صحيفة رسمية: في ظل الأزمة الاقتصادية القائمة.. ملايين الليرات تصُرف على “حكي بلا طعمة”
لا يكاد يمرّ يوم إلاّ وتتوالى الأخبار عن مؤتمر من هنا وآخر من هناك، بكل ما يخطر في بالك، من مجالات الصحة والإعلام والاقتصاد، حتى المعمول بالتمر لم يسلم من عقد ورشة له!
صحيفة “تشرين” المحلية، تحدّثت عن تلك المؤتمرات ومخرجاتها، حيث تساءلت في مقال لها، لمن تُنفق الأموال وأين؟ وقالت “إن تكاليف بعض حفلات التكريم والمؤتمرات والمعارض تفضح مخرجاتها على أرض الواقع.”
وفي الوقت الذي تمر فيه البلاد بظروف اقتصادية حالكة، قالت الصحيفة، بين تكلفة عالية وأرقام باهظة تبقى حفلات التكريم والمؤتمرات والمعارض مؤشراً على تعافٍ اقتصادي وعلى استقرار ورخاء، وعلى زمن بحبوحة لسنا نعيش تفاصيله على المستوى المحلي.
وأشارت إلى أنه لا توجد أرقام صريحة لتكلفة بعض المؤتمرات التي تتطلب إقامة للقادمين والمشاركين من المحافظات المختلفة في الفنادق وتأمين وسائل النقل، حيث يبقى موضوع الأرقام والإحصاءات مبهماً تماماً بالنسبة للإنفاق في هذه الحالات، مع عدم إمكانية الحصول على رقم واضح للتكلفة، وإن كان تقريبياً، وصعوبة التوصل إلى رقم محدد ليست بجديدة، وهذا يعود إلى ما قبل الحرب الإرهابية فكيف الآن؟!
ونقلت الصحيفة عن مصادر “غير رسمية” حسب قولها، تأكيدها أن فاتورة مرتفعة يتم دفعها لإقامة بعض المؤتمرات وحفلات التكريم والمعارض التي تطولها الانتقادات لكون بعض التسريبات تتحدث عن أرقام كبيرة لا تتناسب مع مخرجات بعض المؤتمرات ونتائجها اللاحقة على أرض الواقع، وكذلك أيضاً لا تتناسب مع الجدوى الاقتصادية والوطنية منها، وحسب بعض المنتقدين فإن ملايين الليرات صُرفت فقط على “حكي بلا طعمة”.
ولفتت الصحيفة، إلى أنه ورغم أهمية انعقاد هذه الفعاليات وضرورة وجودها، لكن مظاهر الترف أو التكلفة العالية ليست محط ترحيب وسط الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالأوضاع المحلية.
ورأى الباحث الاقتصادي الدكتور “معن ديوب”، أن تقليص النفقات يكون بعدم الإنفاق إلّا بالحد الأدنى وبالمسائل التي تستوجب الإنفاق وبشدة، والقيام ببعض الفعاليات والمؤتمرات والأنشطة التي تكون غاية في الأهمية، إضافة إلى استعمال الإمكانات الذاتية الموجودة والاستعانة ببعض الفعاليات الاقتصادية للقيام ببعض الأنشطة من غير أن يكون هناك إنفاق من المال العام.
وأوضح “ديوب” أن المسألة تحتاج إدارة جيدة، والبحث عن مصادر التمويل خارج إنفاق المال العام، كالاستعانة بالفعاليات الاقتصادية، مثل المصارف وبعض الشخصيات الاقتصادية في المجتمع، الذين قد يموِّلون بعض الأنشطة بما ينسجم مع الحالة الوطنية والأهداف العامة، إلى جانب الاعتماد على القدرات الذاتية في كل الأوقات، كالاعتماد على الفعاليات برعاية المؤتمرات من الفعاليات الاقتصادية الخاصة ذات الطابع الوطني، التي من الممكن أن تسهم في عمليات التمويل كالبنوك الخاصة.
وأكد “ديوب” أن الوقت الحالي ليس للاحتفال وإقامة الولائم وجلسات الضيافة، بل أن تكون المظاهر الاحتفالية بحدودها الدنيا، مبيناً أهمية استخدام الأساليب الاقتصادية في تنظيم المؤتمرات، بمعنى؛ ألّا نلغيها، بل نسهم فيها لأنها أحياناً تتمخض عن نتائج وانتخابات غاية في الأهمية.
اقرأ أيضاً: ماذا لو تحول الدعم إلى بدل نقدي؟.. خبير اقتصادي يجيب