أسواق مدينة حلب القديمة تم دعمها وترميمها وتنتظر إعادة تنشيطها
بهدف مناقشة الصعوبات التي تواجه أصحاب المحلات والفعاليات التجارية، دعت غرفة تجارة حلب، ظهر اليوم، أصحاب المحلات التجارية في كل من اسواق الخابية والمحمص والشام والنحاسين الكائنة في مدينة حلب القديمة بهدف تذليل الصعوبات والاطلاع على التحديات التي تواجههم بغية إعادة تنشيط الأسواق التي تم دعمها أو ترميمها من خلال أنشطة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بحلب.
وتركزت مطالب تجار سوق المحمص حول فتح الطرقات المؤدية للسوق بداية من خان السوق ومن باب قنسرين وترميم الخانات وإزالة الأنقاض في سوق البرغل وتخفيض ضريبة النظافة على المحلات وإنارة السوق بغية عدم السرقات المتكررة.
في حين طالب تجار سوق الشام بالإسراع في ترميم الأسواق المجاورة في كل من سوق الحبال والعطارين وتنظيم تغذية الكهرباء ضمن ساعات محددة، مشيرين إلى عودة 2 من أصل 34 محلاً في السوق كون الزبائن يجدون صعوبة في الوصول إلى السوق الأمر الذي اضطر أصحاب المحلات لممارسة أعمالهم في أسواق مجاورة.
تأمين وسيلة نقل من وسط المدينة إلى الأسواق، كانت المطلب الأبرز لتجار سوقي النحاسين والخابية، إضافة إلى ترميم الأسقف وضرورة تغذية المحلات بالكهرباء وضرورة الكشف عن الأضرار وتحقيق السلامة العامة ومعالجة الخطورة في بعض المحلات، وضرورة تسهيل الحصول على القروض دون فوائد، وإعادة النظر إلى المحلات التي تحولت إلى مكب للنفايات بعد غياب أصحابها لسنوات عديدة.
وأوضح “عامر حموي” أن دور الغرفة يصب في خدمة تجار حلب جميعاً ونقل صوتهم بما يتعلق بالصعوبات والهموم التي تعترض أعمالهم ونقل صوتهم إلى الجهات المعنية رغم الظروف الصعبة التي تعاني منها البلاد والاستماع إلى شكواهم ورؤيتهم بغية تلبية المطالب عن طريق الشركاء وفرض التعاون ضمن الواقع المتاح، مضيفاً أن إعادة تنشيط الأسواق التجارية بحاجة إلى تكاتف بين المجتمع المحلي والإدارات الأمر الذي يساهم في إعادة ترميم وتحفيز تجار الأسواق المجاورة لمزاولة مهنهم.
وأكد رئيس غرفة تجارة حلب أن الغرفة لا تدافع التجار المهربين وتعمل تحت سقف القانون، مطالباً بتأمين 10 ميغا من التيار الكهربائي بشكل محدد ومنتظم للأسواق التجارية بغية تشجيع التجار لعودتهم إلى محلاتهم وممارسة أعمالهم، وضرورة تأمين إنارة عن طريق الطاقة البديلة حتى لا تتعرض المحلات إلى السرقة وتكثيف دوريات الشرطة وإزالة الأنقاض من بعض المحاور الرئيسية المرتبطة بالأسواق.
من جانبه، أوضح “محمد جاسر” رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بحلب أن منظمة UNDP عملت على ترميم وتأهيل الأسواق الأربعة من خلال عمليات البنى التحتية ودعم تجار الأسواق، مبيناً أن الهدف من الاجتماع التشاوري التطلع للمشاكل والتحديات وأن يكون تجار الأسواق جزءاً من الحل وأن أسواق حلب تعود للحياة من خلا توحيد الجهود والاستماع للأفكار والمشكلات للتدخلات المستقبلية وتذليل الصعوبات، مضيفاً أن الدعم مرتبط بشكل وثيق بعدد الأسواق والمحلات في كل سوق.
وأضاف “جاسر” أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خصص ما يقارب 500 ألف دولار لترميم وتأهيل سوق الخابية بالإضافة إلى تخصيص أكثر من 300 ألف دولار لاستكمال عمليات ترميم باقي الأسواق الثلاثة، أي أن التكلفة الإجمالية لإعادة الحياة للأسواق الأربعة بلغت أكثر من 800 ألف دولار.
في حين قدمت “ألين لحدو” مسؤولة الاقتصاد واستعادة سبل العيش في مشروع تمكين الشباب عرضاً تقديمياً تخلله معلومات عن بداية عمليات التدخل في ترميم الأسواق وإعادة البنى التحتية والخدمات الأساسية والتنمية المجتمعية ودعم سبل العيش وفتح الطرقات الحيوية التابعة للأسواق.
وبينت “لحدو” أن مشروع الترميم للأسواق الأربعة كان بين عامي 2018_2020 تم خلالها إزالة ما يقارب 50 كم3 من الأنقاض وتأمين عمالة يدوية واستبدال شيكات المياه وصيانة شبكة الصرف الصحي واستبدال السقف المعدني للقسم المسقوف وتركيب أبواب خشبية في سوق الخابية إضافة إلى صيانة الواجهات الخشبية واستبدال شبكة الكهرباء وإعادة رصف المحور الرئيسي وتركيب إنارة من خلال الطاقة البديلة، وجميع تلك الأعمال كانت بناء على معطيات وإشراك المجتمع المحلي لدخول 4 أسواق بداية 2019 والكشف على المحلات وتشكيل لجنة محلية تندرج فيها لجنة المتابعة والتقييم وعرض آلية العمل في المشروع والتأكد من الاحتياجات وصحة البيانات المتعلقة بكل سوق.
وأجاب مديرو المؤسسات الرسمية حول ما يتعلق بمطالب التجار، في حين قدم ممثلو المصارف الخاصة صورة سريعة حول القروض التي يقدمونها للتجار، وبعد اللقاء التشاوري مع أصحاب المحلات تم تشكيل لجنة مؤلفة من تاجرين مهمتها الأساسية نقل مطالب تجار كل سوق على حدة.
أنطوان بصمه جي