وزارة التربية تفكّر بإدراج لعبة البيسبول في المدارس.. هل هذا ما ينقصها فقط!!
تحدثت وزارة التربية مؤخراً عن وجود دراسة لإدراج رياضة “البيسبول” في المدارس، وحسب ما كشف وزير التربية الدكتور دارم الطباع، فلهذه الرياضة أهمية كبرى في تعزيز قيمة المتعلم الجسدية والفكرية، كما تنمي المهارات البدنية كالسرعة والقوة واللياقة والتركيز على الدقة والذكاء، وتحمل فوائد كبيرة.
الوزارة أكدت أيضاً أنه يمكن تعميم هذه الرياضة على خلاف كرة القدم والسلة، وستدخل في كافة المدارس السوريّة بكافة الفئات والأعمار بشكل تدريجي، حيث يمكن لجميع الطلاب ممارستها في جميع الأماكن، وتم اختيار هذه اللعبة عن مختلف الألعاب بسبب تكلفتها البسيطة، إضافة إلى أن كافة باحات المدارس واسعة وتصلح لهذه اللعبة.
مهما يكن الأمر، هذا كلام حضاري وفي قمة الإبداع، إلا أن هذا الخبر الذي انتشر كالنار في الهشيم، أثار سيلاً من التعليقات الساخرة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، متسائلين هل وزارة التربية وصلت للكماليات ودخلت مرحلة الرفاهية؟
وقبل أن تفكر وزارة التربية بهذه الأفكار الخلبية الفريدة من نوعها، فإن عشرات الأسئلة تبقى برسم إجابتها؟!
فهل فكرت وزارة التربية باستكمال تأمين الكتب المدرسية التي لم يستلمها نسبة كبيرة من الطلاب حتى الآن؟
هل عالجت نقص الكوادر التدريسية بالمدارس؟
هل فكرت ببناء مدارس جديدة للتخفيف من الكثافة الصفية التي وصلت لـ 50 طالباً بكل شعبة؟
هل فكّرت بتأمين القرطاسية والمياه للمدارس؟ هل فكرت بصيانة أثاثها ومقاعدها المهترئة؟
هل فكّرت بزيادة أعداد المستخدمين والعناية بنظافة الحمامات التي يرثى لوضعها في ظل انتشار كورونا والكوليرا؟
هل انتهت من تأمين مازوت التدفئة لجميع المدارس؟
هل فكّرت بتأمين الأوراق للأساتذة لطباعة الأوراق الامتحانية بدل من تكليف الطلاب بطباعتها؟
هل فكرت بتحسين أجور المدرسين وتأمين نقلهم لمدارسهم؟
هل فكرت وزارة التربية بمعالجة الاضطرابات النفسية التي كشفت عنها وقالت إنها تنتشر بين الطلاب ابتداءً من الصف الأول وحتى المرحلة الثانوية؟ وهل.. وهل ..وهل؟!؟!
هل بالفعل باتت العملية التربوية بأحسن أحوالها لدرجة أن تتفرغ الوزارة للتفكير في هذه الرياضات؟
أليس الأجدى بها أن تنشغل بحل جميع مشكلاتها وتأمين مستلزمات التعليم، وأن تتوقف عن التسويق الإعلامي لأشياء لسنا بحاجة لها في ظل الظروف الاقتصادية التي تمّر بها البلاد؟
إلى متى ستبقى الجهات المعنية في سورية تعيش حالة الانفصام عن الواقع وكأنها تعيش في كوكب آخر!
وأمام هذا الواقع المؤسف.. هل مدارسنا حقّا في تمام العافية، ولا ينقصها إلا إدخال لعبة البيسبول أمام افتقارها معظم المقومات الأساسية؟
وهل بات سبب تراجع مدارسنا وانهيار تعليمنا غياب لعبة البيسبول عن مدارسنا؟
أما آن الأوان لهذا العبث وهذه الأحلام أن تتوقف؟! وهل نحن في سويسرا أو استراليا أو اليابان؟!
ولكم التعليق!!
اقرأ أيضاً: المدارس الخاصة أقساط جنونية وتمرد على القرارات التربوية ومندوبو التربية غائبون!