نزوح إرادي في حمص جراء الشائعات.. الخيام تملأ الشوارع
استوعب السوريون الآثار النفسية للزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في السادس من شهر شباط الجاري، مخلفاً آلاف الشهداء والجرحى في عدة محافظات كان أكبرها في حلب واللاذقية.
إلا أن ما حصل لاحقاً بات يثير الغضب والخوف في الوقت نفسه، مع انتشار واستمرار التهويل الذي تشهده صفحات التواصل الاجتماعي وخصوصا “فيسبوك”، جراء تناقل مئات الصفحات عن قصد أو غير قصد أخباراً لا صحة لها على الإطلاق.
وبات اسم “فرانك” الشغل الشاغل لسكان حمص، كما غيرها من المحافظات، وبشكل لافت مع وقوع الهزة الأرضية الثانية منذ عدة أيام، في ظاهرة مستغربة بسبب كثرة حالات الهلع بشكل يفوق تبعات الزلزال المدمر.
في الطرقات العامة ووسائل النقل، يدور حديث واحد هذه الأيام، وهو توقعات العالم الهولندي “فرانك” والذي أكد أن معظم ما ينشر نقلاً عنه غير صحيح، وهو محض كذب وتأليف من قبل أشخاص بقصد تكثيف المشاهدات و”اللايكات”.
إلا أن ذلك لم يكن كافياً رغم التأكيدات العلمية وتطمينات المتخصصين في علم الجيولوجيا، حيث تغلبت منشورات الصفحات “الصفراء” على معنويات السكان في مختلف أنحاء المحافظة.
ومنذ يوم الاثنين، أمضى عدد كبير من سكان مدينة حمص خارج منازلهم مع ساعات المساء الأولى، وقضى البعض سواد ليلتهم في السيارة، متخذين من الساحات موقعاً يعطيهم بعض الأمان، كما قال سامر وهو من سكان حي الأرمن.
واقع ظهر جلياً بشكل آخر، في شوارع المدينة وساحاتها، مع انتشار واسع للخيم التي قام الأهالي بنصبها، مع استخدام عوارض حديدة و”شوادر” لا تقي البرد ليلاً، بل إن بعضهم قام بفرشها واتخاذها مسكناً مؤقتاً”.
“الفيسبوك جننا”، تقول سيدة في حي المهاجرين لموقع “كليك نيوز”، مضيفةً: “حديث الزلزال مستمر 24 ساعة ولا نعرف من نصدق، فقرر أولادي نصب خيمة على أوتوستراد الضاحية، نذهب للنوم فيها مع حلول الليل”.
وكانت الجهات الحكومية والطبية شددت على ضرورة عدم الهلع والخوف وتضخيم ما يشاع عن الزلزال، والتزام الهدوء والوعي عند وقوع أي هزة ارتدادية.
وفيما يتعلق بمحافظة حمص، كشف مشفى الباسل بحي كرم اللوز الدكتور أيمن محرز لموقع “كليك نيوز” عن إصابة 11 شخصاً بكسور و 15 شخصاً برضوض و 15 بتوتر نفسي نتيجة بسبب الهلع والتدافع أثناء الهزة الأرضية”.
الجدير بالذكر أن عشرات المواطنين تعرضوا لرضوض وكسور أثناء الخروج بسبب الهلع، كما توفيت فتاة من ريف صافيتا عمرها 12 عاماً نتيجة صدمة عصبية وتوقف القلب بعد الخوف الذي عاشته، إضافة لوفاة رجل في العقد الرابع من العمر في محافظة حلب.
عمار إبراهيم – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: “رغم كل التطمينات”.. الشائعات تدفع الأهالي لافتراش الشوارع