بعد رفضه دخولها من دمشق.. “الجولاني” يستجدي الغرب لتقديم المساعدات لمتضرري الزلزال
دعا “أبو محمد الجولاني” زعيم “هيئة تحرير الشام- جبهة النصرة سابقا”، التي تسيطر على إدلب وريفها شمال غربي سورية، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات عاجلة للمتضررين من الزلزال الذي ضرب شمال سورية.
وقال “الجولاني” لصحيفة “الغارديان” البريطانية، ومحطة “فوكس نيوز” الأميركية: “منذ اللحظات الأولى لوقوع الزلزال أرسلنا رسائل للأمم المتحدة نطلب من خلالها المساعدة، لكن لسوء الحظ، لم يصل أي دعم لفرق الإنقاذ أو البحث، فضلاً عن عدم إرسال مساعدات طارئة لمكافحة هذه الأزمة”.
ووجه “الجولاني” انتقادات إلى الأمم المتحدة والدول الغربية، مشيراً إلى أنه “بعث برسائل إلى المنظّمة الدولية حول ضرورة تمرير مساعدات إلى مناطق سيطرته بعشرة ملايين دولار”.
واعتبر أن “كمية مساعدات الأمم المتحدة التي دخلت عبر معبر باب الهوى الذي يصل الشمال السوري بتركيا لم تكن كافية”، مشيراً إلى أن “حكومة الإنقاذ” التابعة لـ “تحرير الشام”، تواصلت مع جهات دولية من أجل طلب المساعدة، لإعمار المناطق المتضررة.
وقال “الجولاني”: “إن الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى تدمير مساحات واسعة من جنوب تركيا وشمال سورية، قد يقلب خطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”، مؤكداً أن “تاريخ هذه المنطقة بعد الزلزال، سيكون مختلفاً تماماً عما قبله”.
وأصر “الجولاني” خلال اللقاء، على “رفض إدخال أيّ مساعدات عبر الخطوط من دمشق، داعياً إلى الاستعاضة عنها بالمساعدات العابرة للحدود من تركيا”.
ونقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادر مطلعة، بأن مطالبات وطروح زعيم “هيئة تحرير الشام”، تتناغم بشكل مباشر مع الطرح الأميركي الذي تتمسّك به واشنطن منذ لحظة وقوع الزلزال، مضيفة: “لا يبدو إفساح وسائل إعلام أميركية وبريطانية مساحة لـ “الجولاني” أمراً مستغرَباً، في ظلّ الميل الواضح لدى واشنطن إلى التعاون مع الجماعة “الجهادية” التي تُعتبر القوّة الأكبر بين الفصائل في الشمال الغربي من سورية”.
خصوصاً بعدما “وسّعت “هيئة تحرير الشام” دائرة سيطرتها خلال الشهور الماضية لتقضم مناطق من ريف حلب وتضمّها إلى إدلب التي تسيطر عليها، ضمن خطّة تهدف في النهاية إلى التهام الشمال السوري كاملاً”.
وأضافت الصحيفة: “بينما كان الركام يحاصر مئات السوريين العالقين تحت الأنقاض في إدلب، كثّف “الجولاني” ظهوره الإعلامي عبر وسائل الإعلام التي يملكها، ومنصّات التواصل الاجتماعي، في مسعًى منه لترسيخ صورته “قائداً”، على رغم الانتقادات الواسعة التي تعرّض لها بعد رفْضه إدخال مساعدات عاجلة من دمشق، وتعثُّر إدخال المعونات من تركيا.”
وتابعت القول: “قد يَفتح استثمار “الجولاني” غير المستغرَب في الكارثة، وسلوك واشنطن ولندن الساعيتَين بدأب إلى التضييق على دمشق، الباب أمام مرحلة جديدة عنوانها تصدير “رجل القاعدة” السابق على أنه “معارض ورجُل دولة”، وبديل أقوى على الأرض من “الائتلاف” المعارض المهلهَل.”
وقالت الصحيفة: “يتناسق الظهور الجديد لزعيم أحد أبرز التنظيمات “الجهادية” التي نفّذت عمليات انتحارية، وأودت بحياة آلاف السوريين، مع السلوك الذي كان بدأ انتهاجه قبل بضعة أعوام، والقائم على محاولة “تبييض” صفحته بعد إعلان انفصال جماعته عن تنظيم “القاعدة” عام 2016، في وقت ينشط في صفوفه مئات “الجهاديين” الأجانب من جنسيات مختلفة”.
يذكر أن “هيئة تحرير الشام”، كانت منعت إدخال 14 قافلة من المساعدات الإنسانية والإغاثية كانت دمشق جهّزتها لتمريرها عبر معبر سراقب للمتضررين من الزلزال في الشمال الغربي من سورية، وهددت باستهدافها في حال دخولها.
وكانت متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، صرح بأن إن مساعدات الإغاثة من الزلزال من المناطق التي تسيطر عليها دمشق إلى الأراضي التي تسيطر عليها “المعارضة” يتعثر بسبب مشاكل في الحصول على موافقة “هيئة تحرير الشام”.
اقرأ أيضاً: دمشق تفتح معبرين لإيصال المساعدات لمتضرري الزلزال في الأراضي الخارجة عن سيطرتها