مياه جرمانا تحاكي قصة “إبريق الزيت” بعد إلغاء التغذية الليلية
يبدو أن قصة “إبريق الزيت” لم تنتهِ في جرمانا بريف دمشق بعد معاناة بعض الأحياء فيها جراء عدم وصول المياه إلى المنازل بعد إلغاء تغذية الكهرباء الليلية مؤخراً، والتي كانت تحظى بها دون غيرها لأكثر من ثلاث ساعات كحلاً لهذه المشكلة.
وأكد “سمير” (42 عاماً) الذي يعمل في التجارة العامة لـ “كليك نيوز”، أن “المياه لا تصل إلى منزله في “دف الصخر” منذ انقطاع التغذية الليلية.
وقال “سمير” “ألجأ إلى حلول بديلة كشراء برميل المياه الحر من الصهاريج المتنقلة بهديك الحسبة لعائلتي”.
وبيّن صاحب صهريج في جرمانا يدعى “أبو عدنان” (35 عاماً) “انخفاض الطلب على تعبئة المياه بعد حل المشكلة في أحياء عديدة، ولكن بعض العائلات مازالت تعاني من عدم وصول المياه لمنازلها”.
وأضاف أبو عدنان “نزود المنازل بالمياه بشكل دوري ويحدد سعر التعبئة بحسب الطابق، علماً أن سعر البرميل الواحد (6000) ليرة سورية في حال كان المنزل موجود بالطابق السادس لما تصرفه العملية من بنزين كلما كان أعلى”.
وقالت الموظفة “نور” (35 عاماً) وهي من سكان حي البعث “نحن نعاني من نقص المياه منذ إلغاء التغذية الكهربائية الليلية، ولا تصل إلى منزلنا والوضع سيء.. وكل شيء يحتاج إلى مياه وخاصة أن أولادنا يتطلّبون الكثير من الاهتمام والنظافة”.
وفي المقابل، كشفت مصادر أهلية في جرمانا عن وصول المياه بمفردها دون الحاجة إلى مضخات للطوابق المرتفعة مثل الخامس والسادس، ولا يوجد أي مشكلة تُذكر لدى الكثير من الأحياء رغم إلغاء التغذية الكهربائية الليلية.
وأكد رئيس وحدة المياه في جرمانا “طلال بركة” أن “إلغاء تغذية الكهرباء الليلية أثرت سلباً على وصول المياه إلى بعض الأحياء، وتحديداً في المناطق التي ظهرت خلال الأزمة السورية وهي أماكن مخالفات أو مناطق سكن عشوائي”.
وأضاف “بركة”: “دف الصخر والمزارع ونهايات حي البعث، هي أماكن تحتاج إلى فترة تغذية كهربائية أطول لتزود بالمياه لأنها خارج شبكات المناطق المدروسة ضمن المخطط التنظيمي لجرمانا”.
وأردف “بركة”: “رغم ذلك فإنها تصل في المناطق نفسها للطوابق الأولى والثانية دون مضخات، أما باقي الأحياء لا يوجد فيها أدنى مشكلة وأصبحت المياه تصل لها دون الحاجة إلى كهرباء”.
“وعملت مؤسسة المياه على مشروع تمديد خط معفى من التقنين لآبار المياه في جرمانا وعددها 26 بئراً على عاتقها الشخصي بحوالي 3 مليار ليرة سورية مع دعم من الصندوق الحكومي، ثم تم تنفيذ المشروع على أن يكون هذا الخط معفى من التقنين بشكل كامل”، بحسب “بركة”.
وعلى عكس التوقعات، أكد “بركة” أن “الخط المعفى من التقنين يكون ممتاز فقط عندما تكون الكهرباء مقطوعة عن جرمانا وبمجرد أن تتم تغذيتها يصبح الخط عديم الفائدة بسبب ضعف الكهرباء (140 – 160)، وبالتالي تؤدي إلى توقف كامل في عمل المضخات بساعات التغذية”.
وبرّرت الجهات المعنية مراراً وتكراراً ضرورة التغذية الكهربائية الليلية في جرمانا بسبب الكثافة السكانية وصعوبة وصول المياه لجميع الأبنية السكنية خلال ساعات التغذية النهارية القليلة، في حين أثارت جدلاً كبيراً وخاصة على صعيد مناطق ريف دمشق الذين لطالما وصفوها بـ “المدللة” لأنهم محرومون من الكهرباء رغم شح المياه.
بدوره، مدير كهرباء ريف دمشق “بسام المصري” أكد أن “التقنين الليلي في مدينة جرمانا عاد إلى الواجهة بعد حل أزمة المياه فيها وتغذية عدد من الآبار مؤخراً، حيث باتت المياه تصل إلى الطوابق المرتفعة في الأبنية دون الحاجة إلى كهرباء”.
وأضاف “المصري”: “التغت ساعات التغذية الليلية عند انتهاء مشكلة المياه، حيث أصبحت جرمانا تتغذى ساعة ونصف كل أربع ساعات ونصف قطع على مدار اليوم على أن يتم تحسنها عند الإمكانية من ذلك ليس فقط في جرمانا بل في ريف دمشق بشكل عام”.
يشار إلى أن “جرمانا” تشرب المياه من الآبار المحلية أو من العقدة الخامسة الموجودة على طريق المطار، فيما شهدت في السنوات الأخيرة حالة احتواء كبيرة للمواطنين القادمين من المناطق المتضررة بفعل الإرهاب عدا عن اللاجئين من بعض الدول العربية وعلى رأسهم العراق.
كلير عكاوي – كليك نيوز
اقرأ أيضاً: تسرب مياه الصرف الصحي إلى مياه الشرب.. الموارد المائية تعيد المياه إلى مجاريها بريف دمشق