“منها عدم تعيين مهندس بديل للمتوفى”.. تعثر تركيب الـ GPS في درعا والمواطنون يدفعون الثمن
لا يزال تركيب أجهزة تتبع حركة الآليات GPS، متعثراً في محافظة درعا بالرغم من مضي شهرين على المدة المحدّدة لتركيب الأجهزة، وذلك لعدة أسباب أهمها عدم تفعيل مديرية الهندسة المرورية في المحافظة.
وعدم تعيين مهندس بديل عن السابق الذي توفي أثناء أزمة كورونا منذ ما يقارب العامين، وأسباب خاصة متعلقة بالشركة، وفق ما يتم تداوله بين الدوائر المعنية.
في حين تخيّم مشاهد الازدحام على السيناريو اليومي المعتاد لـ “طوابير” طويلة في مراكز الانطلاق كل يوم مع نهاية الدوام، وعلى جوانب الطرقات في القرى بانتظار قدوم السرافيس لتقلهم إلى بلداتهم، الأمر الذي يجعل الركاب بنهاية المطاف رهن تحكم سيارات الأجرة التي تطلب أجوراً فلكية لا قدرة للطلاب أو الموظفين وغيرهم على احتمالها.
حيث أن وسائل النقل غالباً ما تعمل لسفرة واحدة أو سفرتين على معظم الخطوط، تأتي من مختلف أرجاء الريف إلى مدينة درعا، وبعد ملء خزانات الوقود بمادة المازوت المخصصة تغادر المدينة ولا تعود مرة أخرى، وفق ما نقله عشرات المواطنين لـ كليك نيوز.
اقرأ أيضاً: منذ 10 أيام.. سرافيس لم تحصل على مخصصاتها من المازوت في الغاب؟
“أزمة كبيرة نعانيها في حي الضاحية” بهذه العبارة تلخص “جيانا أكراد” طالبة جامعية واقع حالها وحال معظم المواطنين بالحي الذين يأملون أن يتم تركيب جهاز التتبّع GPS لضبط التزام السرافيس على خطوط الحي، إذ قالت لـ كليك نيوز، تمر الساعات ونحن ننتظر سرفيساً يقلّنا إلى مدينة درعا، تعبنا من المشي والأجور المرتفعة لسيارات التاكسي، مع غياب الضمير لأصحاب السرافيس المتعاقدين مع المنظمات والمدارس الخاصة لنقل طلاب الأندية الصيفية، يستلمون الوقود المخصص لنقل المواطنين، ويستخدمونه لأعمالهم الخاصة، اليوم حان وقت متابعتهم بهذه الأجهزة.
من جهته، قال “نواف سمارة” موظف يقطن في مدينة ازرع، منذ أشهر ونحن نسمع عن تركيب جهاز GPS لضبط السرافيس، لكن لهذا الوقت لم يتم تركيب أي جهاز، نعاني بشكل يومي من الازدحام بسبب قلة السرافيس العاملة على الخطوط، وخاصة خط سير درعا- ازرع، يجب على الجهات المختصة متابعة وتركيب هذه الأجهزة سريعاً لحل مشكلة غياب أصحاب السرافيس عن الخطوط.
من جهته، عضو المكتب التنفيذي المختص في محافظة درعا، “كمال العبد الله”، قال لـ كليك نيوز بعد اطلاعه على شكاوى المواطنين أنه، يقوم حالياً فرع المحروقات بدرعا بمتابعة موضوع تركيب جهاز التتبع GPS، والذي هو من صلب عمل فرع هندسة المرور، لكن هذا الفرع غير مفعل في المحافظة منذ سنوات.
وأوضح أنه “تم التوجيه لجميع الآليات السرافيس والميكروباصات العاملة في المحافظة بدفع قيمة جهاز التتبع في المصرف المختص، وإحضار إشعار بذلك ضمن مدة أقصاها ثلاثة أشهر”.
وأضاف “العبد الله”، وبعد أن انتهت المدة المخصصة للتركيب تم رفع قوائم بجميع الآليات التي سددت ما يترتب عليها إلى مديرية التقانة ونظم المعلومات بدمشق، لكونها الجهة المختصة بهذا الموضوع، التي قامت بدورها برفع هذه القوائم إلى الشركة التي سوف تقوم بتركيب هذه الأجهزة شركة “سورف كور”، وحالياً خاطبت الشركة مديرية المحروقات بدرعا لتسمية مندوبين من أجل التنسيق مع الشركة لمتابعة العمل.
وبيّن “العبد الله” أنه سيتمّ إلزام كافة المركبات المسجلة بتركيب أجهزة التتبع والبالغ عددها 93780 مركبة، والبداية ستكون من المركبات العاملة على المازوت التي تم توطينها، ويصل عددها إلى نحو 42630، ويشمل تركيب الجهاز كل وسيلة نقل تحصل على المحروقات بالسعر المدعوم.
ولفت “العبد الله” إلى أنه سيتمّ اتخاذ الإجراءات اللازمة، إضافة إلى الملاحقة القانونية بحق الآليات التي لم تلتزم بدفع قيمة الجهاز خلال الفترة المحدّدة.
وأكد “العبد الله” أنه بعد الانتهاء من عمليات تركيب الأجهزة لجميع السرافيس العاملة في المحافظة، سيتم إنشاء غرفة عمليات تختص بمراقبة وتتّبع المركبات عبر جهاز GPS، حيث يتم رصد الإحداثيات الأرضية المختلفة لسير المركبة وتحديد موقعها أينما كانت، والتعرف على المركبة وخوادم أنظمة التتبع بشكل مستمر ويتم تعقبها وكيفية القيادة.
وأضاف، في حال مخالفة أي مركبة يتم إيقاف بطاقة الوقود العائدة لها، وعليه نقوم بتوقيف السائق وتقديمه للقضاء، مع حجز المركبة لمدة أسبوع ودفع غرامة مقدارها 35 ألف ليرة.
وتابع، سيكون واقع النقل جيداً بعد تركيب أجهزة GPS، حيث سيتم ضبط عمل السرافيس والتزامها بخطوطها وعدم التلاعب بمخصصات المازوت.
وبيّن أن ثمن الأجهزة الخاصة بالتتبع جاهزة، وثمن الجهاز 350 ألف ليرة يدفعها صاحب السرفيس، وهو مرتبط مع بطاقة الوقود الخاصة بصاحب السرفيس، فإن لم يعمل بعد تعبئة مخصصاته لا يمكنه تعبئتها في اليوم التالي، وهذا الأمر يضبط عملية سرقة مخصصات مادة المازوت.
وتأتي أهمية تركيب جهاز التتبع GPS من أجل ضبط آلية عمل وسائل النقل وتأمين الركاب، وما ينتج عنه بالتالي من تنظيم توزيع مادة المازوت بالشكل الصحيح، وعدم إساءة التصرف بها لغير الغرض المخصصة له، بحسب “العبد الله”.
هيثم علي – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع