بملامح غير متوقعة.. عمليات التجميل تجربة طوعية أم مغامرة؟
جمالك سيدتي، هو سعي دائم قلما نجد من يتغاضى عنه، لا بل سحر يؤثر فيمن اعتاد الجمال في تجربة التغيير لكن للأفضل، حالة من الانعكاس النفسي تجعل الأنثى وسط ارتياح عميق لما تقدم عليه، فيما تبقى النتائج رهن التأثيرات العامة في تقبل أو رفض هذا الفعل.
وكثيراً ما يقال بأن الجمال بعين الرائي، إلا أن عصرنا الذي اقترن بعصر التحول الرقمي والتكنولوجي حول مقاييس هذا الجمال إلى عالمية في جزء كبير منها، فيما تبقى الخصوصية في كل منطقة تابعة لما هو متوارث بين قاطنيها من ملامح تدل عليهم، وتشير بقوة لمكامن التميز بين مكان وآخر.
وقد تتميز بعض ملامح الجمال الشرقية وتختلف عن الجمال في الغرب والتي أخذت حيزاً كبيراً من رؤيتنا لأنفسنا اليوم، ليبقى الجميع يدور في فلك البحث أكثر عن الوسامة والاحتفاظ برونق الشباب الذي يعد رمزاً للحيوية والنضارة الخالصة.
واليوم باتت عمليات التجميل أسلوباً متوارثاً للكثير، بل يسعى البعض لامتهانها كوسيلة لتتبع أحدث اتجاهات الناس حول شخص معين، لتغدو النساء على وجه الخصوص حبيسة قوالب موحدة، بملامح مشتركة واتجاه تجميلي واحد، فالقدوة باتت هنا واحدة، كما هي البوصلة لتحديد ذائقة الجمهور أيضاً، لا سيما في الفن، الذي حمل نجومه الكثير من احتمالات الفشل لقاء تجربة التغيير في ملامح بعض الفنانات، والتي حالت دون تقبلهم في أوساط الدراما الشامية.
ولأن ما يمكن الحصول عليه إثر هذه المغامرة الجراحية، سيؤثر حتماً بالمتلقي، فلابد من أخذ الحيطة فيما لو فكرت جيداً سيدتي في خوض هذا السباق التجميلي، والعمل على مبدأ الحصول على ثقتك أولاً، وذلك حسب وصية أحد جراحي العمليات التجميلية، فليس هنالك أسوأ من الوصول لدرجة فقدان الذات لإرضاء الغير.
كما للوقوف أمام توقعات واقعية بشأن ما يمكن تحقيقه وتفهم المخاطر الطبية لهذا الفعل، والآثار الجسدية التي تصاحب مرحلة التعافي، وانعكاس كل ذلك على الجانب الشخصي والمهني وتغييرات نمط الحياة التي ترافق مرحلة الشفاء، عدا عن النفقات اللازمة والشروط المترافقة مع إجراء أي عمل جراحي، والكثير من الارشادات الكفيلة بجعل هذه الخطوة محط اهتمام الطب نفسه، تلزمك أولاً التفكير ملياً قبل الاقدام على مثل هذه الأفكار.
واليوم أمام كل ما تمت دراسته من حجم الانفاق الشهري للسوريين على عمليات التجميل والذي قدر بالمليارات، لا تزال مشكلة تأمين مستلزمات هذا العمل تؤرق الأطباء حسب رواية الطبيب طلال يازجي، نظراً لاعتماد استيراد هذه المواد بكلف عالية، لكون فكرة التجميل لم تعد رفاهية فقط، فهي بالإضافة لدورها بترميم التشوهات الخلقية وتشوهات الحوادث، تعطي الكثير من السيدات اهتماماً كبيراً لهذه الاجراءات لدورها الكبير بتحقيق السلام النفسي والاتزان والقدرة على خلق نوعاً من الراحة الداخلية في مجال الصحة الخاصة بها.
إلا أن لتعدي هذا السلوك نطاق المرأة وانتقاله لمرحلة التقليد لدى فئة الرجال، نوعاً من الجنوح الذي خلق الكثير من البلبلة في الأوساط الاجتماعية، نظراً لخروج الأمور من نطاق المألوف لمرحلة الشذوذ عن الطبيعة البشرية، والتي لاقت الكثير من الرفض لا بل الاستهجان أيضاً، فيما فسره اختصاصيو علم النفس بصفته سلوكاً مرضياً يسعى من خلاله الفرد لتقمص شخصية عكس الطبيعة، ليبقى التساؤل اليوم حول توصيف حالة الشبان الأصحاء ممن لاقوا في هذا الخيار نوعاً من مواكبة الموضة، والخروج عن المألوف، الذي بات سمة عصرنا اليوم.
بارعة جمعة – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: النوم الجيد يدعم مناعة الجسم