كيلو الشاورما 150 ألف ليرة.. حماية المستهلك تجد السعر “منطقي” وتلقي اللوم على الأمراض؟
كيلو الشاورما 150 ألف ليرة.. حماية المستهلك تجد السعر “منطقي” وتلقي اللوم على الأمراض؟
تواصل أسعار الفروج في سورية ارتفاعاتها غير المسبوقة، حتى قارب سعر الكيلو منها كيلو اللحمة أو نصف راتب الموظف، لتصبح هي الأخرى خارج حسابات ذوي الدخل المحدود.
حيث وصل سعر كيلو الشاورما في أسواق العاصمة دمشق، إلى 150 ألف ليرة، لأول مرة في تاريخها، وهو الأمر الذي اعتبرته حماية المستهلك أمر “طبيعي”.
كما حددت حماية المستهلك، في نشرتها الخميس، سعر كيلو الفروج الحي 34 ألف ليرة، والمنظف 48 ألف ليرة، وكيلو الشرحات 73 ألف ليرة، والسودة 55 ألف ليرة، وكستا 49 ألف ليرة مع الإشارة إلى أن هذه الأسعار أقل من الاسواق، بأكثر من 10 آلاف ليرة كحدّ أدنى، فيما حددت سعر صحن البيض 55 ألف ليرة، بينما تجاوز سعره في الأسواق 70 ألف.
وقال معاون مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق “محمد البردان”، إن ارتفاع سعر الشاورما طبيعي، خاصة أن سعر كيلو لحم الفروج “بعضمه” 50 ألف ليرة بالجملة، مشيراً إلى أن تكلفة كيلو الشاورما لا تقل عن 110 آلاف ليرة.
اقرأ أيضاً: اتساع قائمة المواد العصية على موائد السوريين.. “البيضة بـ 2500 وبالطالع”
وأضاف معاون مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق في حديثه لصحيفة “تشرين” الرسمية، أن كل أنواع لحم الفروج من شاورما وشرحات ووردة وكستا ارتفعت أسعارها، بسبب إصابة ما نسبته 30 إلى 60% من طير الفروج “بمرض شبيه الطاعون” يدعى “ايكوسال”، مشيراً إلى أن تلك الإصابات أدت إلى قلة العرض بسبب نفوق العديد من الأفواج.
وأشار “البردان”، إلى أنه لولا القدرة الشرائية الضعيفة للمواطن وعدم قدرته المالية على شراء لحم الفروج حالياً لارتفع سعره إلى أكثر من ذلك، ولم يستبعد أن يرتفع أكثر إن لم تتم السيطرة على تلك الجائحة.
من جهته، أشار أحد المربين، إلى أن كيلو الفروج الحي يباع حالياً بسعر 35 ألف ليرة، قائلاً، هذا السعر قليل، لأن سعر كيلو العلف يبلغ 14 ألف ليرة، والصوص يحتاج لـ 4 كيلوغرامات أي 56 ألف ليرة، ويبلغ سعر الصوص 12 ألف ليرة، أي أصبح السعر 68 ليرة، ناهيك عن أجور العمال والتدفئة، مضيفاً، أن القوة الشرائية معدومة لذلك لم يرتفع السعر أكثر.
اقرأ أيضاً: الملابس تتحوّل إلى “صمديات” في المحلات التجارية.. خبراء: قرارات استيراد القطن تخدم التجار وترفع الأسعار
يذكر أن مدير الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة، الدكتور “باسم محسن”، صرح في وقت سابق الخميس، أن حالات الاشتباه “بمرض النيوكاسل – شبه طاعون الدجاج”، تراجعت وتمّت السيطرة على معظمها.
وكانت صحيفة “تشرين”، ذكرت في وقت سابق، أن التضخم في الربع الأخير من عام 2023 في سورية ارتفع إلى 800 في المئة، وهو أعلى مستوى له منذ العام 2011.
وقالت الصحيفة، شهدت الأسواق السورية خلال العامين الماضي والحالي ارتفاعاً جنونياً لا مثيل له، الأمر الذي أدى إلى ضعف القوة الشرائية وزيادة معدلات الفقر والبطالة والهجرة.
اقرأ أيضاً: أرباحها تجاوزت 160 مليار ليرة.. المصارف الخاصة تنشر نتائجها المالية عن الربع الثالث للعام الجاري
من جهته، أشار عضو غرفة تجارة دمشق “محمد حلاق”، لإذاعة “شام اف ام” المحلية، إلى أن أسعار بعض السلع الأساسية كالبيض والفروج ارتفعت 300 في المئة عن بداية السنة، مبيناً أن التراجع في حركة السوق يشمل جميع الشرائح الاجتماعية، حتى ذات الدخل العالي منها.
وأمام فلتان الأسعار وفوضى الأسواق، وبينما فقد المواطنون قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية، سخّرت الجهات المعنية “بقوت الناس”، نفسها للدفاع عن مصالح التجار، ليصل بها الأمر “حدّ التبجّح”، بان الأسعار طبيعية ومنطقية، دون أن تسأل نفسها، كيف يستطيع المواطن دخول الأسواق اليوم وهل يمكنه شراء أي مادة “أساسية لبقائه على قيد الحياة”؟.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع