أسعار البيض في ارتفاع وعزوف المربين عن العمل يضاعف الأزمة في حمص
أسعار البيض في ارتفاع وعزوف المربين عن العمل يضاعف الأزمة في حمص
البيض من أساسيات الغذاء الصحي المتوازن، كما يعتبر من الأطعمة الرئيسية على وجبة الإفطار، ويدخل في إعداد الكثير من الوجبات المختلفة كالحلويات وغيرها، واليوم تشهد معظم الأسر السورية انخفاضاً في استهلاكه بشكل تدريجي، بالتزامن مع الارتفاع الدائم الذي يصيب أسعار البيض.
الشراء بالحبة الواحدة بسبب ارتفاع أسعار البيض
اختلفت سلوكيات الشراء لدى الجميع، وباتت بقدر الحاجة فقط، فقد أصبح السعر غير مقبول ويستوجب إيجاد حلول لتخفيف الأعباء عن المواطنين، التي تتزايد وسط انفلات الأسواق. حيث تراوح سعر صفد البيض حسب وزنه ونوعه بين (10000 لـ 15000) عدد 30 بيضة، ليكون سعر البيضة الواحدة بالمفرق 500، عدا عن البيع بأسعار مختلفة تبعاً لأهواء التجار.
عند الضرورة فقط نقوم بشراء البيض وبالعدد، لسان حال “سميرة حسين” وهي أم لأربع أطفال من كرم الزيتون قائلةً: “لم نعد قادرين على شرائه بالصفد”.
في حين امتنع الكثير من أصحاب المحلات عن عرضه ضمن المحال. إثر موجة الغلاء القوية وعدم إقبال الناس لشرائه، حسب رواية العم “أبو غدير” صاحب أحد محال بيع البيض في الخضري.
واصفاً واقع الحال بقوله “كل يوم سعر جديد للبيض من تاجر الجملة الذي يقوم برفع الأسعار يومياً دون حسيب أو رقيب”، مرجعاً الارتفاع الكبير إلى جشع التجار، وتخزين السلع، إضافة للحرب الأوكرانية.
مسببات ومبررات ارتفاع أسعار البيض
وللوقوف على أهم أسباب ارتفاع أسعار البيض كان لـ “كليك نيوز” لقاء خاص مع المشرف على عدد من المداجن في قرى حمص الغربية “ناصر حمدان”، الذي أرجع الأمر لقلة العرض، نتيجة توقف غالبية المداجن عن التربية بعد ارتفاع العلف، وارتفاع تكاليف تربية الدواجن وصعوبة تأمينها أيضاً.
عدا عن عدم ضبط عمليات التهريب عبر الحدود في الريف الحمصي، ورفع سعر المحروقات وشراء المازوت من السوق السوداء بأسعار كاوية، وابتعاد المراكز عن المدن، الذي بدوره أفرز تكاليف إضافية للنقل.
وفي حساب التكلفة لصفد البيض الواحد على المربي يضيف “حمدان” قائلاً: “تبلغ التكلفة 9500 وللبيضة الواحدة 370 ليرة، وهذا لا يغطي النفقات، ما أدى لخسائر للمربين وعزوفهم عن تربية الدواجن”.
لافتاً بالوقت ذاته إلى أن غالبية المداجن في القرى تم إغلاقها من قبل أصحابها، نتيجة هذه الخسائر المتكررة والديون الكبيرة التي ترتبت على كاهل أصحابها.
وبعد كل هذه المسببات، بات من الطبيعي ضعف انتاج البيض وتغطيته الحاجة اليومية فقط برأي “حمدان”. لقلة الطلب لدى المواطنين، وإرتفاع الأسعار إلى جانب ضعف القدرة الشرائية للمواطن، الذي بدوره أبعد البيض من قائمة أولويات الفطور. بعد أن كانت الموائد تمتلئ بأطباق البيض المختلفة لفائدتها ولذتها.
حمص – ربى العلي
اقرأ أيضاً: مؤسسة الإسمنت تدرس التكاليف وتلمح لزيادة جديدة في الأسعار