74 حتى الآن.. حلب تتصدر المرتبة الأولى بعدد حالات الانتـ.ـحار للسنة الخامسة على التوالي
تعد أيام قليلة تلك التي تمضي وإلا ونسمع فيها خبراً عن وقوع حادثة انتحار هنا أو هناك، ومن مختلف الفئات العمريّة، وقد يكون لضغوطات الحياة النفسيّة والماديّة، وأيضاً الاجتماعية دوراً أساسياً في حدوث الانتحار.
الذكور أكثر انتحاراً من الإناث
مدير عام الهيئة العامة للطبابة الشرعية في سورية الدكتور “زاهر حجو” كشف في تصريح خاص لـ كليك نيوز، أنّ إجمالي عدد حالات الانتحار منذ بداية العام وحتى تاريخ 11 الجاري بلغت 74 حالة انتحار، منها 47 ذكور، و27 إناث.
بينما بلغت حالات الانتحار للقُصّر 17 حالة منها 10 ذكور، و7 إناث، لافتاً إلى أن أكثر طرق الانتحار شيوعاً هي الانتحار عن طريق الشنق بعدد حالات وصلت إلى 36 حالة، بينما 14 بطلق ناري، إضافة إلى 11 حالة انتحار عن طريق السقوط، و8 حالات تسمم
حلب أولاً
وبيّن “حجو” أن محافظة حلب تصدّرت المرتبة الأولى للسنة الخامسة على التوالي بعدد حالات الانتحار، حيث بلغت هذا العام 12 حالة، كما ارتفعت في اللاذقية لتصل أيضاً إلى 12حالة، بينما وقعت 8 حالات انتحار في طرطوس، وحالتين في حمص، إضافة إلى 11 حالة في السويداء وفي درعا 4 حالات، أما القنيطرة حالة انتحار واحدة فقط.
وتفادياً لتزايد وقوع حالات أكثر من ذلك أنشأت وزارة الصحة خط ساخن لاستقبال اتصالات أشخاص يعانون من مشاكل نفسيّة بغية مساعدتهم على تجاوزها بأقل الخسائر، وهذا الأمر يتم بسريّة تامة حفاظاً على خصوصيّة الشخص حسب ما قاله المعنيين بهذا الشأن.
اقرأ أيضاً: عرس يتحول إلى جنازة.. وفاة شخصين وإصابة العشرات جراء خلاف في أحد الأعراس بريف حمص
بدورها الباحثة الاجتماعيّة “أسمهان زهيرة”، أشارت إلى أنّ الانتحار هو نتيجة غير طبيعية للكرب، وأنه يمكن الوقاية من حالات الانتحار، والسؤال عنها لا يحرّض على ارتكابها، بل يمنح الشخص بأن من يسأله يتفهم حالته مما يخفف إحساسه باليأس حيث أن أغلب حالات الانتحار تسبقها علامات أو إشارات كثيرة لفظيّة أو سلوكيّة (كأن يقول إنه يريد قتل نفسه أو يقوم بتشطيب اليدين أو البطن) إلا أن هناك بالطبع بعض الحالات التي تحدث دون سابق انذار.
عوامل نفسيّة
وأوضحت “زهيرة” أن هناك عوامل نفسية تهيئ الشخص لارتكاب الانتحار أهمها، تعرّض الأشخاص لمشاكل نفسية كالاكتئاب، والاضطرابات الناجمة عن تعاطي الكحول، ومآسي الحروب أو العنف وسوء المعاملة، وكذلك من يعاني انهيار القدرة للتعاطي مع الضغوط النفسية (خسارة الأحبة – الممتلكات – الفشل الدراسي أو الرسوب – انهيار علاقة عاطفية – أمراض مزمنة – اليأس – القلق المزمن – فقدان المتعة في الحياة) منوهة أنه بالمقابل ليس كل من ينتحر يكون لديه اضطراب نفسي.
علامات تحذيرية
وأشارت “زهيرة” إلى أن العلامات التحذيرية للشخص الذي يفكر جديّاً بالانتحار هي الانسحاب من النشاطات الاجتماعية والعزلة عن الأصدقاء والعائلة، السلوك المتهور، الحديث عن أوجاع وآلام لا تحتمل، التحدث بعبارات مثل / أنا سأقتل نفسي – أتمنى أن أموت/ الحصول على الوسائل التي تساعد في التخلص من الحياة (مسدس – مواد سامة)
إضافة إلى فقدان الأمل تجاه أي موقف وتناول الكحول أو المخدرات بكثرة، تغيير الروتين الطبيعي كأنماط الطعام زيادة أو نقصان، النوم زيادة أو نقصان، حدوث تغيير بالشخصية أو الشعور بالقلق.
إجراءات يمكن أن تنقذ حياته
وتحدثت “زهيرة” عن جملة من الإرشادات والإجراءات من شأنها أن تنقذ حياة من يفكر بالانتحار، مثل تشجيع الشخص على طلب المساعدة التخصصية، وتحديد السبب الذي يمكن أن يؤدي للانتحار أو التفكير به وعلاجه باكراً كالاكتئاب واضطراب الشدّة الحاد، توفير مكان هادئ مع تحديد الوقت المناسب للحديث إلى الشخص الذي يبدي خطراً وشيكاً للانتحار.
مشددة على عدم ترك الشخص وحيداً أبداً، وأن يبتعد عن كل ما قد يكون وسيلة لإيذاء الذات، لافتة أن كل ذلك يتطلب تضافر الجهود للوقاية من الانتحار من خلال التنسيق والتعاون بين قطاعات المجتمع كافة كالقطاع الصحي والتعليم والعدل والشؤون الاجتماعية والعمل وكذلك الإعلام.
طريقة تعامل مختلفة
وذكرت أن طريقة تعامل الأفراد مع ظاهرة الانتحار تختلف، لكنها تعتبر أحد الظواهر السلبية في المجتمع حيث تجعل ثقة المجتمع مهزوزة بالفرد بعد أن أصبح مثالاً سلبيا لأناس آخرين يسلكون الطريق نفسه، ويكون التأثير النفسي على الأشخاص المقربين منهم، كلما كانوا أكثر قرباً من الذين أقدموا أو حاولوا الانتحار بصرف النظر على الروابط العائلية.
كما ترافق الوصمة الفرد نفسه ولأسرته وتؤثر على جميع جوانب حياته الاجتماعية (الزواج – العمل) سواء حاول أو أقدم على الانتحار وتسبب خسائر عاطفية بسبب الانهماك في الأفكار الانتحارية، وقد يكون هناك إصابات خطرة (تلف دماغ) بسبب محاولات الانتحار إضافة إلى الحزن والغضب والاكتئاب والشعور بالذنب تجاه الناجين من الانتحار وهذا يتطلب زيادة الاهتمام بالمرضى النفسيين من قبل الاختصاصيين.
خط ساخن
وعن أهمية إحداث الخط الساخن الذي أطلقته وزارة الصحة – دائرة الصحة النفسية تقول “زهيرة”، تأتي أهميته من ضرورة تعزيز الصحة النفسية تحت شعار (نحن معك) من الألم إلى الأمل حيث يتم تقديم الخدمات من خلال كوادر متخصصة في كل من مشفيي ابن رشد في دمشق، والهيئة العامة لمشفى ابن خلدون في حلب.
وتستهدف الخدمات جميع المواطنين على أرض الجمهورية العربية السورية على مدار 24 ساعة ومنها الاستجابة السريعة للحالات الطارئة، ونشر الوعي والتثقيف النفسي وتقديم الاستشارات التخصصية، ومساعدة المرضى وأسرهم وتزويدهم بإرشادات الدعم الملائمة، وجميع الخدمات التي تقدم تتابع بشكل سري وآمن من قبل الفريق المتابع للحالات (أطباء نفسيين – أطباء مقيمين – أخصائيين نفسيين واجتماعيين وإداري حالة وتمريض نفسي) من خلال الأرقام التالية:
الهيئة العامة لابن خلدون
0940088846
0940088847
0940088848
أرقام مشفى ابن رشد
0945825705
0945825704
ميليا اسبر – كليك نيوز
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع