العلاجات السنيّة الشعبيّة تظهر من جديد بدير الزور.. الوضع المعيشي السبب!!
بعد غياب لسنوات نتيجة الأحداث التي مرت بها دير الزور، عاد طب علاج وتركيب الأسنان وما إلى ذلك للظهور من جديد.
يشتهر بهذه المهنة الرجال من (النّور)، هؤلاء كانوا من قبل يُمارسون هذه المهنة، ثم عادوا بذات الطريقة، التجوال على الأرجل في مدن المحافظة وأريافها، حاملين معهم عدة العلاج والتركيب للحشوات السنيّة.
رزقتنا منها
صادف أن رأيته في أحد المقاهي، شاب في الأربعين من العمر، وضع حقيبته، وبدأ بتركيب حشوة سنيّة لأحد المرضى، مُستخدماً التعقيمات المتوفرة.
في حديثه لـ “كليك نيوز” أكد أنه تدرب على تلك المهنة مخبرياً، وأضاف “نحن نزاول العمل هذا بالتوارث، هو مصدر رزق ومن خلاله أؤمن متطلباتي وأسرتي المعيشيّة، لا أجبر أحداً على ذلك، بل الناس هم من يطلبون ذلك”.
وأردف، “لدي كافة أنواع الحشوات، وتكاليفها حسب النوعية المطلوبة، فتبدأ من 25 ألف ليرة، لغاية 60 ألفاً ”
وأشار، “عانينا كما أهالي الدير مرارة التهجير، تنقلت ما بين دير الزور، فالحسكة، فالرقة، وحتى في المخيمات التركيّة، وبعد تحرير المحافظة، عدنا من جديد”
يعلم الشاب عدم قانونيّة مزاولة طب الأسنان، وما تحمله من تبعات، لكنه يضع الأمر برسم لقمة العيش، صادفت خلال الآونة الأخيرة شابين، ولا أعلم إن كان هنالك أكثر منهم، لكن الواضح أنّ هذه الممارسات قد عادت من جديد، فما الأسباب؟
مُجبرٌ أخاك
ضغط الأوضاع المعيشيّة يبدو السبب الرئيسي في لجوء مواطنين لهؤلاء، فالغلاء بمختلف أشكاله جعلهم يرونه مناسباً لأوضاعهم، حسب ما يُشير “عدنان النوري” وأضاف، “أسعار العلاج لدى الأطباء مُرتفعة، والقدرات المادية باتت في خبر غلاء، التركيب عند هؤلاء أرخص، وما عُدنا نكترث بما ينتج عنها من مُضاعفات”
مُجبرٌ أخاك لا بطل، بهذه الكلمات يصف “ياسين الحميدي” قيامه بتركيب حشوة سنيّة، أو ما يتبع ذلك عند هؤلاء، فغلاء المعالجات وتركيب الحشوات تحتاج مبالغ مُرتفعة، لذا تضطرنا الظروف المادية للتوجه إليهم، فهم يوفرون علينا الكثير من المال، “لا تستطع لوم الناس، فمتطلبات المعيشة كثيرة، والغلاء الذي يجتاح حاجات الناس عامل ضاغط، لقد تحولنا إلى حصالات مال، ففي كل حركة وسكنة أنت تدفع المال، وما من في الأفق حلول”.
مدير صحة دير الزور الدكتور “بشار الشعيبي” أكد في تصريح لـ “كليك نيوز” عدم قانونية هكذا ممارسات، فمن يزاولها هم أطباء الأسنان في عياداتهم الخاصة، لا كهؤلاء، ” من يزاول هكذا عمل تتم ملاحقته، طبعاً إنْ كان ذلك في الأماكن العامة، أما أن يجري ذلك في المنازل، فلسنا معنيين بالأمر، حتماً هم يقصدون من يعالجونهم في منازلهم، والغلاء وضغطه على الأوضاع المعيشيّة السبب الرئيسي وراء ذلك، العلاج المنزلي عائد للمواطن نفسه”.
وأضاف “أنّ ثمة مخاطر صحيّة من هذه الممارسات، والأمر يحتاج وعي المواطن، فما تظن أنك توفره من مال قد تضطر لدفعه أضعافاً مضاعفة عما ينجم من مخاطر عنه، والأمر قبل إجراءاتنا كذلك لابد وأن يسبقه الوعي”.
عثمان خلف