اقتصاد

وسط الظلام الدامس.. سوق البطاريات والمولدات إلى الانتعاش

وسط الظلام الدامس.. سوق البطاريات والمولدات إلى الانتعاش

 

“ما صُرف أو أُنفق من أموال في سوريا خلال الحرب على شراء البطاريات والمولدات الكهربائية يكفي لبناء منشآت جديدة لتوليد الطاقة”، لسان حال الشارع السوري الغارق في ظلام الانقطاعات الطويلة وغير المبررة للكهرباء، تزامناً مع الوعود المقطوعة من قبل الجهات المعنية في تحسين التغذية لكافة المناطق.

تقنين طويل

 

أفرزت مخلفات الحرب دماراً كبيراً في البنى التحتية، التي انعكست بشكل ملحوظ على كافة المحافظات والمناطق، ما جعل لهذه الأزمة فرصة للبعض لاقتناص عرض بضائعهم وفق مواصفات وأسعار خيالية وغياب الرقابة بشكل كامل عن هذه الأسواق.

ووسط تنوع الأشكال والماركات ذات الجودة المنخفضة، تبدأ رحلة المعاناة لدى المواطن الذي بات بحاجة بطارية كل سنة كأقل تقدير حسب رواية الموظف “عدنان شموط”.

ولم يقف الحد عند سوء تصنيع هذه البطاريات، بل تعدى الأمر إلى ارتفاع ساعات التقنين وبالتالي ازدياد الاعتماد عليها، والذي يقلل من عمر البطارية حسب رأي “شموط”.

خيارات بديلة

 

إلا أن ساعات الاستهلاك أكبر من ساعات الشحن بأضعاف، ما يعني أنه مهما كانت البطارية عملاقة لن تستطيع تخديم المنزل أكثر من ٦ ساعات، والذي فرض على البعض اللجوء للمولدات الكهربائية التي باتت أفضل وقادرة على تشغيل الإنارة والأدوات الكهربائية بآن واحد برأي “عصام حمدان”.

ولعوامل الطبيعة والجو أثرها في الاعتماد على هذه البدائل، كما أن تركيب ألواح الطاقة الشمسية لم يثمر في فصل الشتاء، لترافقه مع انعدام أشعة الشمس أحياناً، المغذي الرئيسي لها والذي جعل من البطاريات حلاً أمثلاً لدى الموظفة “سعاد حيدر”، إضافة للشموع كمصدر توفير في الظروف الحرجة.

كما أن جميع من قام بتركيب منظومة الطاقة الشمسية بات خاسراً ولم ينل منها الفائدة المرجوة حسب تأكيدات “مازن محمود” عامل في تركيب ألواح الطاقة الشمسية، وذلك لانخفاض قدرتها ضمن الشتاء من ٣٠% إلى ٨٠%، عدا عن تعطل بعضها بشكل نهائي نتيجة الأمطار والرياح.

خيارات متعددة

 

واليوم وسط هذا التخبط في وسائل الحصول على الإنارة، انقسمت المولدات إلى أنواع، بعضها بقدرة (٨٠٠ – ١٠٠٠) شمعة صغيرة الحجم وسهلة الحمل، الأكثر طلباً لكونها صغيرة الحجم وبالإمكان وضعها على الشرفات أو الشبابيك بسهولة، ناهيك عن قدرتها على تشغيل الشاشة مع الانارة والراوتر وجهاز كومبيوتر وشحن البطاريات مع الموبايلات.

وما يميز هذه المولدات انخفاض استهلاكها من البنزين بمعدل ليتر واحد كل ٣ ساعات عمل، ما يعني دفع ١١٠٠ ليرة كل ساعة، في حال كان البنزين من ضمن مخصصات السيارة أو الدراجة النارية المدعومة، أو ٢٥٠٠ ليرة إن كان من مخصصات البنزين الحر، و٣٠٠٠ ليرة من الأوكتان، بينما قد يصل المبلغ إلى 7000 ليرة في السوق السوداء.

بارعة جمعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى