مع قلة مازوت التدفئة.. جمع النايلون والبلاستيك مهنة قسرية للبعض في حمص
توجهت الكثير من الأسر الفقيرة في حمص، كما في بعض المحافظات، وبسبب قلة كمية مازوت التدفئة، للاستعاضة عنها بجمع المخلفات الصناعية القابلة للاشتعال كالبلاستيك والنايلون والكرتون.
الأطفال هم الضحية الأكبر
ولعل الضحية الأكبر في انتشار هذه الظاهرة، هم الأطفال المفترض وجودهم في المدارس، لا انتشارهم في الشوارع لجمع ما تيسر من تلك المواد، طمعاً ببعض الدفء في الشتاء مع قلة المازوت وغلاء الحطب.
التقت “كليك نيوز” ببعض الأطفال، ممن رفضوا الإفصاح عن أسمائهم، ظناً منهم أننا نريد حبسهم لارتكابهم مخالفة قانونية، وقال أحدهم خلال وجوده على أطراف حي دير بعلبة “تركت المدرسة منذ عامين أنا وجميع إخوتي، بعد أن أجبرنا الفقر على ذلك”.
وأضاف أحد الرجال، وهو على متن دراجة هوائية خصص لها صندوقاً لجمع البلاستيك، “من يشعر بالسعادة وهو يجمع هذه المواد من القمامة؟ لكن ما المفر من شتاء قاس جداً في حمص، ولا يمكن الاعتماد على المازوت الموزع بالقطارة مع 50 لتراً فقط”.
وتابع “حولت مدفأة المازوت إلى أخرى مخصصة لحرق هذه المواد مع معرفتي بالضرر الذي ينبعث مع دخانها، لكن السعال أهون على أطفالي من البرد”.
سم قاتل
من ناحية طبية، ولمعرفة ضرر هذه المواد، قال الدكتور “بشار حسن” لـ “كليك نيوز” أنها “سم قاتل يضر بالجميع، حيث أن الدخان والأبخرة الناتجة من حرقها، تسبب مشاكل على الجهاز التنفسي، لاسيما عند الاطفال”.
وأضاف “يؤدي دخول الجزيئات البلاستيكية إلى مجرى التنفس لاحقاً إلى خلل في العملية الحيوية للرئة ودخول الأوكسجين بالشكل الكافي”.
الأسباب التي فرضت نفسها
لا يمكن القول أن السبب الوحيد بانتشار هذه الظاهرة هو نقص مازوت التدفئة، ولا ارتفاع سعر طن الحطب البالغ ما يقارب مليون ليرة سورية، ولا الغاز غير الكاف اصلا للطبخ.
حيث أن تراجع ساعات التغذية الكهربائية، باعتبارها مصدر تدفئة بديل، تسبب أيضاً بحرمان السكان الاستفادة منها بالتدفئة والطبخ، بمعدل ساعة وصل و5 قطع، في حال عدم قطعها مرات عدة خلال الوصل.
الأمر الذي دفع بعض العائلات لاستخدام وسائل أكثر بدائية، مثل ما يسمى” قرفوش الجلة” وهو حل تراثي قديم، يصنع عبر جمع روث البقر أو أي حيوانات أخرى ويضاف إليها التبن ليتم بعدها صنع المادة بشكل دائري أو مستطيل واستخدامه للطهي والسلق والتدفئة”.
الجدير بالذكر أن لا حلول تلوح في الأفق للأزمات والنقص الحاصل بالمحروقات في البلاد، مع غلاء الحلول البديلة لكل مادة منها، ما يرهق جيب المواطن مع دخل شهري لا يكفي عدة أيام، وفلتان في الأسعار على مرأى المعنيين دون أي تحرك فاعل لضبطه.
عمار إبراهيم – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: توزيع مازوت التدفئة لـ 55 ألف أسرة في ريف دمشق ودعم الصناعيين بمليوني لتر مازوت