أسعارها تضاهي الألبسة الجاهزة.. البالة تخرج من حسابات المواطنين لتأمين كسوة الشتاء
أسعارها تضاهي الألبسة الجاهزة.. البالة تخرج من حسابات المواطنين لتأمين كسوة الشتاء
ما إن اقترب الشتاء حتى بدأ المواطن بالبحث كعادته عن البدائل والحلول لتأمين مستلزمات هذا الفصل وفي مقدمتها الثياب والمحروقات.
وكانت البالة فيما سبق أحد الحلول المناسبة لفئة كبيرة من السكان نظراً لانخفاض أسعارها مقارنة بأسعار الثياب الجاهزة، لكن ذلك انتهى خلال العامين الماضيين مع اقتراب الأسعار من بعضها.
وتنتشر محلات البالة في مدينة حمص بعدة أماكن مشهورة، كالسوق المسقوف وشارع الأناقة في حي النزهة، بالإضافة إلى انتشارها في معظم شوارع المدينة دون استثناء.
يقول “مازن” (موظف) لـ كليك نيوز “اعتدت شراء ثيابي من البالة منذ أن كنت عازباً بسبب جودتها العالية كونها أوروبية، علماً أن النظرة السابقة للمتسوقين منها كانت “دونية” رغم ارتفاع أسعارها أكثر من الجاهزة آنذاك.”
وأضاف “أما الآن فقد باتت البالة مقصداً للجميع حتى للميسورين مادياً، إلا أن الأسعار ارتفعت بشكل كبير ولم يعد بالإمكان أن نشتري منها كما في السابق، لأن الراتب بقي ضئيلاً مقارنة بتضخم الأسعار”.
من جهتها، أشارت “أم مصطفى” (من سكان حي العباسية) إلى أن ارتفاع أسعار ثياب البالة دفعنا إلى الانتظار حتى نهاية الموسم واقتناص فرصة التنزيلات أو تصفية البضاعة بأسعار مناسبة، لأنني أجد فيها الجودة المطلوبة غير الموجودة في الثياب الجاهزة.
وتابعت ربة المنزل “ومع بدء الشتاء وجدنا صعوبة كبيرة بتأمين الثياب لأطفالي، حيث وصل سعر الجاكيت إلى 100 ألف، والكنزة إلى 25 ألف والبنطال 35 ألف، وهي مبالغ غير قليلة مقارنة بالمدخول الشهري”.
اقرأ أيضاً: قرص الفلافل أصبح بـ 400 ليرة.. “حماية المستهلك” تنهمك في دراسة جديدة للأسعار بهدف “ضبطها”
“محمد” (طالب جامعي) قال لـ كليك نيوز، إن “شراء الثياب لهذا العام يتطلب قرضاً مع وصول سعر الجاكيت إلى ما يزيد عن 100 ألف للأنواع العادية، في حين يصل بعضها إلى 250 ألف ليرة، والبنطال إلى 100 ألف، وهي أسعار تقارب الثياب الجاهزة وقد تفوقها أحيانا”.
أحد الباعة في حي النزهة قال إن “الأسعار تخالف بحسب الجودة، وهي تبدأ من 50 ألف وتصل 200 ألف للجاكيت الواحدة، أما الكنزة تتراوح ما بين 20 – 50 ألف، ويعود ارتفاع الأسعار لعدة أسباب منها أجور النقل وسعر الصرف وارتفاع الإيجارات وغيرها”.
وأجمع كل المواطنين اللذين التقى بهم كليك نيوز، على أن أسعار ثياب البالة خيالية بالنسبة لمتوسط الراتب حتى بعد الزيادات، فالإقبال ضعيف على الشراء ويقتصر على المشاهدة.
وبحسب قول أحد المواطنين في حي النزهة “لم يعد هناك فرق بين الثياب الجديدة والبالة فكلاهما “نار”، إلا أن “الكحل أحسن من العمى”، حيث قد نستطيع شراء قطعة أو اثنتين من البالة لكن ذلك مستحيل في حال أردنا شرائها جديدة.
هذا الواقع، دفع الكثيرين نحو سوق الجمعة والشراء من البسطات في مدينة حمص والبحث عن طلبهم بأسعار أرخص في ظل واقع معيشي صعب للغاية، وقوة مالية متهالكة وسط تدهور قيمة الليرة السورية وعجز عن تحسين الوضع الإقتصادي دون أي بصيص أمل واضح.
عمار إبراهيم – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع