مقالات

هل هي بوادر للخصخصة..!؟

هل هي بوادر للخصخصة..!؟

 

ماذا بعد وماهي الإحداثيات التي نسير عليها..!؟

سؤال يطرحه ويتداوله السوريون بقوة هذه الأيام..؟

وأين الدولة وحضورها من تلك السياسات الحكومية التي لا هوية لها ولا عنوان ، ولماذا خبا بريق ومفاعيل ذاك الحضور البهي حد التلاشي تقريبا..!!

ولماذا تخلي الدولة من تلقاء ذاتها بالتتالي والتتابع الساحات والأماكن والمواقع التي كانت للأمس القريب حديقتها الخلفية وملعبها وباعثا للهيبة والأمن والأمان والثقة وإرساء مبادئ العدالة والمساواة وتكريس تكافؤ الفرص وترسيخ قوة القانون ولمصلحة من..!؟

هل هي بوادر للخصخصة..!؟

لتتصدر اليوم مصطلحات الربح والخسارة وعدم القدرة – وهو التفسير والمعنى المخفف للضعف – وقلة الحيلة، المشهد المغلفة بعبارات التبرير والتماس الأعذار والاستقواء على الفقراء والضعفاء.

ومن أين نغطي تكاليف دعم المشتقات النفطية والكهرباء والرغيف ونفقات فاتورتها الباهظة..!؟

 

هل هي بوادر للخصخصة..!؟

ولعل تعديل أسعار البنزين “المدعوم” لأكثر من الضعف للمرة الأولى في تاريخ التعديلات فيما البنزين الحر أصابه تعديل طفيف، يقدم صورة ساطعة عن ذاك الأداء، ما أحدث صدمة لم يستفق منها الشارع حتى اللحظة..!؟

وهذا بطبيعة الحال سيلحق به الكثير من التداعيات على الأسواق والأجور والأسعار، والحبل على الجرار، ليظل أصحاب الدخل المحدود والطبقة الوسطى الوحيدين الذين يتلقون المزيد من الصفعات والصدمات..!؟

إن تخلي الدولة عن مهامها وواجباتها الأبوية وتحولها للدولة الرعوية أضر أيما إضرار بتلك الشرائح الغضة وجعلهم لعبة في أيدي الحيتان الذين ينجحون كل مرة بسحب البساط وفرض حلول الأمر الواقع وتفصيلها على مقاسهم وهو أمر يبدو غير مفهوم ويبعث على الريبة والشك..!؟

إن ما يجري اليوم بتقديرنا هو الوجه الآخر للعولمة والليبرالية المتوحشة لكن بمعناها المحلي..!؟

نفهم أننا بلد محاصر لكن ليس كل ما يجري يتحمله الحصار بل الفساد الذين يختبئ في جلبابه وهذه حقيقة..

ونفهم أننا بلد لازال يخرج من تحت ركام ورماد الحرب لكن ما يجري ويمارس علينا من إفلاس وفشل وتخبط من يتحمله، ومن أطلق يد أمراء الحرب والأثرياء الجدد ومتنفذيه في كل الاتجاهات تحت عناوين وواجهات ومشاريع استثمارية لم نجن منها إلا الخربان ..!!؟

لقد أضعفت وأفقدت تلك الممارسات مؤسسات الدولة ودورها وأدواتها وأذرعها وتقلص حضور الأحزاب والمنظمات والنقابات حتى الشلل وغاب معها الدور والفاعلية التي مالت كفتها “لأباطرة المال الجدد” ومع تلك المعطيات راح مفهوم الدولة ودورها الريادي الأبوي” إلى الجحيم..!؟”

إن التمعن في تلك الخلاصات والنتائج يجعلنا نتساءل هل إن ما يجري هو بوادر لما يشبه الخصخصة أم هي الخصخصة بعينها لكن بلبوس خفي غير معلن..!؟

وائل علي – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: على أمل…!؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى