازن”: “بعد ذلك تقوم بفرم أوراق اللوف، ووضعها بطنجرة كبيرة مع الحمّص (غير المنقوع)، وإضافة الماء وغليهم لمدة لا بأس بها، قبل أن نقوم بالتمليح، ومن ثم إضافة حامض السمّاق (مادة نباتية لها طريقة تحضير خاصة أيضاً)، ثمّ تركهم على النار لمدة نصف ساعة”.
وأضافت السيدة (أم مازن): “ومن ثمّ تضيف زيت الزيتون، حيث يحتاج كل 5 كليو من اللوف إلى نحو لترين من الزيت، ومن الخطأ وضع الزيت بالبداية، كون اللوف لا ينضج بعد إضافة الزيت، ويطهى المزيج بعدها على نار الحطب الهادئة لمدة لا تقل عن 3 ساعات، مع الاستمرار في تقليبه من وقت لآخر، مع إضافة الماء عند الحاجة نتيجة الغلي، ويصبح اللوف جاهزاً عندما يشقر لونه، وننتظره حتى يبرد، كونه يؤكل بارداً”.
وأشارت “أم مازن” إلى أنه يجب مراقبة الماء وإضافته من وقت لآخر للتعويض عن الكمية المتبخرة، كما يتم تذوق المرق بطرف اللسان بواسطة ملعقة صغيرة، وطالما كنت تشعر بوخز في اللسان، فيجب أن تستمر بعملية الغلي، حتى يزول أي طعم لاذع.
الجدير ذكره، أنه يمكن تناول “اللوف” لوحده مع الخبز، أو يؤكل بالملعقة، كما أن الكثيرين يفضلون تناوله على العشاء كونه لا يسبب أي تخمة، وتحتفظ به العائلات لعدة أسابيع حيث يتحمّل عمليات الحفظ دون أن يتلف أو يطرأ تحوّل على طعمه.
يُشار إلى أن المادة السامة التي يحتويها اللوف الأخضر قد تلحق ضرراً كبيراً بالإنسان، فهي تؤدّي إلى ضيق في حركة الفم والبلعوم، وفي حال الإكثار منها قد تسبب عدم القدرة على الكلام، وتصل إلى مرحلة شلل الفم، بحسب اختصاصيين زراعيين.
اقرأ أيضاً: “الفروة” زي تراثي يحافظ عليه أهالي الحسكة رغم ارتفاع أسعارها