لليوم الخامس على التوالي.. الرئيس الأسد يواصل لقاءاته في جمهورية الصين الشعبية
لليوم الخامس على التوالي.. الرئيس الأسد يواصل لقاءاته في جمهورية الصين الشعبية
يواصل الرئيس بشار الأسد لقاءاته في جمهورية الصين الشعبية، في إطار زيارته المستمرة إلى بكين لليوم الخامس على التوالي.
وفي هذا السياق، التقى الرئيس بشار الأسد الاثنين، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني تشاو لي جي، في العاصمة الصينية بكين.
وخلال اللقاء، اعتبر الرئيس الأسد أن الانتقال من العالم القديم الذي يعتمد على القوة إلى العالم الجديد الذي يعتمد على الأخلاق يجب أن ينطلق من دور الصين التي تنتهج سياسة أخلاقية وتنمية أخلاقية وتقدم مبادرات للعالم أجمع، مشيراً إلى أن المبادرات التي طرحها الرئيس شي جين بينغ تشكل أملاً وأبواباً مفتوحة لعالم جديد.
وقال الرئيس الأسد، أنا سعيد والوفد المرافق أن نكون في الصين بعد حوالي عشرين عاماً، وقد تبوأت الصين مكانة عالمية كبيرة وقامت بقطع خطوات هامة في مجالات مختلفة، في المجال الاقتصادي، في المجال التقني، وطبعاً الدور السياسي الذي تلعبه اليوم، وأريد أن أبدأ بتوجيه الشكر لكم وللشعب الصيني ولمؤسسات الدولة الصينية التي وقفت مع سورية في حربها القاسية التي استمرت حتى اليوم، حوالي ثلاثة عشر عاماً فيها مزيج من الحصار الاقتصادي لتجويع الشعب السوري ودعم الإرهاب وما خلفه من تخريب وغير ذلك.
وأضاف الرئيس الأسد، الصين وقفت معنا سياسياً انطلاقاً من السياسة الصينية المبنية على رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام سياسة الدول، ونبذ الإرهاب، كذلك وقفت معنا في الجانب الاقتصادي والإنساني من خلال مساعدتها للشعب السوري على تخفيف آثار الحصار، لكل ذلك نتوجه لكم بالشكر الكبير على كل ما قامت به الصين.
وتابع الرئيس الأسد، في نفس هذا الإطار، نحن نتطلع لدور الصين الحاضر والمستقبلي، سورية والكثير من دول العالم تتطلع لهذا الدور المحدد بشكل واضح عبر مبادرات ثلاث هي: مبادرة الحضارة العالمية، مبادرة الأمن العالمي الأمن للجميع، ومبادرة التنمية العالمية والتي تعني أن نتبادل الفائدة كشعوب بدلاً من أن نربح على حساب بعضنا البعض.
وأضاف الرئيس الأسد، نعتقد بأن هذه المبادرات التي تلقى دعماً من معظم شعوب العالم ومعظم دول العالم ما عدا قلة قليلة هي قاعدة أساسية للانطلاق باتجاه أي تعاون ثنائي أو جماعي بيننا وبينكم، بين الصين وبقية دول العالم، وبين دول العالم بشكل عام، أتمنى أن تشكل هذه الزيارة قاعدة لمستقبل أكثر استقراراً لسورية، للشرق الأوسط، للعالم بشكل عام.
وقدّم الرئيس الأسد التهنئة للصين على نجاحها في إنجاز الاتفاق السعودي الإيراني، معتبراً أن هذا النجاح هو دليل على أن الصين تشكل اليوم قوة دولية حضارية سياسية وأخلاقية.
وكان الرئيس بشار الأسد، التقى صباح اليوم، رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ في العاصمة الصينية بكين.
وأكد الرئيس الأسد، أن سورية اليوم أكثر تمسكاً بالتوجه شرقاً لأنه الضمانة السياسية والثقافية والاقتصادية بالنسبة لها وهذا مبدأ في السياسة السورية.
وأشار الرئيس الأسد، إلى أن الصداقة والثقة بين سورية والصين مبنية على تاريخ متشابه ومبادئ ثابتة، وهذه المبادئ هي ذاتها التي يمكن أن ننطلق منها باتجاه المستقبل.
واعتبر الرئيس الأسد، أن العلاقة بين البلدين يمكن أن تنطلق بقوة أكثر من خلال المبادرات الثلاث التي طرحها الرئيس شي جين بينغ لتطوير التعاون في المجال الاقتصادي والثقافي وخلق مشاريع استثمارية مشتركة ضمن مبادرة الحزام والطريق.
ولفت إلى أن معظم دول العالم تتطلع لأن تتحول العملة الصينية “اليوان” إلى عملة دولية لاسيما وأن السلاح الغربي ضد دول العالم هو سلاح الدولار.
وقدم الرئيس الأسد الشكر للحكومة الصينية على دعمها سورية في حربها على الإرهـاب، وفي مواجهتها للكارثة التي تسبب بها الزلزال.
هذا ووصل السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد إلى مطار بكين الأحد.
وفي العاصمة بكين، كانت المحطة الأولى للرئيس الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد، لقاء جمعهما بعدد من أفراد الجالية السورية المقيمين في الصين، اللقاء كان مناسبةً للحديث عن الوطن ودور الجالية تجاهه في المرحلة المقبلة، والعلاقة مع الصين وكيف يساهم السوريون في تعزيزها وتقوية مجالاتها، وعن التجربة الصينية الفريدة التي وضعت الصين في مقدمة دول العالم، وكيف نستفيد ونتعلم منها.
اقرأ أيضاً: الرئيس الأسد والسيدة أسماء يحضران افتتاح دورة الألعاب الآسيوية.. ثمانية لاعبين سوريين ينافسون على ميدالياتها
ووصف الرئيس الأسد الجاليات السورية بأنها الجسر الإنساني والاجتماعي والفكري بين سورية وبقية دول العالم، وأكد أهمية دورها في بناء العلاقات التي تجمع سورية مع تلك الدول.
وتحدث الرئيس الأسد والسيدة الأولى في حوارهما مع أفراد الجالية عن التحول الكبير الذي شهدته الصين خلال العقود الأخيرة، منطلقة من القيم والأصالة ومن الهوية الضاربة جذورها في التاريخ، ومعتمدة على العلم والعمل الدائمين، والانضباط في كل تفاصيل الحياة.
إضافة إلى تواضع الصين في علاقتها مع دول العالم، على عكس الغرب الذي لا ينظر للآخرين إلا وفق غاياته ومصالحه بعيداً عن المبادئ والأخلاق، ولذلك فإن أفق العلاقة بين سورية والصين هو أفق مفتوح وواسع لأنه يقوم على المبادئ.
وفي لقائهما مع أفراد الجالية استمع الرئيس الأسد والسيدة أسماء الأسد إلى أفكار وطروحات وآراء جديدة حول التعاون السوري الصيني في المجالات العلمية والبحثية والطبية والتكنولوجية، حملها أفراد الجالية الذين جاؤوا من مدن صينية مختلفة، يمارسون أعمالاً واختصاصات علمية ومهنية متنوعة، منهم أساتذة جامعات، وباحثون، وأطباء ومدرسون وصحفيون وأصحاب فعاليات اقتصادية، وجميعهم حققوا نجاحات، حيث يقيمون في الصين ويتطلعون دائماً لخدمة وفائدة وطنهم سورية.
كما زار السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد أمس الأحد، قرية سياوتشينغ النموذجية في ريف مدينة خانجو الصينية وتجولا فيها وشاهدا تجربتها في التنمية الريفية.
وخلال الزيارة جرى حوار مع عدد من مزارعيها ومُنتجيها حول تجربتهم الناجحة في تطوير الريف بمختلف القطاعات، وكذلك إنشاء التعاونيات وتنظيم عملها وتأمين فرص نجاحها، والتكامل بين أدوات العمل والإنتاج، والتخطيط بين أبناء المجتمع المحلي في التسويق المشترك للمنتجات بما يعطي فرصاً أفضل للبيع والوصول إلى الأسواق بشكل ناجح.
هذا ووصل السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد إلى جمهورية الصين الشعبية يوم الخميس 21 أيلول الجاري في زيارة رسمية تلبية لدعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع