خدميمجتمعمحلي

وسط استمرار قطعها من قبل المحتل التركي.. آبار مدينة الحسكة تقترب من الجفاف

وسط استمرار قطعها من قبل المحتل التركي.. آبار مدينة الحسكة تقترب من الجفاف

 

في جريمة إنسانية لا تستطيع جميع الكلمات وصفها، وأمام مرأى العالم أجمع، يستمر المحتل التركي للشهر الرابع على التوالي، بقطع المياه عن أبناء مدينة الحسكة، حيث يعيش أهالي المدينة، معاناة كبيرة في تأمين المياه الصالحة للشرب.

وقال أحد السكان في حي غويران، أن قطع المياه والتلاعب بمصير مليون مواطن جريمة بحق الإنسانية، داعياً إلى ضرورة تدخل هيئات الأمم المتحدة حيث لا يوجد مصدر بديل يتم الاعتماد عليه غير محطة علوك، وهذا الوضع أرهق الأهالي في ظل الظروف الحالية والارتفاع الكبير بدرجات الحرارة.

وأشار صاحب أحد مناهل المياه الخاصة في منطقة الحمة غرب الحسكة، إلى أن مستوى المياه الجوفية انخفض بشكل كبير نتيجة الاستجرار المرتفع للمياه، وهذا بدا واضحاً خلال عمليات التعبئة والزمن الذي يحتاجه خزان الصهريج.

مشيراً إلى أن الأمر عام في جميع مناهل المنطقة الموجودة التي يتم الاعتماد عليها بشكل أساسي لتعبئة الصهاريج، ما يشكل خطراً يهدد جفاف هذه الآبار في حال استمر الاستجرار الكبير للمياه.

وأكد العديد من أهالي المدينة، لوكالة “سانا”، أن المبادرات وما يتم نقله خففت بشكل جزئي، لكن الحاجة إلى المياه كبيرة والغالبية يجدون أنفسهم مجبرين أمام الغلاء لنقل المياه من الخزانات في الشوارع، وخاصة مع الارتفاع الكبير بأسعار المياه المباعة من أصحاب الصهاريج، مطالبين بضرورة مراقبة المياه والتأكد من تعقيمها وصلاحيتها للاستهلاك البشري.

اقرأ أيضاً: “قطرة ماء”.. مبادرة لتأمين مياه الشرب لأبناء الحسكة

وأكد نائب محافظ الحسكة “حسن الشمهود” استمرار مبادرة “قطرة ماء”، حيث يتم يومياً إدخال 6 صهاريج من الحجم الكبير بإشراف اللجنة الفرعية للإغاثة، مشيراً إلى أن إجمالي ما يتم إدخاله يومياً عبر مبادرة مياه يقارب 400 متر مكعب.

وأشار إلى أن هذه الكمية قليلة إذا أخذ بالاعتبار الكمية التي كانت تضخ من آبار علوك والتي تصل إلى 60 ألف متر مكعب يومياً في الأوضاع الطبيعية، مضيفاً، نواجه صعوبة كبيرة في الوصول إلى كل المنازل، وخاصة في ظل الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة والتي تفرض زيادة في استجرار المياه.

بدوره، أكد مدير عام المياه في الحسكة المهندس “محمود عكلة”، استمرار الإجراءات الخاصة بتأمين مياه الشرب لأبناء مدينة الحسكة من خلال محطات التحلية التي تم تركيبها خلال الفترة الماضية، والبالغة 20 محطة 16 منها في مركز مدينة الحسكة و4 محطات في الأحياء.

وأشار إلى أن كل الإجراءات المتخذة تبقى في إطار الحلول الإسعافية لتخفيف المعاناة عن الأهالي، والحل الوحيد هو السماح لعمال المؤسسة بالدخول إلى محطة علوك لإجراء أعمال الصيانة والتشغيل وهذا الحل الوحيد لديمومتها واستمرار الضخ، ولا بد من تدخل المجتمع الدولي وهيئات حقوق الإنسان لوقف هذه الجريمة بحق مليون مواطن يعانون قطع المياه منذ عدة سنوات.

يذكر أنه ومع استمرار الاحتلال التركي، قطع المياه عن أبناء الحسكة، تستمر الإجراءات الحكومية لإيصال مياه الشرب النظيفة ونقلها عبر الصهاريج من خلال المنظمات غير الحكومية والجمعيات الأهلية والمبادرات الخاصة التي تنفذ بإشراف لجنة الإغاثة الفرعية في المحافظة.

وكانت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، أطلقت قبل أسبوعين، بالتعاون مع مجلس مدينة الحسكة مبادرة “قطرة ماء” لتأمين مياه الشرب لأبناء المدينة، وتتضمن المبادرة تأمين ونقل المياه عبر صهاريج وتعبئتها للأهالي، من محورة سمارة في مركز المدينة باتجاه القطاعات الأخرى في مركز المدينة.

ومنذ عدوان الاحتلال التركي على الأراضي السورية في شهر تشرين الأول 2019، استحوذ على محطة علوك، التي تعد المصدر الوحيد لتغذية تلك المنطقة، وقام بقطع المياه عشرات المرات، ومنذ ذلك الحين حلت كارثة العطش على أهالي الحسكة وضواحيها وريفها الغربي ولا تزال على حالها حتى الآن، دون أن تحرّك ساكناً، المنظمات الإنسانية وهيئات الأمم المتحدة، التي تدعي وتتغنى بشعارات الدفاع عن حقوق الإنسان.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى