هل الزعل أم الامتعاض من الحكومة “إلكترونياً” حلال أن حرام؟
هل الزعل أم الامتعاض من الحكومة “إلكترونياً” حلال أن حرام؟
بعدما أعادونا الى العصر الحجري ليس عجيباً إذا عدنا للتواصل من خلال الرموز..
ليس عجيباً بنا نحن السوريون أن نتفاعل بجرأة وكثافة مع صورة أو خبر لراقصة أو قطة أو كلب بينما نجبن ونهرب ونتجاهل التفاعل مع قضية تحكي معاناتنا وقصة البطون الجائعة والعقول الضائعة والظهور والخواطر المكسورة..
ليس عجيباً أن بعضنا ما يزال يملك طاقة هائلة من الحب والحزن والامتعاض بالتزامن مع امتلاكه طاقة هائلة من النفاق والتملق غير المبرر..
ليس عجيباً أننا لم نفهم بعد أن الكتابة والطبخ هما وسيلتان مختلفتان للتواصل والتعبير..
في زمن الاستفهام والتعجب هل سمعتم بالزعل أو الامتعاض الإلكتروني من حكومة أو مسؤول أو شخص ما؟
هل سمعتم بمسيرة أو مظاهرة إلكترونية مع أو ضد قرار ما ؟..
هل سمعتم بوقفة تضامنية إلكترونية مع بلد أو مدينة أو شخصية ما؟ نعم هناك شكل من أشكال التواصل يتجاوز قوة الكلمات.
هي وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية التي لا نجيد استخدامها بما فيه خير لبلدنا مع أنها تمتلك قدرة هائلة على التغيير الإيجابي كما التغيير السلبي..
هي نفسها الوسائل التي استخدمها أعداء الخارج والداخل لتخريب بلدنا.. وسائل نستطيع أن نستثمرها لإعادة البناء في كل المجالات.
على سبيل المثال وبكل بساطة إن التفاعل الكثيف مع محتوى إعلامي (بوست أو مادة إعلامية أو فيديو أو صورة أو أو ) حول تردي الاوضاع المعيشية أو قرار يلحق الضرر بالناس هو بمثابة مظاهرة أو وقفة احتجاجية إلكترونية تستنكر الوضع وتدعو الى تغييره.
بكل بساطة التفاعل الكثيف مع قرار فيه خير ورخاء للناس هو بمثابة مسيرة تأييد إلكترونية تدعم هذا القرار وتشجع على قرارات مشابهة.
بكل بساطة التفاعل الكثيف مع متضررين من قرار ما أو كارثة طبيعية هو بمثابة وقفة تضامنية إلكترونية تستفذ الضمائر وتشحن الهمم للمبادرة وتقديم العون.
بكل بساطة هذه التفاعلات المختلفة هي بمثابة استطلاعات للرأي تستطيع أن تستفيد منها الحكومات الجادة لتعديل أو تطوير أو التراجع عن قرار أو مشروع أو خطة بما يصب في الصالح العام.
من الطبيعي أن يزعل الناس من حكوماتهم لكن ليس طبيعياً أن تزعل الحكومات من مواطنيها أو تخيفهم وترعبهم..
من الطبيعي أن يتحلى الناس بالشجاعة للتعبير عن وجهة نظرهم وأيضاً من الطبيعي أن تمتلك الحكومات الحكومة سعة الصدر والجرأة على سماع ما يقال وما لا يقال.
بالمحصلة ولأن الناس اليوم لا يثقون بالحكومة عليها أن تمنحهم الأولوية حتى يمنحونها الأولوية..
سيادة الحكومة لماذا الخجل فقد سمح الله لك بالتواصل بشكل جيد مع من هم أصغر وأضعف منك.
قد يحاول بعض أصحاب الرؤوس المربعة الصيد بالماء العكر واتهامي بالتحريض وأنا هنا أعذرهم لأن عقولهم السوداء اعتادت على عدم التمييز حتى بين الأبيض والأسود، بين الوطني والوطنجي..
كلماتي ليست على مقاس آذانهم…
نضال فضة – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: بطون الأطفال لا تفهم اقتصاد.. تكتيف الراتب وإفلات “الأخضر” عمل شديد الانفجار