تراجع عملهم بسبب الكهرباء.. أصحاب محال “الديجيتال” أكثر المتضررين رغم المونديال
لا يمكن حصر المتضررين من سوء واقع التغذية الكهربائية في البلاد على فئة واحدة أو اثنتين، بل أصاب القطع الطويل بعض المهن بمقتلٍ نتيجة اعتمادها الكلي على الكهرباء.
الحديث هنا يدور عن أصحاب محال الديجيتال والتلفزيونات بشكل عام، وتراجع عملهم بشكل كبير، حيث يكاد يكون معدوماً في فترات معينة.
“مين عم يشوف تلفزيون” بهذا السؤال البديهي أوصل جعفر (صاحب محل تجاري بحمص) فكرته والتي يعلم صحتها معظم سكان سورية، حيث باتت التلفزيونات أشبه (بالنملية) التراثية المخصصة لحفظ المواد الغذائية.
ومع عدم زيادة ساعات التغذية الكهربائية، يرزح أصحاب هذه المهنة تحت عبء شراء اللوازم بأسعار ترتفع كل يوم، دون وجود ما يعوض ذلك كون الطلب على الصحون تراجع بشكل كبير.
ورغم بدء كأس العالم في قطر، لم تنتعش هذه المهنة بالشكل المتوقع مع تراجع ساعات التغذية الكهربائية إلى ساعة واحدة مقابل 5 قطع، قد تزيد عن ذلك بعض الأحيان تحت ذريعة التوريدات القادمة للمحافظة، وقد تتخللها مرات قطع عديدة نتيجة “الترددية”.
في حديثه مع “كليك نيوز” يقول جعفر، شهدنا انتعاشاً جيداً منذ نحو شهر بسبب كثرة الطلب على توليف الصحون اللاقطة باتجاه الأقمار الناقلة لكأس العالم.
وأضاف” إلا أن الحركة ضعيفة بشكل عام بسبب الكهرباء، التي لم تتحسن منذ عام كامل عن الواقع الموجود حالياً، على عكس المونديال السابق مع التقنين المقبول آنذاك بواقع 3 وصل و3 قطع”.
وعن أسعار لوازم المهنة أوضح أنها “في غلاء مستمر لا يعرف التوقف مع حجة التجار أنها مستوردة بالدولار ويتذبذب سعرها مع كل ارتفاع في سعر الصرف وهو ما ينعكس على المشتريات”.
وفيما يخص بالتسعيرات بين جعفر أنها “مناسبة لكن الجميع يشعر أنها مرتفعة السعر لأن كل ما يحيط بنا بات كذلك، إلا أنهم لا يعلمون تكلفتها الحقيقة التي ندفعها للتجار بحيث لا يتجاوز الربح أكثر من 1500 ليرة”.
الأمر نفسه اتفق عليه معظم المحال التجارية التي رصدتها “كليك نيوز”، ولم يكن فرق التسعير كبيرا ً بينها لأن الموردين الأساسيين في المحافظة معروفون، حيث أنه من النادر أن يملأ أحد الباعة محله عبر تجار من خارج حمص، كون ذلك سيضيف عليهم أعباء النقل وأجورها، بحسب سامر، وهو صاحب محل في حي كرم الشامي.
ليكون بذلك أصحاب هذه المهنة، إضافة لغيرهم ممن عانوا وما يزالون من واقع الكهرباء السيء في المحافظة، وفي البلاد بشكل عام، مع أملهم بإيجاد حل قريب حتى لا يقفلوا أبواب محال مهنتهم التي يعيشون منها.
عمار إبراهيم – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: “صرنا نشتريه بالقطارة”.. ارتفاع سعر كيلو الغاز إلى 18 ألف في حمص