500 ألف ليرة شهرياً وسطي مصروف الطالب الجامعي في سورية
500 ألف ليرة شهرياً وسطي مصروف الطالب الجامعي في سورية
تركت الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعيشها البلاد، أثرها الكبير على العوائل السورية، والتي باتت عاجزة عن تأمين مصاريف حياتها اليومية، ومصاريف أولادها بالمدارس والجامعات.
وإلى جانب الغلاء الفاحش بأسعار الغذاء واللباس، ارتفعت تكلفة الدراسة في الجامعات لأضعاف مضاعفة عما كانت عليه قبل الحرب على سورية، من جميع النواحي، سواء ثمن المحاضرات، أو تكلفة معيشة طلاب الجامعة، والقرطاسية، وأجور النقل وغيرها الكثير.
وفي آخر الدراسات، ذكر موقع “سناك سوري”، أنه أجرى حسابات تبين من خلالها، أن الطالب السوري، يحتاج مبلغاً يتراوح بين 300 إلى 500 ألف ليرة كمصروف شهري لتغطية احتياجاته اليومية من مواصلات ومحاضرات ولوازم حياتية.
وذكر الموقع، أنه وبعد استطلاع آراء عدد من الطلاب من مختلف المحافظات السورية، تبين أن الطالب يحتاج وسطياً 15 ألف ليرة كمصروف يومي، وأكدوا أنهم باتوا يشعرون بأن دراستهم باتت عبئاً ثقيلاً على ذويهم.
اقرأ أيضاً: ارتفاع أسعار مستلزمات الأركيلة يحرم “عشاقها” من “متعتها”
وقالت إحدى الطالبات، في كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة تشرين، إنها تحتاج 5 آلاف ليرة يومياً كحد أدنى لأجور النقل من قريتها بريف اللاذقية إلى جامعتها، مضيفة انها تضطر في أيام استثنائية أن تستقل “تكسي ركاب”، بأجرة 3 آلاف ليرة للذهاب دون احتساب تكلفة العودة فيما لو لم يحالفها الحظ بمقعد في السرافيس، مضيفة، أنا لا أعمل وأحصّل على مصروفي من أهلي وهذا يشكل عبئاً كبيراً عليهم.
واشارت الطالبة، إلى أن شراء كوب شاي أو قهوة أصبح من الرفاهيات، فسعر فنجان القهوة أو الشاي 4000 ليرة، كما لا يُقل ثمن المحاضرة الجامعية الواحدة في فرعها الدراسي عن 3500 ليرة، وتكلفة المحاضرات خلال الفصل لا تقل عن 60 ألف ليرة لـ 6 مواد.
وأضافت إحدى طالبات كلية الهندسة المعمارية، إنها تحتاج إلى جانب أجور المواصلات، إلى 4 كراتين للرسم أسبوعياً، سعر الواحدة 2500 ليرة، فضلاً عن عدة الرسم التي يشتريها الطلاب مع بداية العام الدراسي.
وأوضحت، بالنظر إلى المشروبات أو السندويشة، التي قد يعتبرها البعض من الكماليات فهي مصاريف محسوبة لطلاب العمارة، تضاف إلى مجمل المصاريف، وخاصة أن طالب العمارة يقضي كل نهاره في المراسم.
كما أشار العديد من الطلاب، أن هناك الكثير من الاختصاصات، التي يحتاج فيها الطلاب إلى جانب المصاريف السابقة الذكر، إلى تلقي دروس خاصة لبعض المواد الجامعية، حيث لا تقل كلفتها عن 100 ألف ليرة للمادة الواحدة.
وروت طالبة أخرى، والتي تدرس الهندسة البيتروكيماوية، أنها تدفع 150 ألف ليرة إيجاراً لمنزل مشترك مع صديقاتها، بينما يبلغ مصروفها الجامعي الشهري 400 ألف ليرة، مشيرة إلى أنها فضلت الاستئجار عوضاً عن السكن الجامعي لتحصل على مساحتها الخاصة للدراسة والراحة النفسية، مضيفة، الطالب الجامعي السوري يحتاج لبنك خاص يُنفق عليه.
هذه المصاريف المرتفعة دفعت الكثير من الطلاب لاختصار الدوام إلى يوم واحد، وهو ما يؤكده طالب في كلية العلوم بجامعة حلب، حيث أشار إلى أنه يحتاج 15000 ليرة في كل مرة يذهب فيها للجامعة تتضمن أجور المواصلات وتناول سندويشة مع فنجان شاي، دون حساب تكاليف المحاضرات الجامعية، مضيفاً، أذهب إلى الجامعة، فقط في الأيام المخصصة لإعطاء الجانب العملي وذلك لتوفير النفقات، وفي باقي الأيام أعمل لتغطية مصاريفي الجامعية.
كذلك، قالت طالبة في السنة الثانية بكلية طب الأسنان، إن دراستها تحتاج لشراء مواد سنية تكاليفها مرتفعة وباهظة، مشيرة إلى أنها عند أول كل فصل دراسي تدفع 300 ألف ليرة، و100 ألف ليرة مقابل المواد التي تشتريها، مضيفة مصروفي العام بين الجامعة والمصاريف الشخصية 500 ألف ليرة شهرياً.
من جهته، يقول أحد الشبان، الذي يدرس في كلية الإعلام، إنه يحتاج شهرياً، ما بين 450 إلى 500 ألف ليرة، ويحتاج 100 ألف ليرة خلال الفصل الدراسي أجور المحاضرات الجامعية وطباعة الجانب العملي، مضيفاً والداي موظفان ويرسلان لي ما تيسر من راتبهما، ومع ذلك فالمصاريف كثيرة ولا تكفي، حيث أقوم بالعمل طيلة فترة الصيف لأساعد أهلي بجزء من مصروفي.
وقالت طالبة أخرى، إن مصروفها كطالبة جامعية يساوي ضعفي راتب والديها، مشيرة إلى أن التكاليف باهظة جداً على العائلات خاصة إن كان في العائلة طالبان جامعيان، مضيفة احتاج 1200 ليرة يومياً للمواصلات العامة بين منزلي في حي القصور إلى جامعة الفرات، بينما يبلغ سعر المحاضرات التي أحتاجها أسبوعياً نحو 50 ألف ليرة، مشيرة إلى أن الأسعار المرتفعة في الجامعة دفعتها إلى ألّا تضع ضمن أولوياتها شراء أي مشروبات أو تناول طعام ضمن الجامعة إلا عند الضرورة، مؤكدة أن القرطاسية تضاف إلى الأعباء التي يتكبدها الطالب الجامعي، حيث بلغ سعر القلم الأزرق 2000 ليرة.
يذكر أنه منذ العام 2011، عاشت سورية أياما اقتصادية صعبة، انتهت بأكثر من 95% من المواطنين في هاوية الفقر، بسبب ارتفاعات الأسعار لعشرات الأضعاف، نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات، وندرة الكهرباء، والتي تركت أثرها الخانقة على كافة القطاعات، حتى بات الراتب السوري يعادل فقط سعر كيلو لحمة!.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع