خدميمجتمعمحلي

“اللي مالو قديم مالو جديد”.. “بابور الكاز” إرث قديم يأبى الرحيل من اللاذقية

“اللي مالو قديم مالو جديد”.. “بابور الكاز” إرث قديم يأبى الرحيل من اللاذقية

 

عندما تمشي في شوارع مدينة اللاذقية القديمة وزواريبها باحثاً عما تبقى من المهن التراثية التي كانت موجودة فيها في غابر الزمان، تشاهد في نهاية سوق الداية بحسب التسمية القديمة محلاً متواضعاً أكل عليه الزمن وشرب، يجلس فيه السنكري “أحمد فواد قويقة” مع ابنه، وهو يمسك بابور الكاز، يقلبه بيدين مليئتين بالتجاعيد والتي توحي لك بالخبرة التي اكتسبتهما طيلة 60 عاماً مع العمل مع البوابير.

يقول العم “أحمد” وهو الوحيد الذي بقي في اللاذقية، متمسكاً بهذه المهنة لـ كليك نيوز، إن مهنة البوابيري أو السنكري مهنة قديمة جداً، حيث كان اعتماد الناس على بوابير الكاز في منازلهم، لكن تراجعت هذه المهنة بشكل كبير بسبب حلول الغاز والأدوات الحديثة محلها، إلا أنها اليوم عادت لتنشط من جديد بسبب قلة مادة الغاز، بالإضافة لنشاط تجارة الشرقيات والنحاس مجدداً في اللاذقية، حيث أعادت للمهنة ولو بشكل بسيط ألقها من جديد.

وبحسب “أحمد” فإنّ محل “السنكري” كان قديماً بمثابة مركز “الصيانة” الدائم، للعديد من الأدوات والمقتنيات ذات الاستخدام المنزلي، أدواته، مطرقة، مقص معدني، سندان، كماشة وقصدير.

ويضيف “أحمد” ورثت هذه المهنة عن والدي وجدي، والآن ولدي يعمل بها معي، وكما نقوم أيضاً بتصنيع مرشات المساكب للزرع ونعمل بتصليح الأراكيل.

اقرأ أيضاً: “المازوت” يحرم صيادي السمك في اللاذقية عملهم.. قسم منهم يطبق عليه نظام المنافذ الحدودية بدفع مبلغ 100 دولار

ويتابع “أحمد” يتكون البابور من طرنبة ضغط وبلف ورأس، وكان في السابق هناك رأس يسمى رأس أخرس مخصص للكاز، والآن ونتيجة انقطاع الكاز أصبح الناس يستخدمون المازوت بدلاً من الكاز، ونقوم بإصلاح البابور باستخدام النكاشة في حال كان هناك وسخ في رأس البابور بالإضافة للقصدير.

ويبين “أحمد” أن هناك صعوبة في تأمين المواد الأولية لهذه المهنة، مثل القصدير ومكاوي النحاس وغيرها بسبب غلاء ثمنها، وتتراوح أجرة إصلاح البابور من 1000 و25000 ألف.

خاتماً حديثه نحن مستمرون طالما نستطيع تأمين المواد له، ولأنها جزء من ذاكرتي منذ الطفولة، كما أنها تبقى في النهاية صنعة وحرفة.

تجدر الإشارة إلى أن مهنة البوابيري أو السنكري كانت من المهن المنتشرة في سورية سابقاً، ومن المهن التقليدية القديمة ولا يقتصر وجودها على مدينة معينة، حيث يلجأ إلى استخدام البابور الكثيرون في حال انقطاع الغاز في المنزل.

زياد سعيد – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى